وليد المعلم وتهديداته النووية

يتميز نظام "شبيحة" البعث السوري بخصال سلطوية وإدارية فريدة من نوعها تتمثل في أن من يطلق التهديدات للدول والقارات والمنظمات ليس وزير الحرب ولا رئيس الأركان, بل وزير الخارجية ! والذي ينبغي أن يكون وفقا لمعطيات وسياقات العمل الإداري وجها مسالما وبشوشا وديبلوماسيا للنخاع! إلا أن لدولة البعث المتهاوية الأركان ولنظام المخابرات المتآكل رؤى مختلفة بالمرة عن كل سياقات العمل الإداري , فقبل أسابيع قليلة هدد وزير الخارجية السوري الرفيق المناضل وليد المعلم بمحو القارة الأوروبية من على خارطة العالم!

بل وتجاهل وجود القارة العجوز بشعوبها وثقافاتها واعتبرها مجرد كيان بربري لا يرتقي لمكانة ومستوى نظام شبيحته الأعزاء بعضلاتهم المنفوخة وشواربهم المنسدلة وكروشهم المتهدلة ! كما سخر من العقوبات الأوروبية المفروضة على نظامه! و بالأمس القريب وأمام ممثلين عن الدول اللاتينية "التعبانة" المتحالفة مع نظامه أطلق المعلم تهديدات كونية جديدة أكثر حدة هذه المرة لتشمل كل من يعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري! حيث هدد سيادته وهو يشد حزام بطنه من أن نظامه سيرد بإجراءات قاسية ضد كل من يعترف بذلك المجلس الذي خرجت الجماهير السورية في جمعة " المجلس الوطني يمثلني" وهي تبايعه! وكان رد الفعل السلطوي الأول هو اغتيال المناضل الوطني الشهيد مشعل التمو أحد أعضاء ذلك المجلس وكرد و ترجمة عملية لتهديدات السلطة , وطبعا المعلم لم ينس أن يقتل القتيل ويمشي في جنازته أسوة بالسنة البعثية المعروفة حينما تبرأ من اغتيال تمو وألقى المسؤولية على عاتق " الجن" وليس جهاز المخابرات!

إذ يبدو أن قبائل "الجن الأصفر" المرتبطة بحلف الناتو هي من تقف خلف ذلك الاغتيال الغادر! وإن نظام ال¯ "شبيحة" والمخابرات وقتلة الأطفال أبرياء ومساكين و " غلابة" وبراءة الأطفال في عيونهم! والطريف أن رئيس الديبلوماسية السورية الشبيحية أظهر بتهديداته المثيرة للسخرية عن قدر هائل من العدوانية والتوحش ضد دول أكبر منه, ومن نظامه وحلفائه أيضا , وهو يتعامل مع العالم بهذا المنطق العصابي البلطجي فكيف يكون تعامله إذن مع الشعب السوري ?  
وبمجرد أن أطلق وليد المعلم تهديداته أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها حالة " الإنذار النووي"! وأغلقت الحدود الأميركية, كما أصيبت أوروبا بالإسهال بسبب الخشية من جحافل ال¯ "شبيحة" المدعومين بمخابيل الحرس الثوري الإيراني وبالقدرات التسليحية لحركة "بدر" العراقية بقيادة الجنرال الرهيب هادي العامري وزير النقل العراقي الذي أعلن عن تخصيص جميع البهائم في العراق لنجدة ونقل تعزيزات " التجريدة الشبيحية" التي ستنطلق من دمشق – "فرع مخابرات القوة الجوية" لتغزو القسطنطينية !, ولكن ما صمت عنه وليد المعلم ولم يشف غليل الفضوليين ونحن منهم, طبيعة الإجراءات القاسية التي سيلجأ اليها نظامه لمعاقبة العالم, وكل من يعترف بالمعارضة الوطنية السورية كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري.
هل سيأمر مثلا بإعتقال سفيري الولايات المتحدة وفرنسا ومعهما ربما سفراء حلف "الناتو" ليوزعهم على فروع "مخابرات القوة الجوية" والفرع "279" والفرع "255" والفرع "235" والمخابرات العامة لغرض حشرهم في " دولاب الهوا"!

وانتزاع اعترافاتهم الخيانية? أم أنه سيفتح سجون الحلبوني الحزبية ومقبرة الشيخ حسن لشخصيات من دول مجلس التعاون الخليجي التي انتقدت إجراءات النظام التعسفية وسحبت تلك الدول السفراء من دمشق? وهل سيفرض النظام السوري الحصار على العالم ويوقف حركة النقل الجوي ويضرب الدرع الصاروخية? أم أنه وعن طريق إفرازات "شبيحته" سيقوم بتوسيع ثقب الأوزون أو الاتصال بعوالم أخرى بقصد استيراد نيازك وشهب و مذنبات لضرب الدول المارقة عن فكره ورؤيته ? والطريف أن المعلم وهو يعلل سبب عدم منع سفيري أميركا وفرنسا من التجول بحرية وزيارة المعارضين ومراقبة التظاهرات بالقول : ان نظامه صابر" وهو يتفرج ولا يتدخل في حجب حرية السفراء المذكورين, وطبعا نتحداه ونتحدى نظامه أن يلمس شعرة من أولئك السفراء لأنه حينها سيعلم طبيعة الرد المتناسب مع تهديداته, مع ملاحظة أنه مقابل النشاط الديبلوماسي المعارض للأميركان و الفرنجة فإن سفير نوري المالكي وحكومة "شبيحة" حزب "الدعوة" وشركاه المدعو الملا الجوادي سبق جميع السفراء بإعلان مواقفه المؤيدة حتى العظم للنظام السوري.

نظام دمشق بديبلوماسييه وأهل مخابراته و شبيحته وحلفائه في إيران وحواشيهم في العراق ولبنان والخليج العربي باتوا يتخبطون خبط عشواء, ويتصرفون ببلاهة منقطعة النظير, وياعيني على صبر النظام السوري وهو يوزع تهديداته شمالا و يمينا, وزعم الفرزدق أن سيقتل مربعا فإبشر بطول سلامة يا مربع.. وسلامتكم من الآه. 

السابق
الجمهورية: العمّال تحفظوا والاقتصاديون يحددون الموقف اليوم الإضراب يتحوّل الى الجامعات والمدارس
التالي
اشرف الناس … والريفي