قرار كبير وخطير بدأ العمل لتنفيذه؟

 لا يخفي أركان "حزب الله"، أن الوضع في لبنان دخل مرحلة "العناية الفائقة"، وأن فترة الهدوء والترقب لما يجري حولنا شارفت على نهايتها. كذلك لا يخفي أركان الحزب التقدمي الاشتراكي، ان هناك شيئاً خطيراً ما، يلوح في الأفق، ولم يعد بعيداً، ولا بد من أخذ الحيطة والحذر.

أما أركان المعارضة فيرى المتبصّر منهم، أن الوضع الذي يزداد تأزماً في المنطقة لا بد أن ينسحب ،عاجلاً أو آجلاً ،على لبنان، ويترجم بالتالي في الأمن من خلال تفجير دور عبادة أو اغتيال شخصيات للتخويف من جهة وتوجيه الرسائل من جهة ثانية.

هذا التقاطع في القراءة السياسية للوضع بين الأطراف الثلاثة ، على الأقل في دقته ، يستند الى عوامل عدة أبرزها:

1- ظهور ملامح مواجهة أميركية – إيرانية جديدة، وتغيير قواعد اللعبة من خلال اتهام طهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن.

فالصراع الأمني – المخابراتي لم يتوقف يوماً بين هذه الدول، والضربات كانت تتم بدون الإعلان عنها. فلماذا أعلن هذا الاتهام اليوم بغض النظر عن وجود دليل أو انعدامه، مع أن غياب الدليل يؤشر لوجود قرار كبير وخطير بدأ العمل لتنفيذه وفق أجندة محددة على المدى القريب.

تزامناً، تحركت الجامعة العربية لتملي على القيادة السورية ما يجب أن تفعله خلال أسبوعين مع "إنذار" باتخاذ ما "يلزم من خطوات لضمان أمن الشعب السوري"، في حال لم تلبِ دمشق الدعوة الى الحوار في القاهرة، مع أن المعارضة السورية، قبل دمشق، ترفض الحوار إلاّ على بند واحد ،هو كيفية انتقال السلطة.

وليس سراً ان الجامعة لا تتحرك في مثل هذه الظروف إلاّ بقرار أكبر منها، كما فعلت بالنسبة الى الأزمة الليبية.

3- قيام "حزب الله" بإفراغ مخازنه الصاروخية الاحتياطية التي كانت داخل الأراضي السورية وشحنها الى لبنان تخوفاً من انهيار الوضع في سوريا على حين غرّة.

4- تهديد وزير الخارجية الاسرائيلي باحتمال توجيه ضربة عسكرية استباقية لإيران لوقف برنامجها النووي، وهذا يعني إما توجيه ضربة عسكرية مبكرة لـ"حزب الله" لتعطيل قدرته على الرد والانتقام، وإما دخول "حزب الله" على خط المواجهة بعد توجيه الضربة لإيران.

5- المحكمة الدولية، حيث لم تنفع ولن تنفع كل محاولات مواجهتها أو تعطيلها بغير الحجج القانونية، وما التمويل سوى معركة تكتيكية يعرف "حزب الله" أنها "لن تغيّر في المكتوب" شيئاً، لكنه لن يمرّرها لأسباب مبدئية وليس اقتناعاً بجدوى رفضها.

وبالتالي ليس للحزب وحلفائه مصلحة في إسقاط الحكومة، أو سقوطها، بسبب التمويل، وان لم يكن من ضرر في إلهاء المعارضة في سجال عقيم حول التمويل.

لكل هذه الأسباب، مضافاً إليها الحراك المخابراتي الخارجي الخطير على الأراضي اللبنانية، والذي كُشف جانب منه رسمياً الأسبوع الماضي، تبدو المخاوف من "انفجار ما" جدّية، في بلد مكشوف أمنياً، ومنقسم عامودياً، وتحيط به براكين مشتعلة. 

السابق
نصرالله يريد السلطة وعدم تمويل المحكمة!؟
التالي
عمال الأجانب: حالات اغتصاب وانتهاك جسدي ونفسي واقتصادي