المغتربة رجاء عمّار: قضيتي حالياً أولادي في الغربة

عشر سنوات في زوريخ بسويسرا، تخرجت من كلية الاعلام حيث عملت لفترة في الصحافة، في مجال التحقيقات، إضافة الى نشاطها عبر جمعية الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، كون أخوها كان أسيرا لمدة 14 عشر عاماً في اسرائيل. وكانت قد تعرّفت الى زوجها في جنيف خلال مشاركتها بمؤتمر عن الأسرى. إنها الزميلة المهاجرة رجاء عمّار.

تحدّث رجاء عمار "شؤون جنوبية" فتقول: "الآن وبعد عشر سنوات صرتُّ أمّا لأربعة أولاد كما اني تعلمت اللغة السويسرية، وتابعت أوضاع بلدي عبرالأنترنت بسبب وجود أهلي في لبنان. وعندما كانت الأحداث تندلع كنت أشارك بالمظاهرات وخاصة خلال عدوان تموز2006. والوضع في سويسرا يسمح لنا بالتعبير كون السويسريون ناشطين ومتضامنين معنا في قضايانا المُحقة.
عشر سنوات مرّت لم أشعر خلالها بأي تمييز، فالشعب طيب والأحزاب متآلفة، لكنهم يعانون مشكلة تتلخص بعلاقتهم السيئة بالمهاجرين سواء الألبان أواليوغوسلاف.
لم تستفزهم قوميتي العربية، فأنا أتصرف إنطلاقا من إنسانيتي، وليس تحت تأثير سياسة معينة، فعندما كنت أتابع الأوضاع السياسية في لبنان كنت أنظرالى ما يحدث نظرة مختلفة عن جميع من حولي. علما انه يوجد اختلافات سياسية بين اللبنانين في سويسرا ومع ذلك الكل يتعاطى مع الكل دون أية حواجز.

نلتُ الجنسية السويسرية بعد خمس سنوات زواج، ولا زلت أكمل حياتي هناك ولا أنوي العودة حاليا على عكس ما يفعل البعض خوفا على بناتهم من سلبيات المجتمع الغربي، كوني أعرف كيف أتعاطى مع أولادي (3 بنات وصبي). فأنا أسعى لأن أربيّهم كما تربيت أنا، أي ضمن إطار عائلي، حيث أرشدهم الى المسائل الصحية والإجتماعية، فأنا لا أخاف عليهم من الضياع.
علماً أن المجتمع السويسري مجتمع محافظ وعائلي، خاصة وان نسبة الزواج الى ارتفاع. وهم يهتمون بالأسرة عكس ما نعرف عنهم، ورغم وجود حالات طلاق الا أن الطليقين يحتفظان بعلاقتهما الجيدة لأجل الاولاد.
وقد بدت لي المشاكل الإجتماعية في لبنان أكبر وأكثر وضوحا بعد عيشي في سويسرا، وهم إجتماعيون على عكس ما يُروج عنهم. مثلا فقد اشتريت منزلي من عائلة إشترطت أن يكون الشاري رب أسرة. وجيراني هم من العرب والألبان والأتراك والسويسريين، ومن مختلف الجنسيات.
ولكن كيف تعاملت مع اليهود هناك؟ وأنت الجنوبية التي عانت الأمرّين من الإسرائيليين؟
تشرح الزميلة السابقة قائلة: "لليهود شوارعهم الخاصة، كون حياتهم منفصلة كليّا عن الناس في كل تفاصيل عيشهم، علماً أن السويسريين يكرهونهم".
 

واليوم أعمل في جمعية نسائية تهتم بالأولاد والأبناء، تديرها مجموعة من النساء. شرطها الوحيد وجود الأم مع الطفل، حيث كل واحدة من هذه الأمهات مسؤولة عن عمل ما من خلال جدول عمليّ. وأنا الآن مسؤولة عن قسم المشتريات.
وتضم الجمعية جنسيات متعددة، إضافة الى مشرفات. إضافة الى مسؤولتي عن الأنشطة في صالة الألعاب المجهّزة لكل الاعمار، بدءا من عمر صفر الى عمر ست سنوات. وجمعيتنا هذه مدعومة من الدولة لكن ثمة إشتراك سنوي بقيمة 50 دولارفقط وهي تدعى: AMERLAPAP.CH
FAMILIEN ZENTRUM-BULACH

أما سلبيات السفر فتحصرها رجاء عمّار:" بـالملل، رغم أني أتابع كل شيء في لبنان كأني أعيش هنا. ورغم توفر كل وسائل الراحة والرخاء والأمن. لكن لا يفارقني الحنين لبلدي الحبيب لبنان. فأنا لم أقطع مع أحد في زوريخ، بل بالعكس علاقاتي جيدة مع الجميع ومن كل الجنسيات. وأرسل أولادي الى مدرسة خاصة ليوم واحد في الأسبوع لتعلّم اللغة العربية."

"وما يميز أولادي أنهم حين يحضرون الى بيروت يشعرون وكأنهم يعيشون في بيروت ولم يفارقوها قط. وهم بالطبع يفضّلون البقاء هنا بسبب الفراغ الذي يعيشونه في سويسرا، رغم مشاركتهم بنشاطات متنوعة كالرياضة على أنواعها، وأنا أهتم جيدا بهم كي لا ينحرفوا، رغم أني لا أخاف عليهم من الضياع".
وفي سويسرا ميزة أخرى غير الأمن هو أن الدولة تؤمن التعليم للأولاد وصولا الى المرحلة الجامعية. فالتعليم فيها مجاني كما تؤمن العمل للخريجين. 

السابق
الكتيبة الكورية كرمت إعلاميي منطقة صور
التالي
قلعة الاحلام في خربة سلم… بوابة جديدة للسياحية في الجنوب