حزب الله: إن لم نتفق داخل الحكومة فالتصويت هو الحل

 رغم متاعبه المتراكمة واستحقاقاته الداخلية والخارجية المحفوفة بالمخاطر، يبدو لبنان في حال افضل بمقياس الصخب العربي القائم والذي بدأ ربيعه يزهر في العواصم الاوروبية التي تنوء تحت ثقل اليورو واعباء اقتصادياتها المرهقة.

تمويل المحكمة الدولية يتقدم الملفات اللبنانية الداخلية المستعصية، ومع ذلك فإن مصادر حكومية اوحت ان لهذه المشكلة حلا، لكنها لم تفصح، بل كل ما اومأت اليه هو ان احترام التزامات لبنان تجاه القوانين الدولية والعدالة الدولية مسألة محسوبة، بالنسبة للحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي الذي كرر امام رئيسة جمهورية ايرلندا ماري ماكليس هذا الالتزام، وخصوصا القرار 1701.

مغادرة رئيسة إيرلندا

وغادرت الرئيسة الايرلندية بيروت ظهر امس بعد جولة في الوسط التجاري تخلله حفل في فندق فينيسيا، وهي كانت التقت الرؤساء اللبنانيين وتفقدت كتيبة بلادها العاملة ضمن اليونيفيل في جنوب لبنان. واضاف ميقاتي ان حكومته لن تدخر جهدا من اجل تعزيز الجيش اللبناني كي يتمكن من الحصول محل القوات الدولية في الجنوب، وشدد على تقدير لبنان لدور ايرلندا في اقناع المجتمع الدولي باقرار اتفاقية حظر القنابل العنقودية.

رئيسة ايرلندا اعربت من جهتها عن تطلع بلادها الى ان تساهم السلطات اللبنانية بحماية جنود اليونيفيل اثناء تأدية مهامهم.

اجتماع وزراء الخارجية همّ لبناني جديد

الى ذلك، انشغل المسؤولون اللبنانيون امس باجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الذي اضاف هما جديدا الى سلسلة الهموم اللبنانية، فتقليديا كلما التقت دمشق مع الدول الخليجية انفرجت اسارير اللبنانيين، وكلما ابتعدت عن تلك الدول المحورية ازداد عبوسهم.

في الاجتماع السابق لوزراء الخارجية العرب لم يملك وزير الخارجية عدنان منصور سوى نفي علمه بالبيان الصادر عن الاجتماع، لأنه ملتزم بعدم الموافقة على اي موقف ضد سورية، بموازاة التزام لبنان بعدم اغضاب محور الاعتدال العربي الذي يقف وراء دعوة الوزراء العرب الى اجتماع امس.

واضافة الى مضاف الهموم، اقترب التأزم الاميركي ـ الايراني على خلفية المخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن من عتبات مجلس الامن الذي مازال لبنان عضوا فيه، ليس رئيسا له، لحسن الصدف، حيث ستكون هناك عقوبات جديدة وتصويت جديد، من المؤكد ان ممثل لبنان في المجلس سينأى بنفسه عنه، كما حصل في استحقاقات سابقة، كونه السبيل الاقل خطرا او ضررا في المرحلة الاقليمية الراهنة.

وبالعودة الى حديث كل يوم، اي الى تمويل المحكمة الدولية الذي اقتربت ساعته مع طرح الموازنة العامة للدولة على طاولة مجلس الوزراء غدا، ترى الاوساط المعارضة للتمويل ان ادراجه ضمن «فذلكة» الموازنة قد يفجر الحكومة ويحولها بالتالي الى حكومة تصريف اعمال.

والمعروف ان موضوع التمويل يحظى بدعم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، وهذا الثلاثي يقبض على الثلث الضامن او المعطل في مجلس الوزراء، يقابلهم تحالف حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر والشخصيات والاحزاب المتحالفة مع دمشق.

طروحات عونية

ويشترط هذا الفريق للقبول بتمويل المحكمة ادخال تعديلات على بروتوكل المحكمة الدولية، والا فلا موافقة على التمويل، حتى لو قدم الرئيس ميقاتي استقالة حكومته، كما قالت قناة «او.تي.في» الناطقة بلسانه في مقدمة نشرتها الاخبارية مساء اول من امس.

واضافت قناة عون ان احتمال استقالة الحكومة موجود في حساب المعترضين، وفي اطار الكباش الحاصل بين عون وجنبلاط، طمأنت الـ «او.تي.في» جنبلاط الى ان استقالة ميقاتي حال حصولها لن تعيد عقارب الساعة الى الوراء، وبالتالي لا عودة لسعد الحريري الى رئاسة الحكومة لأن المعادلة تغيرت وسيكون هناك رئيس آخر للحكومة.

ووسط هذا الجدل، لفت نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى «اننا اتفقنا ان نناقش كل شيء بكل حرية داخل الحكومة، ولكل رأيه ولكل موقعه، لكن حتى في الامور الصعبة والمعقدة، ان لم نتوصل الى اتفاق فالتصويت في داخل الحكومة، والاغلبية تستطيع ان تتخذ الاتجاه، وعلى الآخرين ان يلتزموا، وهكذا نكون قد عبرنا بشكل واضح عن الالتزام بالنظام اللبناني في تأليف الحكومة وفي بيانها الوزاري وكذلك في قراراتها المختلفة التي ستتخذ».

واكد قاسم ـ في احتفال تخريج تلامذة في مدارس المصطفى في قصرنبا ـ على «نقطة مهمة وقرار اتخذناه في البيان الوزاري كحكومة، وهي ان المعادلة الذهبية الاستراتيجية والمهمة في لبنان هي معادلة قوة الجيش والشعب والمقاومة، لكن هل تعلمون ان هذه المعادلة لم تبدأ الآن انما بدأت اولا مع حكومة فؤاد السنيورة، وثانيا مع حكومة سعد الحريري بعده، وهذا يعني اننا في الحكومتين التوافقيتين استطعنا ان نأخذ قرارا واضحا بثلاثي القوة، مما يدل ان هذه النقطة اجماعية بين جميع اللبنانيين، وهم الذين خرجوا بعد ذلك عن الإجماع، وهم الذين قالوا انهم يرفضون ثلاثي القوة لمصلحة لبنان، فنحن نسأل الذين خرجوا عن هذه المعادلة، لماذا خرجوا ومن ضغط عليهم حتى يخرجوا عن هذه المعادلة، ومع من قمتم بصفقات وما الذي تريدونه من إضعاف لبنان ولمصلحة من نحن متمسكون بهذه المعادلة الاجتماعية، وانتم الذين خرجتم عن الإجماع». 

السابق
عاد من الموت… ليطالب بمعاشه!
التالي
ملاحَق لأنه عانق زوجته منذ 28 عاماً!