الفتوحات الإيرانية تنطلق!

 تفكرت في الشبكة التجسسية الإيرانية التي تم اكتشافها في الكويت ثم في محاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة التي تشير الادلة الى ضلوع ايران فيها فسألت نفسي: لماذا تكرهنا ايران الى هذا المدى، وهل لا تقوم ثورتها إلا باحتلال جيرانها او بث القلاقل في ربوعهم؟!
دعونا ننساق مع التفكير الايراني لنتصور بأنها استطاعت تفجير مواقع النفط في الكويت واغتيال بعض الشخصيات السعودية المهمة، فهل ستقدم ايران على إكمال الدور بزحف جيوشها لاحتلال دول الخليج وهل سيسمح لها المجتمع الدولي بذلك؟!
في تصوري بأن ايران تحلم باستنساخ ما فعلته في لبنان من السيطرة على المعارضة وتحويل لبنان الى محمية ايرانية وما فعلته في العراق من تمكين الاحزاب التابعة لها من حكم العراق، وما اقتربت من تحقيقه في البحرين لولا فضل الله تعالى ثم نباهة حكام السعودية الذين افسدوا عليها الطبخة، وما اقتربت من تحقيقه في احتلال اليمن بدعمها للحوثيين والذي افسده عليها السعودية كذلك.
إذا لابد ان نتيقن بأن ايران دولة استعمارية تتقمص دور الدولة الفارسية القديمة وان اطماعها لا نهاية لها، وان السعودية هي العظم الذي يقف في حلقومها ويفسد عليها اطماعها، وان ايران لن تتردد في محاولة تقويض الحكم السعودي بجميع الوسائل التي تستطيعها لكي تفتح الطريق نحو جحافل الثورة المباركة لكي تجتاح ما تبقى من المنطقة العربية.
اما الكويت التي تقف واطرافها ترتجف خوفا من الغضب الايراني وتحاول عدم اغضابها بأي طريقة ممكنة فإن ذلك لم يؤد إلا الى احتقارها والضحك عليها ببعض الكلام المعسول.
ومن المفارقات التي لا يكاد يفهمها إلا الضالعون في دراسة العقلية الايرانية هو ما تقوم به ايران اليوم من رعاية ماسية لتنظيم القاعدة على ارضها وتوجيههم الى بلدان العالم لزعزعة الامن والاستقرار فيها، فكيف حولت ايران ألد اعدائها الى لعبة في يدها؟!
بل ولعبت ايران ادوارا مماثلة في السابق حيث دعمت الارمن النصارى ضد اذربيجان المسلمة وروسيا ضد الشيشان والولايات المتحدة الاميركية لإسقاط حكم الطالبان.
واليوم تقف ايران سدا منيعا في الدفاع عن النظام السوري الذي يبيد شعبه كالذباب وترسل له الاسلحة والرجال بينما تتغنى بالاسلام الذي حرم قتل النفس المعصومة دون ذنب، بل انها لا تتورع عن اضطهاد شعبها وحرمانه من ابسط حقوقه مثل الاهوازيين العرب والاكراد والبلوش وغيرهم ولا تتورع عن تزوير الانتخابات البرلمانية والرئاسية لإيصال من تريد الى سدة الحكم.
بالرغم من سوداوية الصورة والزحف الايراني المنظم الذي وصل الى كل مكان لكنني ارى ضوءا في نهاية النفق باذن الله، فإن ايران مهما بلغت من قوة وبطش فهي تظل دولة صغيرة بالقياس الى الدول العربية والاسلامية، وقوتها التي تتباهى بها هي اكبر دافع للقوى العظمى بأن تبادر الى ضربها حتى لا يخرج عليهم هتلر او موسيليني آخر بعد فوات الاوان.
وايران قد تصرفت بغباء كبير اثار عليها دول المنطقة لكي تتجمع وتبادر الى التصدي لها، اما النظام السوري الذي بدأ يترنح تحت صيحات شعبه السلمية التي تكاد تفقده عقله وتجعله يتصرف بهستيريا لا مثيل لها، فلا شك ان سقوطه القريب بإذن الله تعالى سيهوي بالاحلام الايرانية ويطيح بالمثلث الذي بذلت الكثير من اجل اقامته، ويكفي بأن غالبية الشعوب العربية والاسلامية قد استيقظت من غفلتها عندما اعتقدت بأن ايران وتابعيها سورية وحزب الله هم حماة البوابة الشرقية وسند الامة في حرب الاعداء.

لكل دولة ثمنها!!
يجتمع وزراء الخارجية العرب لتدارس اوضاع سورية وطرق مساعدة الشعب السوري المضطهد ويتألمون لموقف روسيا والصين من دعم النظام السوري ضد شعبه، فأود تقديم نصيحة لوزرائنا وهي ان روسيا والصين مثلهما كمثل لعبة الملاهي التي تضع فيها نقودا فتشتغل، فليتطوع الحكام العرب بعقد صفقات لشراء الاسلحة والمنتجات الصناعية من روسيا والصين بمليارات الدولارات فسيجدون تغييرا غريبا في موقف هاتين الدولتين تجاهنا.
 

السابق
الانتفاضات والحيرتان
التالي
إبرة وهاب «المغبغبي» وعشاء جنبلاط الباريسي