عندما يُكشف المستور!

تميّزت جلسة مجلس الوزراء أمس الأول باشتباكات كلامية بين وزراء عون وجنبلاط، استتبعت الأسئلة التي طرحها النائب جنبلاط حول أسباب رفض وزارة الإتصالات قروض الصناديق العربية، والتي أشارنا اليها مراراً وتكراراً·· وجاء الردّ من باسيل مطالباً الوزير العريضي <بكشف حساب> حول مشاريع <الزفت>، توزيعاً مناطقياً وأرقاماً مالية·· وتلاها بين الوزيرين أبو فاعور وشربل نحاس حول <تلزيمات> أخرى حصلت في وزارة الشؤون الإجتماعية، لا تعنينا تفاصيلها بقدر ما يعنينا محورها: سرقة المال العام·

فالفضائح التي ينبري الوزراء المختلفون اليوم بإثارتها، إنما هي قديمة كان مُتفق عليها، ظهرت اليوم للرأي العام عند أول خلاف بين الطرفين، فترى اللبناني الذي مضى ما يقارب العشرة أيام على دخوله في متاهة تصحيح الأجور وتبعاتها الثقيلة على كاهله كعامل وكربّ عمل على حدٍّ سواء، يُراقب <الكعكة> تُقسم أمامه وتتوزع الحصص، بخلاف حيناً واتفاق أحياناً، وهو عاجز عن تحصيل أدنى حقوقه أو محاسبة المرتكبين وإحقاق العدل·

فبعد الأصوات المتعالية التي كشفت المستور وخروج التقارير المفصّلة عن الجلسة إلى العلن، ينتظر المراقب، والذي ملّ الانتظار، تحرّك الجهات الرقابية المعنيّة تجاه هذه الوقائع والتي تُعتبر إخباراً موجهاً <لنواب الأمّة> المؤتمنين على مصالح الناخب، لتشكيل لجان مختصة تدقّق في محاضر مجلس الوزراء وما أُعلن فيها من تجاوزات وسوء إئتمان على المال العام وانعدام الشفافية في تلزيم وتنفيذ المشاريع الحيوية، وليُحاسب المُرتَكِب وتُعاد الأموال لأصحابها، بعد جلاء الحقائق بعيداً عن الكيدية والإفتراءات غير الواقعية، فيكون للوزير <النظيف> منّا كل تقدير واحترام، وللوزير المُرتَكِب كل المحاسبة والعقاب، فميزانيات القضايا المطروحة لا يُستهان بها خاصة أن الإصلاح لا يكون بالشعارات والتغيير لن يأتي إلا عبر المساءلة والمحاسبة الشفّافة وليس عبر الإستهداف الشخصي في خدمة المصالح الضيّقة·

إلى أن تأتي كلمة السر ويُعاد النظر في التحالفات، ننتظر بفارغ الصبر المزيد من الفضائح ليُتحفنا بها حلفاء الأمس، مما يُنذر بانقسام أعمق داخل حكومة اللون الواحد وبالتالي تعطيل إضافي لشؤون المواطن وقضاياه الملحّة في ظل غياب الحلول والسياسات الإنمائية الناجعة، إلى أن تُسطّر الأهواء الداخلية والتحوّلات الإقليمية النهاية المناسبة للفصل الحكومي الحالي!  

السابق
إيران والحرب في الشرق الأوسط
التالي
الانباء: ملاسنة عنيفة داخل الحكومة اللبنانية كشفت عن القلوب الملآنة