اللواء: سليمان الأربعاء في الرياض وميقاتي غداً ·· والحريري يعزي على رأس وفد كبير

شارك لبنان الرسمي والسياسي والشعبي المملكة العربية السعودية اجواء الحزن على رحيل ولي عهد المملكة الامير سلطان بن عبد العزيز·
وعبرت البرقيات والمواقف، سواء التي صدرت عن الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، عن مدى تأثر لبنان بهذه المناسبة الأليمة، مؤكداً مشاركته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والاسرة السعودية بغياب ركن من أركان العالمين العربي والاسلامي كانت له الايادي البيضاء بتعميق سياسة الحوار والتفاهم، ومد يد العون للاشقاء والاصدقاء في المحن والملمات·

كما عدّل الحدث من زاوية الاهتمام اللبناني موعد جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة غداً لبحث الملف السياحي، فألغيت الجلسة الى موعد آخر، لافساح المجال امام الرئيس ميقاتي للتوجه الى الرياض والمشاركة في مراسم وداع الامير سلطان الى مثواه الاخير·

وبانتظار يوم غد، كانت المشاورات تركزت على الوفد الوزاري المصغر الذي سيشارك مع رئيس الحكومة المتوقع ان يضم ممثلي الطوائف الرئيسية والكتل الكبرى في الحكومة، على ان يتوجه الرئيس ميشال سليمان الاربعاء الى المملكة لتقديم واجب التعازي الى الملك عبد الله، ولم يعرف ما اذا كان سيرافقه وفد رسمي ام لا، وهذا الامر سيتحدد اليوم، في ضوء ما سيتقرر بالنسبة لمصير جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية المقررة يوم الاربعاء·

اما الرئيس سعد الحريري الذي يشارك غداً في مراسم التشييع، فإنه سيكون على رأس وفد كبير الاربعاء لتقديم واجب التعازي بالامير الراحل·

ولفتت مصادر حكومية الى ان جلسة الاربعاء تتوقف على مسألة نصابها، فإذا تبين ان هناك وزراء يشكلون نصاباً، فإنها ستعقد في هذه الحال في السراي الكبير، وهذا الامر يفترض ان يتقرر في المداولات التي سيجريها الرئيسان سليمان وميقاتي اليوم لاتخاذ القرار المناسب في شأن تقديم التعزية شخصياً الاربعاء للعاهل السعودي والوفد الذي سيرافقه·

في كل الاحوال، فإن المصادر الحكومية تعتقد ان الجلسة الاربعاء لم تكن ذات اهمية كبيرة باعتبار ان جدول اعمالها كان عادياً وليس من امر معين عليه ان يطرح في الجلسة، من خارج الأعمال، خصوصاً وأن موضوع الموازنة ترك أمر البت به للمقترحات التي سيتقدم بها الوزراء، ومن ثم الاجتماعات الثنائية أو الموسعة التي يمكن أن تعقد بين رئيس الحكومة والوزراء، ريثما يتم إيجاد مخرج لمسألة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان·

 
وفي هذا السياق، نفت مصادر الرئيس ميقاتي ما ذكره تلفزيون O.T.V عن اتصالات جرت بينه وبين الرئيس نبيه برّي، وانه وافق مبدئياً على مبدأ إدخال تعديلات على بروتوكول المحكمة الدولية، على أن يجري دراسة هذه التعديلات واقرارها قبل نهاية السنة الحالية، وهو الموعد الزمني لتمويل المحكمة، وأوضحت هذه المصادر، أن أي اتصالات في هذا الشأن لم تجر لا مع الرئيس بري ولا مع غيره، فضلاً عن انه لا يجوز تعديل بروتوكول المحكمة من طرف واحد·

إلى ذلك، علمت <اللواء> من مصدر وزاري أن الاتصالات التي بذلت في الساعات الـ72 الماضية لم تفلح في تبريد أجواء الاحتقان بين وزراء تكتل <الاصلاح والتغيير> و?<جبهة النضال الوطني>·

وقال انه يخشى من تجدد السجال في أي جلسة لمجلس الوزراء في ضوء القرار الذي اتخذه تكتل الإصلاح في خلوة سيّدة الكنيسة بعدم السكوت على ما وصف بأنه <تجاوزات> لوزراء الحزب الاشتراكي، معتبراً أن أحد أسباب عدم انعقاد جلسة الأربعاء يرتبط برغبة الرئيس ميقاتي ابعاد أجواء التشنج عنها، وان تعقد في القصر الجمهوري، بعدما تكون الاتصالات قد تمكنت من تبريد الأجواء بين الطرفين·

وكانت الـO.T.V قد نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة بأن الرئيس ميقاتي يسعى إلى تكليف أحد الوزراء المحسوبين عليه بهدف اجراء الاتصالات المطلوبة للتحضير لسلة تعيينات واحدة، علماً أن اي تطوّر ملموس لم يطرأ على هذا الصعيد، باستثناء تأكيد وزير العدل شكيب قرطباوي بأنه سيقدم في وقت قريب لمجلس الوزراء الاسم الذي يرشحه لرئاسة مجلس القضاء الأعلى·

الترتيبات اما بخصوص ترقيات ضباط قوى الأمن الداخلي، ولا سيما من رتبة عقيد إلى عميد، فلم يطرأ أي جديد عليها، وما زالت عالقة، عند عقدة ترقية العقيد وسام الحسن لاعتبارات تصفها مصادر رئاسية بأنها <تقنية> في حيث تعتقد مصادر نيابية في كتلة <المستقبل> أنها سياسية، وتتصل أساساً بضغوط سياسية سورية مورست على كبار المسؤولين، بعدما كشف المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، في جلسة لجنة حقوق الإنسان في الأسبوع قبل الماضي، ضلوع السفارة السورية في بيروت بخطف الأخوة الأربعة من آل جاسم، والقيادي الحزبي السوري شبلي العيسمي·

وقالت هذه المصادر أن موقف اللواء ريفي بالنسبة لترقية العقيد الحسن لا غبار عليه، لا من الناحية القانونية، ولا من ناحية الاعتبارات أو الإنجازات والكفاءة التي يتمتع بها الحسن للترقية، لكن القضية، أو الأسباب تكمن في السياسة، وهي معروفة، حيث يرفض <حزب الله> وحلفاؤه، ولا سيما التكتل العوني أصلاً بقاء الإثنين، أي ريفي والحسن في مركزيهما، متهماً إياهما بأنهما ينتميان إلى تيار سياسي مناهض له·

ولفتت المصادر إلى أنه لهذا السبب، ستكون الجلسة الثانية للجنة حقوق الإنسان التي ستعقد اليوم حاشدة من قبل الفريقين السياسيين، علماً أن الجلسة تعقد تحت عنوان متابعة ملف المفقودين اللبنانيين، ومخصصة للاستماع الى مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا حول معلوماته عن خطف الأخوة جاسم والعيسمي والمهندس جوزف صادر، وهي الملفات التي كانت تسببت بأزمة مع السفارة السورية نتيجة المعلومات التي أفضى بها اللواء ريفي وما تركت من انعكاسات داخلية بين المعارضة والأكثرية، حول هذا الموضوع، علماً أن نواب المعارضة لوّحوا بتحرك داخل المجلس وخارجه لمعالجة ما يجري أيضاً على الحدود·

وعلمت <اللواء> أنه بسبب تضارب المواعيد بين جلستي لجنتي حقوق الانسان والدفاع النيابيتين، فقد أرجأ رئيس اللجنة الثانية النائب سمير الجسر جلسة الدفاع إلى الأسبوع المقبل، لكي يتسنى للنواب المشاركة في اللجنة الأولى، وهو مؤشر بأنها ستكون حامية، علماً أن نواب المعارضة سيثيرون موضوع شبكة اتصالات حزب الله في ترشيش في لجنة الإعلام و الاتصالات التي ستعقد بعد غد الأربعاء·

خلوة <سيدة الجبل> وخلافاً للمعلومات التي راجت بأن خلوة <سيدة الجبل> التي أُنعقدت امس في فندق <ريجنسي بالاس> ستكون بمثابة رد على طروحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بخصوص <الربيع العربي> فإن مشروع الوثيقة السياسية، الذي تلاه في اللقاء النائب السابق سمير فرنجية، والذي يفترض ان تذاع رسميا بعد ثلاثة ايام، لم يخرج من تحت عباءة بكركي، بل أعاد التذكير بدور الكنيسة في اطلاق ربيع لبنان الذي شكل الاشارة الاولى للربيع العربي، وانها كانت السباقة في المطالبة بقيام الدولة المدنية والديموقراطية، وفي بلورة مفهوم العيش المشترك، لكن الوثيقة اكدت رفض وضع المسيحيين في مواجهة ربيع العرب الذي يرتكز الى قيمتي الحرية والعدالة، كما رفضت ربط مصير المسيحيين بمصير انظمة القمع والاستبداد التي حولت العالم العربي الى سجن كبير، واعلنت ايضا رفض كل المشاريع الهادفة الى ضرب الحضور المسيحي الاصيل في هذا الشرق وتحويل المسيحيين الى مجرد أقلية تبحث عن حماية لها من هنا وهناك، وكذلك رفض العنف الذي يواكب هذا الربيع، سواء من قبل الانظمة او من قوى التطرف·

واوضحت الوثيقة بأنها تريد اطلاق دينامية مدنية في الوسط المسيحي قادرة على التواصل مع ديناميات مدنية شبيهة في الطوائف الاخرى من اجل اعادة الحياة الى ربيع لبنان والمشاركة مع القوى الديموقراطية لوضع الاسس لعالم عربي ديموقراطي وتعددي قادرة على استعادة دوره وموقعه في العالم· 

السابق
البناء: القذاذفة سيتسلمون جثة العقيد الليبي
التالي
خلوة السيدة !!؟