الشيوعي يحتفل في عيده الـ87

أحيا الحزب الشيوعي اللبناني، أمس، الذكرى الـ87 لتأسيسه، في احتفال خطابي نظمه في قاعة سينما فرساي في الحمراء. وألقى الأمين العام للحزب، خالد حدادة، كلمة رأى فيها أن «الجميع في لبنان، بمن فيهم اليمين اللبناني، يعترفون بتاريخ الحزب الشيوعي ونضالاته، الذي قاوم الضغط الخارجي والداخلي والفكري». ولفت حدادة إلى أنّ الأهداف العالمية الحالية أثبتت أن «الماركسية فكر حي ومرن، وأن الاشتراكية هي الحل لأزمة العالم». وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا هي «نتيجة للسياسات الرأسمالية والمتوحشة بحق الشعوب عبر تصدير الحروب والسلاح إلى كل بقاع الأرض». أضاف: «اليورو يترنح، والتضخم تحول إلى غول لا يستطيع الاتحاد الأوروبي إنقاذه». وقبل الحديث عن الأوضاع الداخلية، حذّر حدادة من «سايكس بيكو ثانٍ في منطقتنا العربية»، معبراً عن تخوّفه من استغلال واشنطن للحراك العربي واستبدال الشعارات الوطنية بشعارات مذهبية. 
وتناول حدادة الأزمة في سوريا، فقال: «نعم، هناك استهداف أميركي لسوريا، لوقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية والقومية، وهي ليست خارج مخطط التفتيت الاميركي». أضاف: «لكن حماية سوريا من هذه الهجمة الخارجية ليس عبر الإجراءات الأمنية أو باستمرار التبعية الاقتصادية للغرب»، مؤكداً انحياز الحزب الشيوعي إلى المعارضة الوطنية الديموقراطية في سوريا «التي تناضل تحت شعارات: لا للقمع لا للتدخل الخارجي ولا للفتنة الطائفية، نعم لقيام الدولة المدنية الديموقراطية».
وتحدث حدادة عن الأوضاع الداخلية، فانتقد مشروع الموازنة المقدم من وزارة المالية، وطالب بـ«إقرار السلم المتحرك للأجور وفرض ضريبة تصاعدية على قطاعات كثيرة كالعقارات. أما سياسات الصناديق الدولية، فهي ستؤدي إلى إفلاس الدولة». وحيا حدادة وزير العمل شربل نحاس، مشيراً إلى أنّ «إحدى نقاط قوته تأتي من خلفيته الفكرية الماركسية المنحازة إلى نضال العمال والفلاحين، وهو شبه وحيد في الدفاع عن الحقوق في غابة هذه الحكومة والمتواطئين معها». وقال: «الوزير نحاس يواجه وحيداً من يفترض أن يكون معه في الدفاع عن حقوق العمال».

وانتقد الاتحاد العمالي العام وسياساته الاقتصادية «التابعة لمن يدعمونه وأمّنوا له الأكثرية عبر بعض النقابات»، مطالباً النقابات وهيئة التنسيق النقابية بـ«العمل لإنشاء مركز نقابي ديموقراطي يحقق مطالب العمال». ودعا حدادة إلى إقرار «قانون انتخابي على أساس الدائرة الواحدة واعتماد نظام النسبية»، منتقداً القانون الذي قدمه وزير الداخلية مروان شربل، باعتبار أنّ تقسيم لبنان إلى «14 دائرة انتخابية يحول النسبية إلى شكل من أشكال هيمنة الأكثرية». وختم بالقول: «ندعم المقاومة بكل أشكالها ضد العدو الإسرائيلي، ونرفض كل إشكال محاصرة المقاومة واقتلاعها من لبنان».
وألقى عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مروان عبد العال، كلمة الفصائل الفلسطينية، فنقل تحيات الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات من أسره في سجن نفحة الصحراوي، وحيا «بيروت البطولة والمقاومة». وجرى خلال الاحتفال تكريم مناضلين شيوعيين قدامى كليندا مطر ونقولا اللحام والفنان يعقوب الشدراوي والفنان مارسيل خليفة والكاتب الشيوعي محمد دكروب. 

السابق
كهرباء نظيفة من الهواء الساخن
التالي
صالح: وحدتنا الداخلية اساس استقرار لبنان