اللواء المدرع 188..والنحس يرافقه منذ 1948 إلى شاليط !!

يبدو أن النحس بكل أبعاده وأشكاله يلاحق هذا اللواء إما مصادفة، وإما لفتة من «القدر»، فشاليط الذي كلف أمس دولته المحتلة، تحرير 1027 مناضلاً ومناضلة، وساهم في كسر عنجهية قادة العدو الذين كتبوا «المعلقات» في رفضهم لمفاوضة المقاومة، بغية تحرير الجندي «الفرنسي المدلل»، ينتمي للواء 188 مدرع وهو أحد الألوية النظامية التابعة لجيش العدو، كما أنه تابع للفرقة الـ 36 التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية.
كانت بداية تأسيس هذا اللواء أثناء العدوان على فلسطين في نكبة 1948، حيث انبثق هذا من (لواء ليفانون)، وأطلق عليه اسم (اللواء الكارميلي) نسبة إلى قائده موشي كارميل، وكان في ذلك الوقت لواء مشاة، وبعد قيام (الكيان الصهيوني) وتأسيس وزارة الحرب جرى تغيير اسم اللواء إلى (اللواء الثامن عشر).

وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، تمركز هذا اللواء على الحدود الأردنية خوفاً من أن يقوم الأردنيون بفتح جبهة قتال ثانية، وبذلك لم يشترك اللواء فعلياً في القتال في هذه الحرب.
وبعد هذه الحرب جرى إضافة وحدات مدرعة إلى اللواء وتغير اسمه إلى (اللواء الخامس والأربعين) أو كما يطلق عليه حتى الآن ( لواء باراك)، حيث كان وقتها يتكون من كتيبة دبابات، كتيبتي مشاة مدرعة، كتيبة هاون ووحدات استطلاع، واكتمل التغيير في اللواء نهائياً في عام 1962.

شهرة زائفة
ومع بداية عام 1972 تجدد القتال على الحدود السورية – اللبنانية وقام اللواء 188 مدرع بالمهام المطلوبة منه ما أكسبه شهرة واسعة وسط قيادات جيش العدو، ولكن لم تدم أفراح هذا اللواء بالانتصارات الزائفة سوى عام واحد، حيث كانت المناوشات السورية هي جزء من خطة سورية للتمويه والخداع بهدف عدم لفت النظر عند حشد القوات على الحدود.
وقامت حرب 1973 وشارك اللواء على الجبهة السورية بغرض صد هجوم القوات السورية على مرتفعات الجولان، وكان لواء باراك هو اللواء المدرع الوحيد التابع لجيش الاحتلال على مرتفعات الجولان وكان يقوده وقتها العقيد إسحاق بن شوهام.

هزيمة تشرين
وفي صباح يوم الأحد 7 تشرين الأول 1973، كان اللواء المدرع 188 قد دمر بكامله تقريباً وأصبح ما يفوق 90% من رجال هذا اللواء بين قتلى وجرحى بما فيهم قائد اللواء ونائبه، حيث تكبد اللواء ضربات موجعة وخسائر فادحة حيث قتل 112 جندياً من عناصره، وكانت المفاجأة أنه في اليوم الثاني للحرب أي في السابع من تشرين الأول كان قد قتل 9 من أصل 10 ضباط في اللواء وعلى رأسهم قائد اللواء وجرى دمير اللواء بالكامل.
 

 
فضيحة جديدة
وفي آب عام 2009 تعرض اللواء 188 مدرع لهزة عنيفة نتيجة فضيحة تعرض جنود تابعين لإحدى الكتائب التابعة له للتنكيل، فمنذ عامين نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية صور مجندين تابعين لسلاح المدرعات يتعرضون للتنكيل والقسوة أثناء التدريبات، وكان هؤلاء الجنود تابعين للكتيبة «74» التابعة للواء 188 مدرع.
وذكرت الصحيفة أن قائد اللواء العقيد إيلان لبيه والقائد السابق العميد عوفر تسفرير أنكرا معرفتهما بوقائع التعذيب التي كانت تحدث في الكتيبة، وانهما عندما علما بما يحدث في السرية (ز) من أحد الجنود حاولا معالجة الأمر.
لكن تحقيقات الشرطة العسكرية أفادت بأن وقائع التعذيب هي ممارسات جرت لسنين طويلة داخل الكتيبة، وأن العقيد إيلان لبيه كان على علم بهذه الممارسات، قبل توليه قيادة اللواء.
وأفادت التحقيقات أن العقيد لبيه قام بإطلاع قائد الفرقة على الموضوع وأنه لم يكن يعلم بضرورة إبلاغ الشرطة العسكرية عن هذه الواقعة، وأكد أيضاً أنه سعى الى علاج هذا الموضوع ولم يكن لديه نية لإخفائه.

الثلاثي المنحوس
هذه الحادثة دعت الكثيرين إلى تسمية هذا اللواء بـ(اللواء المنحوس) فبعد ما لاقاه على يد القوات السورية في حرب تشرين الأول عام 1973، مازال جنوده يلاقون الهوان والتنكيل، ولكن الغريب في الأمر أن هذا الهوان يأتي من قبل ضباط وقادة «إسرائيليين»!!!، وما قام بتثبيت هذا اللقب على اللواء عملية أسر أحد جنوده على حدود قطاع غزة.
وبالطبع فإن أشهر الجنود المنتمين إلى هذا اللواء المنحوس هو الجندي جلعاد شاليط الذي أسره رجال المقاومة الفلسطينية في الخامس والعشرين من حزيران عام 2006 أثناء وجوده بالخدمة بالقرب من معبر كرم سالم.
أما عن الدبابة، فقد قرر جيش العدو إخراج دبابة «سيمان 3» التي أطلق عليها أخيراً «الدبابة المنحوسة» من الخدمة، وذلك لوقوع أكثر من حادث فيها، أدى إلى مقتل جنود إلى جانب اختطاف الجندي الأسير في غزة، وكان الثلاثة في داخل هذه الدبابة، وقد تعطلت بعد هذه العملية بسبب تفجيرها، لكنه جرى إصلاحها وأعيدت إلى الخدمة في كتيبة المدرعات 71 التي خدم فيها شاليط.

وبعد مرور عامين ونصف العام على العملية عادت الدبابة إلى قطاع غزة، وفي ذروة المعارك الدائرة في قطاع غزة خلال عملية «الرصاص المصبوب» في 8 كانون الثاني 2008، قتل الضابط عميت روبينون (20 عاماً) في الدبابة نفسها، بعد إصابته بنيران قناص فلسطيني عندما أخرج رأسه من الدبابة.
وبعد هذه العملية أطلق على الدبابة المذكورة اسم «الدبابة المنحوسة»، وقررت كتيبة المدرعات إخراجها من الخدمة، وهي متروكة حالياً وسط الصحراء للتدريبات. 

السابق
تقليد أوسمة لللكتيبة الإندونيسية
التالي
قواتي !!