وهاب: وحدة الجبل خط احمر وسنقف في وجه أي فتنة ندعو المرجعيات الدرزية لحل إشكالية ملف الأوقاف

زار رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب المرجعية الروحية في طائفة الموحدين الدروز الشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ.

بعد اللقاء، تحدث وهاب فقال: "قمنا بزيارة هذه الدار للقاء المرجع الروحي الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ، وهي دار لطالما جمعت كل ابناء الجبل، وكانت في الايام الصعبة صمام الامان وقبلة كل ابناء الطائفة".

أضاف: "جئنا لأخذ البركة من الشيخ الصايغ، لـ"مستشفى الصحابي سلمان الفارسي" الذي بدأنا بتنفيذه في الشوف، وهو ملك لكل أبناء الجبل وسيكون مفتوحا امام الجميع خاصة المحتاجين والفقراء في المنطقة، وطبعا لا يمكننا الإقدام على أي خطوة بدون أخذ بركة مرجعيتنا الروحية".

وشدد وهاب على "ضرورة أن يبقى الجبل على وحدته السياسية وفقا للمبادىء التي حددت أكان لجهة المقاومة أو الموقع العربي المتحالف مع قلب العروبة دمشق". وقال: "هذه هي توجهات كل ابناء طائفة الموحدين الدروز، وليكن التنافس على إنماء الجبل وتأمين عيش كريم لكل ابنائه"، مشددا على "أننا مع وحدة الموقف ونعتبر أن الوحدة في الجبل هي خط احمر وسنقف في وجه أي فتنة، ولكننا نعتقد بأن التشاور بين الجميع أساسي. هناك أمور عالقة في الوضع الدرزي لا بد من وضع حل لها"، داعيا "النائب وليد جنبلاط وطلال أرسلان وفيصل الداوود وكل المرجعيات السياسية في الطائفة الدرزية إلى المبادرة لحل كل الأمور العالقة على الصعيد الدرزي خصوصا ما نشهده من قالٍ وقيل حول ملف الأوقاف الدرزية وما يجري في دار الطائفة ووقف الدروز في بيروت. فهؤلاء هم اهلنا، ولهم حقوق وهم مع أي مشاريع استثمارية لكن ضمن حفظ الكرامة، إذ لا أعتقد أن أي طائفة كريمة تقبل أن يكون في حرم مقرها الرئيسي، اي مشاريع استثمارية من نوعٍ معين"، متسائلا "هل يقبل أحد أن تكون هذه المشاريع في خراج بكركي أو دار الفتوى أو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أو غيرها؟ هذا أمر بحاجة لنقاش هادىء، ولسنا بحاجة للتوتر والتحامل على بعضنا، فالجميع يريد المصلحة العامة".

زيارة الغريب

كما زار وهاب الشيخ نصر الدين الغريب، وقال بعد اللقاء: "زرنا سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز لأخذ بركته للمشروع الصحي الذي بدأنا العمل لتنفيذه في الشوف، خصوصا وأن سماحته يهتم بجميع ابناء الطائفة الدرزية دون أي اعتبار سياسي. وقد تباحثنا في مختلف الأمور، والشيخ الغريب يضع النقاط على الحروف في القضايا الوطنية الأساسية ويحدد الدور الاساسي لطائفة الموحدين الدروز في أكثر من موقع".

وتابع وهاب: "تحدثنا مع سماحته حول الوضع الدرزي العام في المنطقة وليس في لبنان فقط، ونحن مرتاحون للموقف الذي يتخذه أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، والذي يدل على وطنية كبيرة لهؤلاء الناس الذين ما تخاذلوا يوما في الدفاع عن سوريا، بل يتخاذلون فقط عندما يكون هناك مشاريع فتنة فيها، أما عندما تستدعي كرامة سوريا والأمة التحرك، فلم ولن يبخلوا يوما لا بشبابهم ولا بأموالهم، وما الموقف في الجولان إلا خير دليل على اصالة هؤلاء الناس، وموقفهم خصوصا وانهم يعانون منذ اثنين وأربعين عاما من الإحتلال الإسرائيلي وما زالوا إلى جانب أمتهم. لذلك لا بد من توجيه تحية لهم على موقفهم الثابت إلى جانب سوريا وإلى جانب الحق".

وتناول وهاب الإشكالية حول منصب مشيخة العقل ضمن الطائفة، فقال: "لا يجوز أن نتفق
في الكثير من الأمور السياسية، في حين أن هناك انقساما بين شرعية دينية نالتها مشيخة العقل التي تمثلنا، وبين أخرى مررت في ظروف معينة. لذلك الأمر بحاجة إلى نقاش للوصول إلى ما يبتغيه أبناء هذه الطائفة".

الغريب

وكانت كلمة للشيخ الغريب الذي قال: "نبارك لكم خطوتكم القيمة في بناء مستشفى الصحابي سلمان الفارسي، ونعتبر هذا المركز الصحي لكل ابناء الجبل وليس للطائفة الدرزية فحسب"، مؤكدا انه إذا "كان القصد من هذا المشروع إنسانيا فمرحبا بالإنسانية، اما إذا كان سياسيا فلا بأس من أن تفتح نافذة في ذلك الجدار المقفل منذ سنين".

وعن الأحداث العربية، قال الغريب: "نأسف لما نراه من مشاهد لرؤساء عرب يعلقون على المشانق، وهذا ليس أسفا عليهم، بل أسفا على القيمة العربية والاصالة التي كانت تتجسد في قيادات نفاخر بها"، متسائلا "أين قيمة الإسلام والمسلمين؟ وأين الذين يدافعون عن الإسلام ويحملون السلاح في سوريا لقتل رجال الأمن والجيش؟ هل هذا هو الهدف الأساسي من تلك الاحتجاجات في سوريا العربية؟"، مؤكدا أن "هذه القيادة السورية استحدثت الإنماء المتوازن بين كل الطوائف بدون تمييز. وقد اعلنت سعيها للإصلاح، ولكن هل يصح ذلك في ظل البنادق وعمليات القتل؟".

وتمنى الغريب "أن تمر هذه العاصفة بخير، وتعود سوريا بعافية كاملة إلى أوضاعها، وتتخلص من هذه الازمة بحكمة القيادة السورية وحكمة ابنائها وخصوصا أهلنا في جبل العرب، الذين استمروا كما عهدناهم ثائرين ضد الأجنبي وليس ضد الأخ أو الجار. فبوركوا بهذه المواقف، وبوركت سوريا بقيادتها".  

السابق
حالة استنفار بسبب الفيضانات في تايلندا
التالي
الجوزو: المسيحيون جزء لا يتجزأ من ابناء الامة العربية