بلى.. تستحق الاعتذار وأكثر

من دون أدنى تردد، صرح وزير الإعلام المصري أسامة هيكل بأنه ليس بحاجة إلى الاعتذار للشعب المصري عن التغطية الإعلامية التي قدمها التلفزيون الرسمي لأحداث ماسبيرو..
استمد الوزير ما يفترضه قوة لموقفه من تقرير لجنة يفترض أنها مستقلة لخبراء في الإعلام راجعت مضمون التغطية التي حدثت عبر الإعلام المصري للصدامات التي وقعت قبل أقل من أسبوعين، وأسفرت عن سقوط 27 قبطيا دهسا بالمدرعات، أو قتلا بالرصاص، ووجدت في مضمون التغطية مجرد أخطاء وليس تحريضا. هكذا وبوضوح شديد، يمكن اعتبار الصدمة التي سببها الإعلام الرسمي المصري في انحيازه الصارخ للجاني ضد الضحية افتئاتا على هذا الإعلام الذي لم يرتكب سوى أخطاء محدودة وسوء تقدير بحسب تقرير الخبراء، وتاليا الوزير هيكل.

بناء على ذلك التقرير وعلى موقف الوزير يمكن اعتبار ما أقدم عليه التلفزيون من بث بيانات تدعو لحماية الجيش من المتظاهرين الأقباط وحصر التغطية باعتبار ما جرى في الشارع هجوما سافرا من قبل مجموعة طائفية على الجيش هو «مجرد خطأ» لا يستدعي حتى الاعتذار..ء
 بلى.. تستحق الاعتذار وأكثر
من دون أدنى تردد، صرح وزير الإعلام المصري أسامة هيكل بأنه ليس بحاجة إلى الاعتذار للشعب المصري عن التغطية الإعلامية التي قدمها التلفزيون الرسمي لأحداث ماسبيرو..
استمد الوزير ما يفترضه قوة لموقفه من تقرير لجنة يفترض أنها مستقلة لخبراء في الإعلام راجعت مضمون التغطية التي حدثت عبر الإعلام المصري للصدامات التي وقعت قبل أقل من أسبوعين، وأسفرت عن سقوط 27 قبطيا دهسا بالمدرعات، أو قتلا بالرصاص، ووجدت في مضمون التغطية مجرد أخطاء وليس تحريضا. هكذا وبوضوح شديد، يمكن اعتبار الصدمة التي سببها الإعلام الرسمي المصري في انحيازه الصارخ للجاني ضد الضحية افتئاتا على هذا الإعلام الذي لم يرتكب سوى أخطاء محدودة وسوء تقدير بحسب تقرير الخبراء، وتاليا الوزير هيكل.

بناء على ذلك التقرير وعلى موقف الوزير يمكن اعتبار ما أقدم عليه التلفزيون من بث بيانات تدعو لحماية الجيش من المتظاهرين الأقباط وحصر التغطية باعتبار ما جرى في الشارع هجوما سافرا من قبل مجموعة طائفية على الجيش هو «مجرد خطأ» لا يستدعي حتى الاعتذار..
تلك كانت ببساطة اللغة الرسمية لأكثر أحداث ما بعد الثورة المصرية خطورة، أي المأساة التي حدثت في ماسبيرو قبل نحو أسبوعين.. وللحقيقة، فإن الانعطافة الدامية التي شهدتها مصر، والكيفية التي عولجت بها سياسيا وإعلاميا من قبل المجلس العسكري المصري فرضت مقاربة يستحيل تفاديها مع ما يجري في سوريا، حيث «يسقط» الجيش السوري دائما ضحية العصابات المسلحة، وحيث يستبسل الإعلام السوري الرسمي في تأكيد رواية تعرض الجيش لهجمات أولئك الطائفيين المندسين.
بدا المشهد المصري خلال وبعد أحداث ماسبيرو متداخلا مع المشهد السوري على نحو كبير.

هل يعني ذلك أن الثورة في مصر وكأنها لم تقع، وأن بلدا نجحت ثورته هو في المحصلة تماما كبلد آخر لا تزال ثورته تكافح كما في سوريا مثلا؟
أسئلة كثيرة يمكن أن تتبادر إلى الذهن، لكن يصح القول هنا بأن العقل الأمني الذي ثار عليه المصريون ويستبسل السوريون واليمنيون في مواجهته هو عقل ليس من السهل الإطاحة به، خصوصا أن لهذا العقل استراتيجية إعلامية تقوم على الكذب وتقديس الحاكم، وبالتالي فإن سقوط الرأس لا يعني بالضرورة سقوط منظومة التفكير نفسها.

استسهل كثيرون بعد أحداث القاهرة الأخيرة التنظير بأن هذه هي الفوضى التي تنتظرنا جراء الثورات، وهذا هو المجهول الذي نخافه بعد سقوط الأنظمة المثبتة للأمن والحامية للأقليات..
هذه الخرافات وجدت صدى لها وكأن المطلوب هو أن تختلط مدارك الناس وتتراجع قدرتهم على حسن التقدير، وعلى تحديد من هو الجاني، ومن هي الضحية، وهذا ما يحاول الإعلام الرسمي في أكثر من مجتمع ودولة تكريسه، لكن من دون أن ينجح!!
 

السابق
عن رحلتي في بلاد الأميركان (4): لمن يهمه الأمر… هوليوود قصة خرافية بامتياز
التالي
حوري: عدم التمويل يأخذ لبنان الى عاصفة في وجه المجتمع الدولي