إعادة بناء وتأهيل قاعة التعزية في مقبرة صيدا القديمة

 إعادة التأهيل والبناء لمرافق مدينة صيدا، خطوة تنسجم مع دور المدينة والمطلوب منها في الحاضر والمستقبل، وفي الوقت نفسه مراعاة طابعها التاريخي المميّز، إضافة الى دورها الديني في التكاتف والتآلف··
فعاصمة الجنوب، مدينة صيدا، تشهد ورشة بكل ما تعني الكلمة في إعادة تأهيل مرافقها، وخصوصاً داخل السوق التجاري، فيما قاعة التعزية داخل المقبرة القديمة، بدأ العمل في إعادة بنائها وتأهيلها لتشهد توسعة في استقبال المعزين بما يتناسب مع الطابع التاريخي وتأمين احتياجات أبناء المدينة القديمة··

ورغم توقف الدفن في المقبرة القديمة، لا يزال لقاعة التعزية فيها دور بارز في استقبال المعزين، وخصوصاً في اليوم الثالث، لذلك قامت <دائرة الأوقاف الإسلامية> في المدينة بدعم من <جمعية محمد زيدان للإنماء> بعملية إعادة بنائها لتتضمن طابقين للرجال والنساء··

<لـواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على عملية البناء والتأهيل، حيث التقى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان··

أشار المفتي سوسان الى <أنه بعد توقف الدفن في المقبرة القديمة والقيام بدفن الموتى في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب منذ عدة سنوات، لا تزال قاعة التعزية في المقبرة القديمة تستخدم، حيث اعتاد الصيداويون أن يأتوا إليها، وخصوصاً في اليوم الثالث للتعزية، لذلك هناك حاجة للمدينة الى قاعة تليق بوجودها وحضورها وسكانها وحجمها>·

وقال: تقدمت <جمعية محمد زيدان للإنماء> بمشروع كي تقيم بدلاً من القاعة القديمة الموجودة في المقبرة القديمة قاعة حديثة خدمة لأبناء صيدا والفلسطينيين في المدينة والمقيمين فيها· وهذه القاعة تمتاز بسهولة الوصول إليها للقيام بالخدمات وواجبات التعزية للنساء وللرجال، لذلك تم هدم القاعة القديمة، وبدأ العمل في القاعة الجديدة، وإن شاء الله خلال فترة بسيطة من الزمن سيكون لدينا في مدينة صيدا قاعة للتعازي مميزة، وهذه القاعة تشرف عليها دائرة الأوقاف وتستقبل جميع أبناء المدينة وخصوصاً صيدا القديمة لقربها منها، حيث يصعب على أبناء صيدا البلد الذهاب الى قاعة المقبرة الجديدة، رغم تميّزها بقاعة كبيرة الحجم·

تعوّد الناس عليها وأضاف: في صيدا إذا اعتاد الناس على أمر يحتاجون الى وقت طويل لتغييره، ففي السابق كانوا يصلون على الميت في جامع البحر لسهولة المرور بجميع شوارع المدينة القديمة، ومن ثم في جامع البراني، وبعدها جامع الزعتري والمجذوب لقربه من المقبرة، والآن في جامع الشهداء لسهولة الذهاب الى المقبرة الجديدة· والناس اعتادوا على تقبّل التعازي في المقبرة القديمة، لذلك نتقدم بالشكر والإمتنان من <جمعية زيدان> ورئيسها محمد زيدان على عمل الخير الذي قدّمه حسبة لله سبحانه وتعالى، وإن شاء في العام المقبل تكون جاهزة، حيث بدأ العمل بها، وقد قدمت <دائرة الأوقاف الإسلامية> في صيدا الأرض، وستكون إن شاء الله أكبر من القاعة السابقة، وهي تتألف من طابقين للنساء وللرجال ومرافق لتقديم الخدمات خلال التعزية·

جمالية المواصفات وأوضح أنه <روعي في البناء المواصفات الجمالية كونها في صيدا القديمة التي تعد منطقة تاريخية هامة، لذلك ستكون جدرانها من الحجر وسقفها من قرميد، بحيث تتناسب مع الطابع التراثي التاريخي لمدينة صيدا، إضافة الى تجميل جدران المقبرة في ذلك المكان وعدم تشويهها، لينسجم ذلك مع ما قام به ريمون عودة بتجميل الحائط المقابل للمقبرة عند <معمل الصابون>، وإن شاء الله يتم تجميل حائط المقبرة الذي يمتد من الشاكرية باتجاه شارع الصلح· وسيكون لها دور مميز كونها تقع في وسط المدينة ولا تحتاج الى نقليات، وخصوصاً أبناء صيدا القديمة الذين توفر عليهم تكبد مصاريف إضافية، خصوصاً كونهم من الطبقات الشعبية>·

وقال: تأتي هذه الخطوة استكمالاً لأعمال ترميم وافتتاح المساجد الدينية في مدينة صيدا التي تمتاز بطابعها الإسلامي، حيث قمنا خلال شهر رمضان بإفتتاح <مسجد البزري> ومن ثم افتتاح مسجد أخر في منطقة عرب الجل على نفقة محسن كريم من عائلة درباس، وهناك مسجدين على أبواب الإفتتاح هما <مسجد ميسر> في مجدليون و<مسجد السيدة عائشة> في منطقة القناية، وكل المساجد في صيدا تم تكييفها وسوّيت أوضاعها، وعادت الى حالتها ورونقها التاريخي، ومنها الكبير وقطيش وكيخيا والبحر والمجذوب والبراني وباب السراي، وسار الآخرون على هذا النهج في المناطق اللبنانية·

التكاتف والتضامن وأضاف: أدعو الجميع الى التكاتف والتضامن في هذه الظروف الصعبة والأيام الدقيقة التي نمر بها، حيث نشعر على الصعيد المعيشي أن الفقير ازداد فقراً وحاجة، والفقر آفة تؤدي الى ما لا تحمد عقباه، فماذا يفعل المحتاج أمام حاجته الطبية وحاجة أولاده التعليمية وعائلته المعيشية، لذلك أدعو أبناء المدينة الى مزيد من التكافل والتضامن، وأن ينظر الغني الى الفقير والكبير الى الصغير والوجيه الى الإنسان العادي، ونحن نرى من خلال مؤسستنا ومن خلال <صندوق الزكاة> وغيرها من الجمعيات، ونرى الحالات التي تحتاج فعلاً الى دعم ومساعدة، فلقد أصبح الذي يتقاضى مليون ليرة في الشهر محتاجاً، ماذا يفعل الشباب والشابات، كيف نستر على أبنائنا وبناتنا وأعراضنا من ناحية السكن·

وختم المفتي سوسان: نتوجّه الى الدولة أن تأخذ دورها في مراقبة الأسعار التي ازدادت بشكل جنوني، واستبقت الزيادة التي تريد الدولة اقرارها، فعلى الدولة واجب بأن تقوم بالضرب على يد الجشعين والطامعين الذين سحبوا الزيادة الموعودة قبل أن تبدأ، وفي الوقت نفسه نؤكد أن صيدا تعيش في اطار سياسي هادىء، لأنها مثال يحتذى في العيش المشترك والسلم الأهلي· 

السابق
حيوانات برية تقضي على عدد من رؤوس الماعز في عين عرب
التالي
مؤسسة جرحى المقاومة: أنشئت لتلبية حاجة ملحّة