نصرالله: لا إحراج ولا إخراج لميقاتي.. ولا تمويل للمحكمة

أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله رفض تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جازما أن الحزب ليس من "من دعاة تحالف أقليات ولا أعتقد أن المسيحيين في لبنان يجب أن يدخلوا في تحالف أقليات".

وأشار نصرالله إلى أن موقف حزبه من الحراك الشعبي في الدول العربية قائم على "معايير ثابتة"  تنطلق من 3 أمور: موقف أي نظام وموقعه من المشروع الأميركي، موقف هذا النظام من الإصلاح، ومطالب الشعب "نحن مع الشعب"، عازياً موقف الحزب إلى أن النظام السوري ممانع ومقاوم، والرئيس السوري بشار الأسد أبدى منذ اليوم الأول للحراك الشعبي استعداداً للإصلاح وأقرّ بوجود أخطاء وثغر "وهو جدي وبدأ بالإصلاح"، وثالثاً ان أغلبية الشعب السوري من خلال التظاهرات مع الإصلاحات التي أعلنها الأسد، "وأنا أقف مع هؤلاء"، و"منسجم مع أغلبية الشعب السوري الذي صمد مع قيادته في دعم حركات المقاومة". واستطرد: إذاً هناك نظام يريد إصلاحات، ولن يُقبل من هذا النظام أي إصلاح، لأن المواجهة أخذت منحى آخر، وأصبح واضحاً أن المطلوب ليس الإصلاح، بل إسقاط النظام الممانع والمقاوم والمجيء بنظام مختلف في خطابه ويكون لمصلحة السياسة الأميركية

وأعلن رفضه "جرّ سوريا الى التقسيم أو حرب أهلية. المطلوب: الهدوء، الخروج من الشارع، وقف أي شكل من أشكال الصدام والذهاب إلى الحوار والتعاون في إجراء الإصلاحات".
واتهم بعض العرب بالضغط بقوة باتجاه إسقاط النظام في سوريا، وبالتحريض سياسياً وطائفياً. لكنه رأى أن تركيبة وفد الجامعة العربية فيها توازن، وقد ينتج من تحركها إيجابية. ورأى أن سوريا تجاوزت مرحلة الخطر بنسبة كبيرة، إلا أنها ما زالت تتعرض لضغوط. واستبعد أي خيار عسكري غربي بسبب تخوّف الأميركيين وحلف الناتو من أن يؤدي تجاور سوريا وإسرائيل إلى تطورات إقليمية تضرّ إسرائيل، أو تتدحرج التطورات إلى حرب كبيرة.

وقال نصرالله في مقابلة مطولة مع تلفزيون "المنار": الأمر لا يحتاج لا إلى تحليل ولا إلى إعلان: حزب الله هو ضد تمويل المحكمة الدولية، لا يواقف على المحكمة لا جملة ولا تفصيلا، وبطبيعة الحال هو ضد تمويل المحكمة، وإذا مولها أحد منه "يصطفل" ولا دخل لنا به".

إلا أنه عبّر عن الرغبة في التوصل الى إجماع بين أفرقاء الحكومة حول هذا الموضوع بالقول:"نعمل أن نصل بالنقاش على الوصول إلى موقف إجماعي وإذا لم نصل لهذا الموقف، لتذهب الأمور نحو التصويت".

وأبدى اعتقادا كبيرا أن نشر قرارات اتهامية جديدة " لن يؤدي الى شيء والاخوة المتهمون لا يثقون بالمحكمة ليضعوا موكلين عنهم وبالتالي ستحصل محاكمات غيابية والوضع في لبنان والمنطقة تجاوز المحكمة الدولية وقدرتها على التأثير".

وأوضح أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم "لم يلتزم أمامنا بعدم تمويل المحكمة ولم نناقش معه موضوع استقالته".
فقد قال طكان خيارنا ودعمنا هذا الخيار ولسنا نادمين". أما العلاقة مع الحلفاء فهي "ممتازة مع الجميع"، نافياً ما يقال عن "برودة" مع التيار الوطني الحر "طبعاً نحن تيارات وقوى وأحزاب متعددة، هناك مشتركات وهناك تمايز، وقد تختلف التعبيرات وتتباين بعض الآراء، وإلا لكنّا حزباً واحداً".
وأيضاً وصف العلاقة مع النائب وليد جنبلاط بأنها تحالف استراتيجي، كاشفاً أنهما في لقائهما الأخير اتفقا على أمور ولم يتفقا على أخرى، لكن من دون خصومة، وقال إنه لم يلمس أي تموضع جديد لجنبلاط.

وتوجه إلى فريق 14 آذار بالقول:"لا تحرجوا ميقاتي لأن إحراجه سيقودنا إلى قول كلام واقعي يحرجكم عن المبادرة التركية القطرية وقد أقولها على الإعلام".

وتابع:"رئيس الحكومة ليس ملكا ولا أميرا ولا إحراج له إن لم نمول المحكمة، الرئيس ميقاتي إنسان ديمقراطي والأمر يناقش ويأخذ وقته، إذا ذهب الأمر للتصويت الكل يسلم لقرار المؤسسة الدستورية".

وعن الوضع الحكومي، أوضح أننا "نحن أمام حكومة وطنية تمثل قوى وطنية تتلاقى وقد تتباين في بعض الأحيان" متابعا:"هناك مشتركات وهناك ثوابت ولكن أكيد هناك تمايز، هناك اختلاف في التعبير وإلا لكنا حزبا واحدا".
".
وأكد أن لا برودة مع التيار الوطني الحر وأن "العلاقة مع رئيسي الجمهورية والحكومة جيدة (…)و العلاقة مع كل الحلفاء ممتازة وهي علاقة استراتيجية ومبنية على تفاهمات وعلى ثوابت".

ولفت إلى أن الحديث عن توزيع حزب الله للسلاح في الشمال "غير صحيح تماما وهو يأتي لمواجهة تمدد الفرقاء الآخرون في الشمال".

وإذ أكد أنه لم يلمس تموضعا لدى رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط اأشار إلى أن لهجمة على البطريرك الراعي غير منصفة فهو "وصّف ولم يؤيد أو يرفض، لم يؤيد سلاح المقاومة، وصّف وقائع خارجية وتكلم عن مخاوف معينة".

وأسهب نصرالله في الحديث عن العالم العربي فأوضح أن موقف الحزب هو أن "ما يجري حراك حقيقي في كل بلد نتيجة إرادة شعبية وطنية ولم يكن مشروعا أميركيا لأنه لا يعقل أن تسقط أميركا إسقاط أنظمة خاضعة لها".

وقبل التكلم عن أي تحالف تحدث نصرالله عن ثلاثة تهديدات في المنطقة "للجميع" وهي :"إسرائيل ولا نقاش في ذلك، تهديدها في فلسطين واضح للمسلمين والمسيحيين التهديد الثاني هو المشروع الأميركي الذي فشل نتيجة حركات المقاومة".

أما التهديد الثالث فهو "التكفيريين المتشددين الذين يستهدفون الكل، لذلك لا نعتقد أن هناك أكثرية سنية تستهدف أقليات أخرى لأنها مهددة كما الأقليات مهددة".

وبعدما أعطى العديد من الأمثلة استنتج نصرالله "أننا لسنا بحاجة إلى تحالف أقليات بل إلى تحالف وطني لمواجهة عوامل التهديد" مضيفا:" لسنا من دعاة تحالف أقليات ولا أعتقد أن المسيحيين في لبنان يجب أن يدخلوا في تحالف أقليات".

وفيما رأى أن الإنتصار الأهم في ليبيا "هو الحفاظ على استقلال ليبيا والحفاظ على مواردها لأن الناتو بدأ يطالب على لسان وزير الدفاع الفرنسي" رأى أن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما الإنسحاب من العراق " هو انتصار حقيقي للمقاومة العراقية وصمود القور غير الخاضعة وكل الذيم وقفوا إلى جانب الشعب".

وعن الإتهامات الأميركية الموجهة إلى إيران بتهمة اغتيال السفير السعودي كشف نصرالله أن سببها أن "الأميركيين طلبوا فتح خط ساخن مع الإيرانيين وتواصل دائم وسموا من قبلهم جنرال أميركي واقترحوا إسم الجنرال الإيراني الذين يريدون التفاوض معه والقيادة الإيرانية رفضت هذا الأمر".

وشرح أمين عام "حزب الله" أن أميركا "بحاجة لهذا الخط لأن إيران لها تواصل مع العراق وأفغانستان اللتان تخرج منهم منهزمةـ ففتحوا هذا الملف كي تأتي إيران لطاولة التفاوض المباشر مع الأميركيين ما ترفضه إيران حتى الآن".

أما عن البحرين فقال:"رغم تخلي الكثيرين عن البحرين فشعبه لديه نفس طويل ومن يراهن على تعبه يراهن على سراب، (…) لا بد أن يستجيب النظام البحريني لمطالب شعبه".

ووصف تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس بأنه "إنجاز صافٍ" شارحا:"الحفاظ على جلعاد شاليط لمدة 5 سنوات إنجاز، القبض عليه حيا إنجاز، الحرب على غزة وصمود أهلها ولم يسلم شاليط بسبب الحرب (…)هذا إنجاز تاريخي أهم ما فيه أنه يكرس ثقافة المقاومة".

وإذ قدّر أن "إسرائيل غير قادرة على الحرب" ختم الأمين العام لـ"حزب الله" بالتأكيد أن "الأوضاع ذاهبة إلى مصلحة الشعوب ومشروع المقاومة والممانعة، وسوف نشهد المزيد من الهزيمة للمشروعين الأميركي والصهيوني
مستبعدا أي حرب إسرائيلية جديدة وطمأن إلى الأوضاع الأمنية في الداخل، نفى أي تسليح من قبل الحزب في الشمال، وعزا هذه الاتهامات إلى أن "تيار المستقبل يرفض أي ثنائية وخاصة في منطقة الشمال، ما استدعى كل هذه الاتهامات". ورأى أن الحملة على البطريرك الماروني بشارة الراعي غير منصفة، وأن كلام الراعي فيه توصيف وليس تأييداً للنظام في سوريا أو للمقاومة.


السابق
الحياة: نصر الله.. الولايات المتحدة تحذر لبنان من عواقب عدم تمويل المحكمة
التالي
إعدام العقيد