صرخة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى تحقيق المطالب

دخل اضراب الأسرى الفلسطينيين يومه الخامس عشر على التوالي، وازدادت أعداد المشاركين فيه وتقدر حاليا بنحو 500. الوضع داخل المعتقلات في تدهور مستمر، عدد من الأسرى دخل في حالة غيبوبة، وآخرون نقلوا للمشافي العسكرية، والفلسطينيون في حالة هلع ورعب، فأرواح العديد من المعتقلين الآن على المحك.
بين المضربين أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حالته في خطر شديد، وابنته في هلع شديد. صمود لم تر والدها منذ اعتقل قبل خمس سنوات بسبب المنع الأمني، وهي الآن خائفة على حياته ولا تعلم ماذا سيحل به، آخر المعلومات الواردة أفادت بأنه في حالة خطر وقد فقد توازنه، وفقد كمية كبيرة من وزنه، كما أنه يتقيأ باستمرار، فيما تتردد أنباء أنه يعاني من حالات إغماء متقطع.
صمود قالت لـنا: «لم أعش مع والدي حياة طبيعية، فقد كان مطاردا خلال فترة التسعينيات، ومع بداية الانتفاضة وبعد اغتيال الرفيق أبو علي مصطفى، اختفى والدي، قبل أن يطارد ويعتقله الاحتلال في شهر آذار من العام 2006، عمليا أنا لم أره منذ أكثر من خمس سنوات».
صمود الخائفة على وضع والدها الصحي تؤكد من خلال الرسائل التي نقلها لها مع عدد من المحامين الذين زاروه أن بقية رفاقه من الجبهة الشعبية وعدد من كوادر حركة حماس معزولون لفترات تزيد عند البعض عن خمس سنوات. وتقول «والدي معزول منذ عامين، مع الأسير ابراهيم أبو الهيجة وقبلها مع الأسير حسن سلامة، تخيل شخصا لم يكلم بشرا بشكل طبيعي لعامين متواصلين».
وذكرت صمود أن المعلومات الواردة إليها من خلال أسرى داخل المعتقل ومحامين فإن الاحتلال يقوم حاليا بعزل أي اسير يعلن الاضراب المفتوح عن الطعام. وقالت «تم افتتاح سجني شطه واهولكدار وهي سجون كانت مغلقة، لكي يتم عزل الأسرى المضربين عن الطعام بشكل مفتوح في داخلها».
 
من جهته قال مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ«السفير» إن الاضراب حاليا في مراحل مختلفة «فهناك أسرى مضربون منذ اسبوعين، وآخرون منذ 8 أيام، والبعض التحق قبل 3 أيام واليوم سيدخل عديد جدد»، واضاف «كانت هناك جلسة بين مصلحة السجون وممثلي الأسرى فشلت لعدم تلبية مطالب المعتقلين وعلى رأسها وقف سياسة العزل الانفرادي».
وبحسب المعلومات الواردة من داخل المعتقلات الإسرائيلية فإن الأسرى في سجني «هداريم» و«ايشل» في بئر السبع، وأيضا «رمونيم» في نفحة، وجلبوع في الشمال، وجزء من سجن النقب التحقوا بالإضراب وهناك أنباء عن نية معتقلين في بقية السجون دخول الإضراب اليوم.

وبدأ الأضراب قبل 15 يوما عدد من كوادر الجبهة الشعبية وعلى رأسهم الأمين العام احمد سعدات، بالإضافة إلى عدد من أسرى في «حماس» احتجاجا في الدرجة الأولى على سياسة العزل.
وقال أحد الأسرى في سجن بئر السبع لـ«السفير» رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية إن اليومين المقبلين سيحسمان مصير الاضراب «فإما مزيد من التصعيد، أو الاستجابة لمطالبنا»، ملمحا إلى أن مصلحة السجون أبدت مرونة في موضوع العزل الانفرادي ووافقت على أن يكون العزل لمجموعات وإلغاء سياسة العزل الفردي.
وقال الأسير «كما أن ادارة السجون وافقت على اعادة 3 من الأسرى المعزولين حاليا إلى الأقسام لكننا رفضنا لأننا نريد إلغاء فكرة العزل كليا».

من جهته أكد الأسير أ.س لـنا من داخل احد المعتقلات «الوضع خطير جدا، ونحن الآن نخشى على عدد من الرفاق حيث حياتهم على المحك، ولا يبدوا أنهم سيتراجعون عن اضرابهم إلا اذا استجيب لمطالبهم».
في الاثناء ينفذ اضراب اليوم الاربعاء لمدة ساعتين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر تضامنا مع الأسرى فيما ستخرج مسيرات في عديد من المدن الفلسطينية لدعمهم.
وحصلت «السفير» على قائمة بأسماء الأسرى المعزولين وهم محمود عيسى (10 سنوات عزل) حسن سلامة (8 سنوات)، جمال أبو الهيجة (7 سنوات)، عبد الله البرغوثي، ابراهيم حامد، معتز حجازي، محمد جمال النتشة وهشام الشرباتي (معزولون منذ 5 سنوات)، مهاوش نعيمات، عطوة العمود، أياد أبو حسنة (3 سنوات)، أحمد سعدات ( عامين)، يحيى السنوار، ثابت مرداوي، عاهد غلمة، صلاح عواودة، وعيد مصلح (سنة واحدة). 

السابق
تشغيل مستشفى حاصبيا نهاية الشهر الجاري
التالي
الفتنة تقتحم على الثورة