البناء: القذاذفة سيتسلمون جثة العقيد الليبي

أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس في بنغازي، وسط احتفالات رسمية وشعبية تحرير البلاد بالكامل من نظام معمر القذافي، ما يمهد الطريق لتشكيل حكومة انتقالية تكون خطوة أولى على طريق استعادة الاستقرار وقيام الدولة ذات التشريع الإسلامي.
وجرى إعلان التحرير في احتفال حاشد بساحة الكيش في بنغازي حضره القادة السياسيون والعسكريون للانتقالي، وفي مقدمهم رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، وذلك بعد أيام فقط من تحرير سرت ومصرع القذافي.
وبدأ الاحتفال الذي حضره عشرات الآلاف بعرض رمزي لطلائع الجيش والأمن الوطنيين، وسرايا "الانتقالي".

وقال مسؤول بالانتقالي في كلمة موجزة ألقاها بداية مراسم إعلان التحرير "نعلن للعالم أجمع أننا حررنا بلادنا الحبيبة بمدنها وقراها وسهولها وجبالها وصحرائها وسمائها".
وألقى مسؤولون آخرون كلمات تشدد على أن بناء ليبيا الجديدة يبدأ الآن، وسط تأكيدات على أن كل سرايا "الانتقالي" ستنضم إلى الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية. وتحدث بعد ذلك رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل الذي شكر المقاتلين الذين أطاحوا نظام القذافي، وشدد على أن الثورة بدأت سلمية، وأن كفاح الليبيين ضد النظام السابق بدأ في الواقع منذ انقلاب 1969، وأشار إلى الدعم الذي نالته معارضتنا خاصة من خلال القرار الدولي 1973.
وأبدى تفاؤله بمستقبل ليبيا، ودعا إلى اللحمة الوطنية، وشدد على ضرورة أن يكون لليبيا جيش وطني. وتحدث عن أسس الدولة الجديدة، مشيرا بالخصوص إلى اعتماد الشريعة الإسلامية مصدرا رئيسا للتشريع، وقال إن أي قانون (سار) يعارض الشريعة – مثل قانون تحديد عدد الزوجات – سيجري تعطيله.

وتعهد عبد الجليل في الأثناء بترقية استثنائية كل العسكريين والمدنيين الذين شاركوا في القتال، وعن منحهم وأسرهم امتيازات مالية.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش اللواء عمر الحريري خلال الاحتفال إن الجيش سيبنى على أسس علمية، وسينحاز انحيازا تاما للشعب. وأضاف أن عقيدته ستكون الدفاع عن الوطن والديمقراطية، ولن يكون عونا لأي طاغية يأتي في المستقبل.
وكان رئيس الانتقالي قد قال أول من أمس إن المجلس سينتقل إلى طرابلس. وأوضح عبد الجليل أنه ستفعّل المجالس المحلية وتحديدها، وتعيين ممثليها في المجلس الوطني عن كل التراب الليبي.
واستبعد ما قال إن البعض يروج له من أن ليبيا "ستذهب إلى خندق ضيق" معربا عن تفاؤله بأن يكون "الثوار الليبيون الذين ناضلوا من أجل هذه الحرية" في المستوى "الذي يليق بمكانة وكرامة وشجاعة الليبيين".
وبدا عبد الجليل متفائلا بشأن الوضع الأمني، وغير قلق فيما يخص انتشار السلاح بين الليبيين، مؤكدا أن كل الثوار الذين بدأوا في العودة إلى مدنهم في المنطقة الشرقية من ليبيا مستعدون لتسليم أسلحتهم.

 
الحكومة الانتقالية
وفي تصريحات سبقت بقليل إعلان التحرير، قال رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل إن الحكومة الانتقالية ستعلن مباشرة المشاورات بشأن الحكومة خلال مدة تتراوح بين أسبوع وشهر.

وينص الإعلان الدستوري على تشكيل حكومة انتقالية خلال مدة شهر على أقصى حد من إعلان التحرير.
وأكد جبريل في تصريحات له، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بجوار البحر الميت في الأردن، انه سيستقيل في الحال، ولن يترشح لأي منصب رسمي.
وكان رئيس المكتب التنفيذي قد أعلن نهاية الشهر الماضي انه لن يكون طرفا في حكومة جديدة، وسيساعد في بناء مجتمع مدني.
وقال جبريل في تصريحاته أمس في الأردن إنه بعد إعلان الحكومة الانتقالية، سيكون هناك عمل شاق لاختصار مدة الثمانية أشهر التي ستجرى فيها انتخابات المؤتمر الوطني الذي سيحل حينها محل الانتقالي.

وصية القذافي
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام وصية منسوبة الى القذافي تقول انه أوصى بدفن جثته في مقبرة سرت إلى جانب أهله. كما حث على حسن معاملة أسرته وخاصة النساء، بالإضافة إلى استمرار المقاومة ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) والثوار المناوئين له. وقالت وكالة "سيفين دايز" الموالية للقذافي في صفحتها على موقع "فيس بوك" إن وصية القذافي التي كتبها في 17 أكتوبر/تشرين الأول في سرت قبل مصرعه بأيام معدودة فقط، تلقتها من شخص واحد من ثلاثة سلمهم القذافي نص الوصية احتياطا لمقتله، مشيرة إلى أن أحد هؤلاء توفي ووقع الثاني في الأسر، بينما نجا الثالث.
وأوصى القذافي بأن لا يغسّل، وأن يدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية وفي ثيابه التي مات فيها، كما أوصى بدفنه في مقبرة سرت إلى جوار قومه وأهله. وأضاف في وصيته: "أن تُعامل عائلتي وخاصة نساءها وأطفالها معاملة حسنة، وأن يحافظ الشعب الليبي على هويته وعلى منجزاته وتاريخه وصورة أجداده وأبطاله المشرفة وأن لا يسلّم في تضحيات أحراره وأخياره". وحث القذافي الليبيين على المقاومة من بعده. 

السابق
الاخبار: خلوة ريجينسي رفض وضع المسيحيين في مواجـهة ربيع العرب
التالي
اللواء: سليمان الأربعاء في الرياض وميقاتي غداً ·· والحريري يعزي على رأس وفد كبير