جنبلاط ومرحلة تغيير شاملة

"إنّها مرحلة التغيير الشاملة…"، بهذه العبارة وصف مسؤول فاعل في الحزب التقدمي الاشتراكي الرؤية الجنبلاطية المقبلة.

أضاف وهو يرتشف "قهوته" على شرفة منزله الجبليّ الرومانسي:

"إنّ وليد بك يتّجه نحو ضخّ الروح الشبابيّة في جسد الحزب التقدمي الاشتراكي، بحيث سيكون اكثر من نصف مجلس القيادة الجديد من الطاقات الشبابية الفاعلة، صاحبة الرؤيا والتطلّعات الجديدة المتماشية مع روح العصر…"

الموقف من سوريا

وعن موقف النائب وليد جنبلاط ممّا يجري في سوريا وغيرها من الدول العربية، اعتبر المسؤول الاشتراكي: "أنّ موقف جنبلاط نابع من إيمانه بالحرّيات والتنوّع والتغيير، وهذا الموقف أعلنه جنبلاط بشفافيّة ووضوح خلال لقائه بالرئيس الأسد، حيث دعاه الى تطبيق الإصلاح، والإقلاع عن وسيلة العنف في قمع المواطنين، ربّما هذا الموقف الجنبلاطي أدّى الى تباين في الرأي مع القيادة السورية، لكن لا يمكن أن نعتبر أنّ هناك خلافا رسميّا بين النظام السوريّ وجنبلاط.

ولا بدّ من الاعتراف أنّ جنبلاط ربّما الوحيد من بين السياسيين اللبنانيين الذين يملكون الجرأة والشجاعة لإعلان موقفه بوضوح حيال القضايا المصيرية والمهمّة، فهو حاول بالأمس التخفيف من تبعات ما يحصل في لبنان انطلاقاً من معادلة س. س، إلّا أنّ هذه التسوية فشلت، لذا فإنّ جنبلاط مازال ملتزماً بعض الأمور حِرصاً على مبدأ التوازن بين فريقين متخاصمين، كموقفه من المقاومة التي يرى أنّه لا بدّ من معالجة سلاحها في إطار الحوار، وسعياً لدمجها بالجيش، وكذلك موقفه المؤيّد للمحكمة الدوليّة ضمن مفهوم خاص يدعو لمعالجة مخاوف الفريق الآخر من قضيّة تسييس المحكمة، وشهود الزور من خلال المحكمة نفسها.

لقاء نصرالله – جنبلاط

وعن أبعاد لقاء جنبلاط الأخير مع السيّد حسن نصرالله، قال المسؤول الاشتراكي: "إنّ اللقاء مع نصرالله يندرج ضمن إطار المساعي الجنبلاطية الدائمة لتقريب وجهات نظر الاطراف السياسية المختلفة في لبنان، والبيان المشترك الذي صدر عن هذا اللقاء اعترف بأنّ هناك آراء متباينة حيال بعض الأمور، ولم يقل إنّ الآراء واحدة. وكان حديث جنبلاط عبر شاشة "المنار" أبلغ دليل على خصوصيّة الموقف الجنبلاطي واستقلاليته".
وحول ما قيل عن استياء سوريّ تلقّاه جنبلاط شفهيّا من بعض الاصدقاء حيال ما أدلى به خلال مقابلته عبر محطة "المنار"، قال المسؤول الاشتراكي: "لا معلومات عندي حيال هذا الامر، وأنا مثلكم سمعت به من اوساط، وفي بعض وسائل الإعلام".

التقارب مع تركيا

والتقارب التركي – الجنبلاطي الذي يقلق بعض الأوساط المحلّية والإقليمية اعتبره المسؤول الاشتراكي طبيعيّا جدّا، بعدما أظهرت تركيا، كدولة كبرى في المنطقة، موقفاً متقدّماً وداعماً للتغيير، ودعمها لما يسمّى بالربيع العربي، خصوصا وأنّ تركيا أعطت مثالا جديداً في الديموقراطية من خلال انتخابات نزيهة وصل فيها حكّامها الى السلطة.

فتركيا بالنسبة إلينا تمثّل الإسلام المعتدل، وتعطي صورة مختلفة عن الإسلام الإرهابي – الراديكالي، وتسعى لترسيخ مفاهيم هذه الصورة وسط غياب واضح لقيادات عربية على مستوى الانظمة، كما تسعى للانفتاح نحو الأردن وسوريا والعراق ولبنان، سعيا لإنشاء ما يشبه المنطقة الجغرافية لتبادل المصالح وتعزيز العلاقات التركية العربية، وتبادل الخبرات الاقتصادية والثقافية والإنمائية، خصوصا أنّ لتركيا طاقات هائلة وإمكانات بالإمكان الاستفادة منها في هذا المضمار".

وأضاف: "لذا فإنّ تركيا تجد في النائب وليد جنبلاط زعيما لبنانيّا وعربيّا، له اتصالاته السياسية وانفتاحه وعلاقاته، وبالإمكان الاستفادة منه في تبادل وجهات النظر حيال القضايا التي تواجهها المنطقة…"

وبعيدا عن مواقف المسؤول الاشتراكي ودردشته مع "الجمهورية"، فإنّ مصادر أشارت إلى أنّ هناك توجّها لدى وليد جنبلاط للعمل على إجراء تغييرات جذرية في أهداف الحزب التقدّمي الاشتراكي ومفاهيمه ومبادئه، وجعله حزباً يتماشى مع التطوّرات الجديدة في إطار مفاهيم العولمة، وترسيخ العدالة والاشتراكية الحديثة، والمساواة.

لذا، فقد تردّدت معلومات غير مؤكّدة عن احتمال إعلان جنبلاط عن اسم جديد للحزب التقدّمي الاشتراكي وهو "حزب المساواة والعدالة"، وهذا الأمر سيستفزّ بالطبع قيادات مخضرمة في الحزب، وقد يدفعها الى الاستقالة، ولعلّ هذا ما يريده جنبلاط الذي يستعدّ لإدخال النخب الشابّة الجديدة الى قيادة الحزب لتجديده وبعث الحياة في أوصاله، فيكون حزباً عصريّاً متماشياً مع التطوّرات في عهدة رئيسه المستقبليّ المنتظر تيمور وليد جنبلاط !!  

السابق
سرقة اسلحة !!
التالي
إيران والحرب في الشرق الأوسط