البناء: وفد قومي برئاسة حردان يؤكد الثقة بالتصدّي لمحاولات ضرب الاستقرار دمشق تُجسّد

تجدّد في دمشق أمس المشهد المليوني تأكيداً على مسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس بشار الأسد، وشكراً للموقفين الروسي والصيني في وجه محاولات استهداف سورية شعباً وقيادة، شهدت العاصمة السورية أمس مسيرة مليونية كبرى ضاقت فيها الساحات والشوارع، تأييداً للنهج ولمسيرة القيادة السورية في وجه أعداء الخارج والداخل، وبدا المشهد واضحاً، كل سورية ضد محاولات التخريب والترهيب والنيل من استقرارها.
هتف السوريون أمس بحناجر وأصوات مرتفعة ضد حصار سورية وضرب موقفها المقاوم والممانع، مؤكدة المسيرة الصحيحة ورافضة كل المحاولات الرامية، إلى مصادرة قرار سورية ودورها الوطني والقومي.
وجاءت هذه المسيرة لتؤكد أن الشعب السوري يلتف حول قيادته التي تسير بخطى ثابتة في مسيرة الإصلاح بشكل ذاتي وليس فرضاً من أحد.

خرج السوريون أمس من كل الطوائف والمذاهب والفئات ليعلنوها صراحة لا لمحاولات الولايات المتحدة والغرب وبعض الأنظمة العربية، الهادفة إلى كسر المقاومة التي جسدتها سورية على مر الأزمان، والتي تحميها اليوم بقيادتها وشعبها.
ولا بد من أن تشكل هذه المسيرة المليونية رداً واضحاً على محاولات دعم بعض المأجورين والخونة، الذين شكلوا ما يسمى بالمجلس الانتقالي في اسطنبول، والذين يحاولون استجداء واشنطن وبعض العواصم الغربية والعربية، من أجل تدخل عسكري ضد سورية وهم يعرفون تماماً أن مثل هذا الأمر لن يمر.

ولا شك أيضاً أن ما جرى في دمشق أمس، هو رسالة صريحة وواضحة إلى العالم بأن الشعب السوري يدعم قيادته، والرئيس بشار الأسد في مسيرة الإصلاح ويرفض كل الضغوط والتدخلات الخارجية.
عشق..وأكثر من رسالة

ومن مندوبنا في دمشق خالد الأشهب، أن ثمة تعبيراً آخر متجدداً أكد أمس عشق السوريين لسوريتهم، كان ثمة ما يزيد كثيراً عن المليون من كل الفئات العمرية والاجتماعية والسياسية وسط دمشق، يلوّحون بعلم سورية ويهتفون لها، أرسلوا أكثر من رسالة وفي غير اتجاه.. واحدة تشكر روسيا والصين لموقفيهما تجاه بلادهم وضد مشروع الغرب ضدها في مجلس الأمن، وواحدة أخرى إلى العالم أجمع بأن الغالبية الساحقة من السوريين ترفض أي تدخل خارجي وتحت أي شعار في شأن بلادهم الداخلي، وثالثة باتجاه رئيس البلاد الدكتور بشار الأسد بأنهم معه ومع مشروعه الإصلاحي نحو سورية المدنية الديمقراطية التعددية، وضد أعمال القتل والتخريب المغلفة بسلوفان التظاهرات، ورابعة باتجاه أصحاب مشروع الفتنة وإعلامهم المغرض وفضائياتهم المأجورة، بأن هذه هي سورية الحقيقية، ولا سبيل إلى اختراق صف السوريين فيها. فيما كان الرئيس الأسد يبعث الطمأنينة في صدور وفد السوري القومي الاجتماعي بأن إرادة السوريين ووعيهم حمى سورية من المرحلة الأصعب في الاستهداف الذي حاول النيل منهم، في وقت تتابع فيه الجهات الأمنية المختصة ملاحقة فلول الإرهابيين بعمليات دقيقة ونوعية تلجم جموحهم الإجرامي وتحاصرهم.
الأسد ووفد "القومي"

وكان الرئيس بشار الأسد قد استعرض مع وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة رئيس الحزب النائب أسعد حردان ما تشهده المنطقة من مخططات تستهدف تقسيمها وإعادة السيطرة عليها والتحكم بثرواتها.
ضم الوفد، إلى رئيسه، كلاً من رئيس المجلس الأعلى محمود عبد الخالق، نائبي الرئيس توفيق مهنا وصفوان سلمان، ممثل الحزب في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية عصام المحايري، أعضاء المجلس الأعلى: الوزير علي قانصو، جبران عريجي، غسان الأشقر، والوزير جوزيف سويد.

وقد عبّر الوفد القومي عن الثقة بأن سورية ستنجح في مواجهة المحاولات الرامية لضرب نهجها القومي والعروبي وحالة الاستقرار فيها. وأكد الرئيس الأسد أن سورية استطاعت بإرادة ووعي شعبها تجاوز المرحلة الأصعب، وتقوم بالاستفادة مما جرى للنهوض بالواقع السوري، وجعل سورية الدولة المتمسكة بمبادئها وعروبتها وقوميتها نموذجاً يحتذى به في المنطقة.
كما تناول اللقاء أهمية تفعيل دور الأحزاب القومية في تعزيز الحراك القومي والشعور الوطني لدى المواطن، لمواجهة المؤامرات الخارجية التي تحاول استغلال ما يجري في المنطقة لإضعاف الفكر القومي والعروبي الذي يشكل أحد أسباب قوة العرب ومنعتهم. 
ساحة السبع بحرات
وفي التفاصيل الميدانية للمشهد المليوني أمس، فقد شهدت ساحة السبع بحرات وسط مدينة دمشق مسيرة مليونية شارك فيها جميع شرائح المجتمع في مشهد يعبّر عن وحدة الشعب السوري وتأكيده على التمسك بالقرار الوطني المستقل، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤون سورية الداخلية، إضافة الى التعبير عن الشكر لروسيا والصين على موقفيهما المساند لسورية.
وعبّر المشاركون الذين ناهزوا المليون، وغصت بهم ساحة السبع بحرات ومحاور الطرقات المؤدية إليها، بأصوات لم تهدأ عن دعمهم للإصلاحات واستعدادهم للتضحية لحماية استقرار سورية ودورها الوطني والقومي، كما عكست شعاراتهم الحسّ والوعي الوطني تجاه القضايا المصيرية والأوضاع التي تمر بها المنطقة، وإدراكهم للمخاطر وأهمية نبذ كل أشكال التفرقة وتغليب لغة الحوار تحت سقف الوطن للخروج من المرحلة الحالية.

وفي مشهد يعبّر عن اختيار الشعب السوري لحريته ووحدته الوطنية، أكد أكثر من مليون مواطن سوري يمثلون مختلف شرائح المجتمع تحت عنوان (وطني سورية) أن سورية ستبقى كما كانت عصية على المؤامرات التي تستهدف أمنها واستقرارها.
وتخلل المسيرة إطلاق بالونات تحمل أعلام روسيا والصين والعلم السوري كما وقّع عدد من المشاركين على أعلام الدولتين شكراً وتقديراً لهما على مواقفهما الرافضة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية، ودعماً لها لاستكمال برنامج الإصلاح الشامل فيها.

كما قدمت مقتطفات من الأغاني والأشعار الوطنية والمقاطع المسرحية التي تحض على الوحدة الوطنية، وتعرّي كل من يتآمر على الوطن، وقدّم عدد من أبناء وبنات الشهداء فقرات فنية عن أهمية الوحدة الوطنية، وتحض على رفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية، وتعبّر عن المعاني السامية للتضحية في سبيل حرية الوطن وكرامة أبنائه.
وأكد المتحدثون خلال الكلمات التي ألقيت في المسيرة، أهمية التضامن ورص الصفوف لتعزيز الوحدة الوطنية التي تمثل حجر الأساس لتطور ورفعة سورية، بما يحقق الإصلاحات المنشودة، مشيرين إلى أن سورية مستهدفة اليوم بسبب مواقفها الوطنية والقومية الداعمة للمقاومة، والرافضة لسياسة الهيمنة والتسلط.
يشار إلى أن المسيرة دعا إليها تجمّع (وطني سورية) الذي يضم مجموعة من الشباب الوطني على صفحات التواصل الاجتماعية فيس بوك. 

السابق
الراي: شركاء ميقاتي زرعوا له لغم الإضراب
التالي
التمويل سيتم لا محال