ختم المحاكمة في قضية اختفاء الصدر ورفيقيه والمجلس العدلي أرجأ الجلسة

 ختم المجلس العدلي اثر جلسة عقدها برئاسة القاضي سامي منصور، وعضوية المستشارين الياس بو ناصيف وانطوان عيسى الخوري وغسان رباح وبركات سعد، وحضور النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، محاكمة المتهمين في قضية اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
حضر الجلسة وكلاء الادعاء عن عائلة الامام الصدر ونجله صدر الدين الصدر. كما حضر نجلا يعقوب وبدر الدين ووكيلا الادعاء عن نقابة الصحافة الوزيران السابقان الياس حنا وابراهيم حلاوي، محافظ الجنوب، القاضي العسكري الذي اصدر القرار الاتهامي سميح الحاج، النائبان غازي زعيتر وحسن فضل الله، وعدد كبير من المحامين والاعلاميين.
بعد مناداة المدعى عليهم، وهم: علي عبد السلام التريكي، احمد شحاتة، احمد سعود صالح ترهون، ابراهيم خليفة عمر، محمد علي الرحيمي، ومحمد ولداد، العقيد معمر القذافي، المرتحثي سعود التومي، احمد محمد الحطاب، الهادي ابراهيم مصطفى السعداوي، عبد الرحمن محمد غويله، محمد خليفة سجون، عيسى مسعود عبد الله المنصوري، محمود محمد باكورة، أحمد الاطرش، عبد السلام جلود، وعاشور الفرطاس. وتبين انهم فارون من وجه العدالة.
تليت خلاصة القرار الاتهامي، ثم طلب النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا محاكمة المتهمين غيابيا. وكذلك طلب وكلاء الادعاء وقرر المجلس، محاكمتهم غيابيا، وطلب من وكلاء الادعاء المرافعة.
وكان نقيب محامي طرابلس بسام الداية أول المترافعين، وقال: "لقد دأب المجرمون على تغييب اهل الحوار وقادة الرأي وارادة التواصل لكي تبقى آلة الغدر وسيلة بارزة في الصراع السياسي، لكننا ما زلنا نعول مع سماحته على الحوار وعلى حامل رسالته الرئيس نبيه بري".
بعده، ترافع النقيب رمزي جريج عن ورثة الامام الصدر، وقال: "إن إحالة معمر القذافي على المحكمة الجنائية لكي يحاكم في جرائم ضد الانسانية لا تعفي القضاء الوطني اللبناني من محاكمته وانزال العقاب به وبشركائه".
من جهته، اعتبر المحامي سليمان تقي الدين "أن الجريمة مستمرة في القانون، وهي جريمة متعمدة وضد الانسانية".
وترافع البروفسور فايز الحاج شاهين عن صدر الدين الصدر وجزأ مرافعته الى ثلاثة اجزاء: الجرائم المرتكبة، الدوافع لارتكاب هذه الجريمة، ووسائل الارتكاب. وفصل كلا منها باسهاب واثبات الادلة والشواهد. وخلص الى طلب الزام العقيد القذافي وسائر المتهمين ومن يلزم اطلاق سراح المخطوفين، وادانة المتهمين، والزام المتهمين بالتكافل والتضامن دفع ليرة واحدة كتعويض شخصي لموكله صدر الدين الصدر، اضافة الى مطالب اخرى.
وترافع حلاوي وأيد كل ما ورد في مرافعات زملائه.
وكان المحامي سمير ضومط آخر المترافعين بوكالته عن زوجتي كل من يعقوب وبدر الدين، وطلب مبلغ مئة مليون دولار لكل منهما عن كل سنة غياب الى حين اطلاق سراحه.
بعده، أبدى القاضي سعيد ميرزا مطالعته فقال: "ليس بعد الكفر ذنب، وليس بعد همجية أسلوب العمل السياسي الذي مورس في هذه القضية من همجية. نحن أمام قضية كل ما فيها استثناء فالضحايا الكرام فيها استثناء. والمتهم الرئيسي فيما ارتكبه بحق شعبه والاخرين استثناء، وظروف الاستدراج اليها وكيفية ارتكابها ومحاولة اخفاء الادلة المؤدية الى اكتشافها استثناء، ومحاولة التهرب من مسؤولية التخطيط لها وتنفيذها استثناء، والمرافعة والمطالعة في محاكمة غيابية نظرا لاهمية ضحاياها استثناء. لقد تفضل حضرة وكلاء الادعاء الشخصي بالاضاءة على مكانة الامام ورفيقيه، ولذا أجد نفسي مضطرا الى اختصار مطالعة النيابة العامة كي لا يكون هنالك تكرار كان سماحة الامام يوصي بعدم الوقوع فيه".
وأضاف: "سماحة الامام موسى الصدر ليس بحاجة الى التعريف فلقد كان معروفا على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وعلى مستوى العالم الغربي الذي يتتبع أخبار ونشاطات الأفذاذ والكبار الكبار. هو من أسس، وترأس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، هو من أطلق المقاومة اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي، هو من دعا اللبنانيين الى الكف عن الاقتتال واعتصم في جامع الكلية العاملية، هو من خطب وحاضر في المساجد والكنائس والمنتديات مناديا بالعدالة لقضايا الوطن اللبناني، والانسان أينما كان، هو من قال "لو طلب مني أن أضحي بنفسي ويبقى لبنان ما قصرت لحظة. لم يستجب لدعائه في الداخل كثيرون، الأمر الذي حمله الى السفر حيث ناشد وحاور كل من رأى فيه القدرة على المساعدة لإنهاء الوضع الشاذ حتى تم انعقاد مؤتمري قمة الرياض والقاهرة".
وتابع: "من خطبة يوم جمعة لآية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله عام 1979 "إن أكثر ما أصاب العرب والمسلمين من نكبات وهزائم أمام قوى البغي والطغيان، وفي طليعتها أكبر المحن في العصر الحديث قضية فلسطين التي تلخصها قضية القدس، وقضية لبنان التي تتجسد في لبنان الجنوبي الذي تمثل أحد رموزه قضية إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه" الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين".
وقال: "لقد تجاوز الطغاة في ليبيا حدود الله في اعتدائهم على شخص الإمام وحرمته وعباءته العامرة بالايمان والدعوة الى التمسك بتعاليم الله وعدم سلوك الطرق غير المؤدية الى رضا الله. ان قضية إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه ليست شخصا اختفى لكنها قضية أرادوا اخفاءها عبر إخفاء شخص أو أشخاص، ألا وهي قضية تحرير الجنوب في لبنان".
وأضاف: "كيف تم الإستدراج والإخفاء:
-عارض الإمام فكرة إقامة دولة إسلامية في لبنان بعدما شعر بوجود مؤامرة لتقسيم البلاد. في حين كان الطاغية معمر القذافي يؤيد ويدعم هذه الفكرة. هذا الخلاف في الرأي استتبعه توتر في العلاقة بين الإمام والقذافي الى ان التقيا في ليبيا عام 1975 ونتيجة الحوار زادت حدة التوتر.
مضت ثلاث سنوات والحرب اللبنانية على أشدها وأثناء زيارة الإمام الى الجزائر عام 1978 طلب منه الرئيس هواري بومدين (رحمه الله) أن يزور ليبيا للقاء القذافي ونزل الإمام عند رغبة الرئيس بومدين الذي سارع الى تسهيل الزيارة، ولاحقا أورد بومدين في مذكراته انه مسؤول أدبيا عن قضية اختفاء الإمام ورفيقيه.
في 28/7/1978، تلقى الإمام الدعوة الرسمية.
في 20/8/1978، أبلغ سماحته القائم بالأعمال الليبي انه يفضل ان تبدأ الزيارة في 25/8/1978 لانه مضطر الى مغادرة ليبيا قبل 1/9/1978 للتوجه الى فرنسا لعيادة زوجته ومن ثم العودة الى لبنان لارتباطه بمواعيد، وزوده بأسماء عضوي الوفد فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين.
في 25/8/1978، توجه الامام ورفيقاه الى ليبيا وبوصولهم أنزلوا في فندق الشاطىء في العاصمة طرابلس الغرب.
-التقى الإمام ببعض الشخصيات اللبنانية المدعوة للمشاركة في احتفالات الثورة الليبية في الأول من أيلول ومنهم السادة طلال سلمان ومنح الصلح وبشارة مرهج وأسعد المقدم ومحمد قباني وبلال الحسن.
– الملفت للنظر ان وسائل الإعلام الليبية تجاهلت زيارة الإمام ورفيقيه منذ وصولهم حتى ان القائم بالأعمال اللبناني السيد نزار فرحات علم بقدومهم الى ليبيا بعد اتصال السيد عباس بدر الدين به بتاريخ 28/8/1978 (أي بعد 3 أيام).
في 28/8/1978، قام القائم بالاعمال اللبناني نزار فرحات بزيارة الإمام الذي أبلغه ان بقاءه في ليبيا يتوقف على تحديد مواعيد لبعض المقابلات وإلا فهو سيسافر اذا قيل له انها لن تتم.
في 29/8/1978، ترأس القذافي لقاء حول الكتاب الأخضر حضره بعض المدعوين اللبنانيين دون الإمام ورفيقيه، واستمر اللقاء الى ما بعد منتصف الليل ولما عادوا علموا بأن القذافي كان قد حدد موعدا في تلك الليلة للقاء الإمام ثم ألغى الموعد عند منتصف الليل وطلب منه انتظار تحديد موعد آخر.
مساء 30/8/1978، أقام القائم بالأعمال اللبناني السيد نزار فرحات إفطارا على شرف الإمام ورفيقيه وبعض المدعوين، وبعد الانتهاء استأذن الإمام للمغادرة وعاد الى الفندق بسيارة أجرة لانه كان ينتظر مخابرات هاتفية أو دعوة لمقابلات رسمية مكررا انها يمكن ان تأتي في أي لحظة، وبدا على الإمام الإنزعاج لمرور خمسة أيام على وصوله الى ليبيا دون التمكن من إجراء المقابلة.
صباح 31/8/1978، أبلغ الإمام الصحافي أسعد المقدم بأنه سوف يغادر لأن المقابلة لم تتم، إلا أنه وعند الظهر شاهد أسعد المقدم الإمام ورفيقيه يغادرون الفندق وفهم من عباس بدر الدين انهم متوجهون لمقابلة القذافي، وكانت هذه آخر مرة يشاهد فيها الإمام ورفيقاه.
بعد ظهر 31/8/1978، حضر السيد نزار فرحات الى فندق الشاطىء فلم يجد الإمام ورفيقيه.
مساء 31/8/1978، حضر السيد فرحات ثانية وحاول الاتصال هاتفيا بغرف سماحة الامام ورفيقيه دون جدوى.
صباح 1/9/1978، حاول الاتصال مجددا فأبلغ من العاملين في الفندق بأنهم غادورا.
-على خلاف العادة لم يتلق المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أي اتصال من سماحة الإمام رغم مرور عدة أيام على مغادرته لبنان الأمر الذي ولد انطباعا بأن هنالك أمرا ما، فتم الاتصال بفخامة رئيس الجمهورية الرئيس الياس سركيس رحمه الله وبدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور سليم الحص أطال الله في عمره.
حاول الرئيس سركيس مرارا الاتصال هاتفيا بالعقيد القذافي ولم يتمكن من ذلك.
-اتخذ قرار بإيفاد أمين عام مجلس الوزراء الدكتور عمر مسيكة مع ضابطين من الشعبة الثانية الرائد (في حينه) نبيه فرحات والملازم (في حينه) نصوح مرعب للتوجه الى ليبيا.
-ماطل القائم بالاعمال الليبي محمود بن كورة في منح الوفد تأشيرة الدخول الى ليبيا الى ان منح التأشيرة فقط الى الدكتور عمر مسيكة الذي توجه الى ليبيا بتاريخ 14/9/1978 وقابل عددا من المسؤولين الليبيين، في حين ماطل رئيس الوزراء الليبي عبد السلام جلود في تحديد موعد له، الأمر الذي حمل الدكتور عمر مسيكة على التهديد بمغادرة ليبيا مما استدعى تحديد موعد له مع جلود الذي استغرب ان يكون احد قد خطف الإمام ورفيقيه ووعد ببذل المساعي، ثم أبلغ الدكتور مسيكة بأن الإمام ورفيقيه غادورا الى ايطاليا على متن طائرة تابعة لشركة اليطاليا في الرحلة 881 من مساء 31/8/1978 وتحديدا الساعة 8,30، وان سفرهم كان مفاجئا لأنهم لم يبلغوا أي مرجع رسمي بذلك.
وفي الوقت نفسه، وبعد رفض القائم بالاعمال الليبي منح الضابطين فرحات ومرعب تأشيرة الدخول الى ليبيا توجها الى ايطاليا لمواكبة التحقيقات التي ابتدأت في 20/9/1978 في مرحلة اولى وفي 23/9/1981 في مرحلة ثانية في حين ان ليبيا لم تفتح التحقيق في هذه القضية الا بعد مرور اكثر من سنة وتحديدا في 3/11/1979.
ماذا كانت نتيجة التحقيقين القضائيين في ايطاليا الحفظ لأن الامام ورفيقيه لم يحضروا الى روما ولان الأشخاص الذين استخدموا ثيابهم وجوازات سفرهم هم مزيفون.
ماذا في تفاصيل التحقيق الايطالي
التحقيق في الفندق بتاريخ 1/9/1978:
دخل شخصان الى فندق " هوليداي إن " وعرفا عن نفسيهما الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب، وأن احدهما يرتدي زيا دينيا، أعطيا غرفتين مجاورتين رقم 701 و 702 ودفعا الحساب سلفا لمدة أسبوع.
صعدا الى الغرفة ونزلا بعد عشر دقائق وغادرا ولم يعودا، ولاحظ موظفو الفندق ان من دخل مرتديا ثيابا دينية خرج بثياب مدنية وكان بدون لحية وبلا شاربين.
– عرضت صور الإمام والشيخ يعقوب على العاملين في الفندق فنفوا جميعا ان تكون أوصاف الإمام والشيخ وخاصة لجهة طول القامة مطابقة على أوصاف من شوهدا في باحة الفندق أو عند صعودهما الى الغرفتين.
التحقيق مع طاقم الطائرة وركابها
– نفى طاقم الطائرة ان تكون الرحلة 881 من طرابلس الغرب الى روما بتاريخ 31/8/1978 قد أقلت شخصا له مواصفات وملامح الإمام.
– نفى راكبان على الرحلة ذاتها ان يكونا قد شاهدا شخصا يشبه الإمام أو له مواصفاته.
التحقيق مع الأمن العام في مطار روما
– نفى المولجون بالتدقيق في جوازات السفر مساء 31/8/1978 أن تكون صورة الإمام ورفيقيه مطابقة لأي من الأشخاص الذين تم التدقيق في جوازات سفرهم تلك الليلة. كما تبين ان شخصا انتحل هوية عباس بدر الدين وأبرز جواز سفره أمام الأمن العام عند الساعة 23,35 من ليل 31/8/1978 وصرح بأنه سوف ينزل في فندق "سانلايت" ولم يثبت انه توجه الى ذلك الفندق.
لاحقا عثر العاملون في فندق "هوليداي إن" على جوازي سفر سماحة الإمام وفضيلة الشيخ في احدى الغرفتين، وتبين ان تلاعبا حصل في جواز سفر الإمام الدبلوماسي. كما تبين من تفحص الحقائب ان الوثائق الخاصة بالإمام وثيابه وأغراضه الخاصة قد اختلط بعضها مع ثياب رفيقيه فضلا عن العثور على ثياب لا علاقة للامام ولرفيقيه بها، وعثر في احدى الحقائب على ساعة يد الامام الصدر وقد كسر زجاجها وانتزع منها الطوق وهي معطلة.
الى ماذا توصل التحقيق الليبي
-كما أشرنا باشروا بالتحقيقات بعد اكثر من سنة. يكفي ان نقارن أقوال الشهود والمستمعين مع الأدلة التي استثبتها التحقيق الايطالي ومع منطق الامور العادية لنتبين كم كان تحقيقهم سطحيا وساذجا ومزيفا.
الشاهد الاول: مسؤول/ متهم من قبل القضاء اللبناني المرغني التومي:
قال انه شاهد الامام فقط يرتدي زيا دينيا ثم قال بأنه شاهد أيضا الشيخ يعقوب يرتدي زيا دينيا علما ان زوجة الشيخ أكدت بأنه لا يقتني ثيابا غير دينية.
الشاهد الثاني احمد الخطاب متهم أيضا:
قال بأنه اجرى معاملات الإمام ورفيقيه بسرعة لان الطائرة كانت على وشك الإقلاع، في حين ثبت ان طائرة اليطاليا أقلعت من مطار بنغازي بتأخير ساعة كاملة.
أفاد ايضا هذا الشاهد بأن جواز سفر سماحة الإمام لونه أحمر وهذا لا ينطبق على الواقع.
الشاهدان الثالث والرابع: احمد صلاح وابراهيم عمر: ان "واحدا فقط كان يرتدي ثيابا دينية".
الشاهد الخامس الهادي السعداوي (متهم): "ان الشخصين كانا يرتديان ثيابا دينية".
الشاهد السادس الراكب عسير المنصوري (متهم) سافر بالدرجة السياحية وان "شخصين كانا يرتديان البسة دينية".
الشاهد السابع محمد سحيون (متهم) يقول بأنه "سافر مع الإمام الى روما بينما لم يثبت ذلك".
الشاهد الثامن محمد الرحيب ادلى بأن "جواز سفر الامام كان سليما في حين ثبت حصول تلاعب"
هؤلاء الشهود من العاملين والمسؤولين في المطار استجوبوا للايحاء بأن الإمام والشيخ كانا فعلا على أرض المطار مساء 31/8/1978، وعلى فرض صحة ذلك فان الطائرة وصلت قبل منتصف الليل الى روما ولم يحضر من انتحل شخصية الامام والشيخ الى الفندق في روما الا عند العاشرة من صباح 1/9/1978 فإذا كان الإمام والشيخ هما من وصل منتصف الليل الى روما فلماذا يبقيان عشر ساعات حتى يدخلا الى الفندق ثم يغادرانه بعد 10 دقائق ولا يعودان اليه إطلاقا.
وعلى منوال هكذا شهود، وبعد مرور 24 عاما، القى القذافي خطابا في مدينة سبها تطرق فيه الى قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه، واعترف خلالها باختفائهم في ليبيا حيث قال: "موسى الصدر هذا جاء الى ليبيا، نحن وجهنا له الدعوة مثل كل الشخصيات التي تحضر الاحتفال في عيد الثورة واختفى هو معه اثنان صحفيان اختفى في ليبيا ولا نعرف كيف اختفى".
لا أيها المتهم الطاغية، كل العالم بات يعرف كيف اخفيت سماحة الإمام ورفيقيه لم تقل في خطابك هذا كلمة حق سوى ان الإمام ورفيقيه اختفوا في ليبيا ترى، من له القدرة على إخفاء من دعوتهم أنت دون أمر منك، من له القدرة على مثل هكذا اعتداء على ضيوفك المفترض انهم في حمايتك والسؤال السؤال: لماذا لم يختف من ضيوفك وهم بالمئات في كل عام سوى الإمام ورفيقيه والجواب الجواب، حقدك على من هو أعلم منك وأنبل منك وأشرف منك وأولى منك بمخاطبة العقول والتقرب الى القلوب، قدك على من التزم حدود الله، والتزم الدفاع عن وحدة وطنه ورفض الانسياق في مخطط تقسيمه وإقامة دويلات طائفية فيه، حقدك على الإنسان ويا أسفاه، أنك مسجل كذلك"
لكل ما تقدم، إننا نطلب تجريم المتهمين وإدانتهم وفقا لما أسند اليهم في قرار الاتهام وإنزال أقصى العقوبات بهم، ولو كانت غيابية، وتضمينهم الرسوم والمصاريف القانونية.
وختم المجلس المحاكمة وأرجأ الجلسة الى 18 تشرين الثاني لاعطاء الحكم. 

السابق
قطع الكهرباء عن مناطق تتغذى من محطتي النبطية والمصيلح
التالي
زهرا: حل موضوع تصحيح الأجور مبتور ومرتجل