موسكو لحزب الله متمسّكون بالمحكمة

يعتبر لقاء وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" الذي ترأسه النائب محمد رعد مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بجدانوف هو الأكثر أهمية من بين اللقاءات التي أجراها الوفد النيابي اللبناني فى العاصمة الروسية.

وبحسب مصادر دبلوماسية روسية، أن لقاءات هذا الوفد التي عُقدت مع رئيس لجنة العلاقات الدولية في البرلمان الروسي قسطنينين كاستشكوف ونائب رئيس البرلمان ومسؤول العلاقات مع الشرق الأوسط فلاديمير جيرنوفسكي استهدفت إطلاع البرلمانيين الروس على تطورات الوضع فى لبنان، والبحث في تصورات مختلفة عن العلاقات بين البرلمانيين الروس واللبنانيين. وهذا ما عبّر عنه فلاديمير جيرنوفسكي في تصريحاته التي أكد فيها حرص بلاده على أحلال الأمن والأستقرار في الشرق الأوسط عموما و فى لبنان خصوصا. مؤكدا "ان روسيا ستستمر في دعم لبنان تقنيا وعسكريا وسياسيا".

ورجحت مصادر دبلوماسية روسية أن يكون نائب وزير الخارجية الروسي قد استقبل الوفد النيابي اللبناني بتوصية من وزارة الخارجية الأيرانية، للبحث في ملف المحكمة الدولية، وذلك فى أطار استئناف التنسيق الروسي – الإيراني بعد أن كان شهد جمودا بسبب مساندة روسيا لقرار مجلس الأمن 1929 الذي صدر صيف العام الماضي بدعم روسي، والقاضي بتشديد العقوبات على طهران.

وعلى رغم أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية حول لقاء بجدانوف مع وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" قد تضمن تأكيد حرص موسكو التواصل مع كل القوى السياسية اللبنانية على قاعدة صيانة وحدة وسيادة لبنان على اراضيه، وبما يخدم المسار الديموقراطي في لبنان، القائم على اساس حوار وطني واسع يضم كل القوى.

إلا أن المصادر نفسها كشفت ان موسكو لا تزال متمسكة بتنفيذ القرار الدولي الخاص بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في أعتبار أن هذا القرار يمثل موقف المجتمع الدولي وادواته لردع عمليات الإغتيال والأعمال الأرهابية التي تسبب اضطراب الأوضاع السياسية والأمنية في بلدان الشرق الأوسط ـ بحسب مصادر من وزارة الخارجية الروسية.

وأحتل ملف الأزمة السورية حيزا اساسيا في لقاء نائب وزير الخارجية الروسي مع الوفد اللبناني، اذ جددت موسكو رفضها محاولات التدخل العسكري الخارجي فى سورية وفي أي بلد أخر في المنطقة من الدول التي تشهد إحتجاجات شعبية، ودعت الدبلوماسية الروسية إلي التقييد الصارم بمبادئ القانون الدولي.

واللافت أن وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" لم يستجب دعوة "ريا نوفوستي" (وكالة الأنباء الروسية الحكومية) لعقد مؤتمر صحافي وإطلاع الرأي العام في روسيا علي تطورات الوضع فى لبنان ونتائج محادثاته فى موسكو، وأكتفي بمحاضرة فى جامعة الصداقة اقتصرت على الطلاب اللبنانيين، واستثنيت من حضورها وسائل الأعلام وأفراد الجالية اللبنانية والجاليات العربية.  

السابق
النهار: المجلس الانتقالي يرجئ دفن القذافي وإعلان “التحرير
التالي
الجميل:على ميقاتي استخلاص العبر