في الجنوب: الأساتذة يضربون… والطلاب يأكلون الحصرم

دفع طلاّب السنة الرابعة في الجامعة اللبنانية، من الذين ينتظرون امتحاناتهم النهائية للدورة الثانية، سيما في كليتي الآداب والعلوم، الثمن الأكبر بسبب اضراب أساتذة التعليم الجامعي الرسمي، بعد أن فقدوا فرص العمل الخاصة بهم في العمل في مجال التدريس، المجال الأوفر لهم الذي يتناسب مع اختصاصهم.

"فقد بدأ العام الدراسي، وأخذت جميع المدارس الخاصة والرسمية حاجتها من الأساتذة، ولم يعد في الامكان العمل في مجال التدريس، كونه المجال الرئيسي وشبه الوحيد الذي يتناسب مع اختصاصاتنا الجامعية"، تقول زينب حمود، من بلدة كفركلا (قضاء مرجعيون)، وتعتبر أن "ما لجأ اليه الأساتذة الجامعيون من اضراب لم يأخذ بعين الاعتبار أن تأجيل الدورة الثانية لطلاّب السنة الرابعة في كليتي الآداب والعلوم أدى الى حرمان عشرات الطلاّب أو أكثر من العمل خلال عام كامل"، وتبيّن أنها كانت قد حصلت على وعد من مدير احدى المدارس الرسمية الثانوية لتأمين التعاقد معها في اختصاصها – الرياضيات، بعد حصولها على الاجازة التعليمية التي كان متوقعا أن تفوز بها بعد نجاحها في المادتين المتبقيتين لها بالجامعة قبل بداية العام الدراسي الجديد، كما كان يحصل في الأعوام السابقة: "لكن تأجيل الامتحانات والاضراب حرمني من هذا العمل".

الأمر عينه حصل للطالبة ناريمان غنّام من بلدة عين ابل (قضاء بنت جبيل) التي كانت تنتظر الدرورة الثانية في السنة الرابعة لامتحانات كلية الآداب – فرع الجغرافيا، لانهاء ما تبقّى لها من مواد: "كان ينقصني النجاح في ثلاث مواد تعليمية فقط، وكنت قد أجلت تقديمها الى الدورة الثانية لأخفّف عني أعباء الدراسة في امتحان الدورة الأولى، وأضمن نجاحي في جميع المواد، وكنت نجحت في الحصول على وعد بالعمل كمدرّسة في احدى المدارس الخاصة، التي اشترطت تأمين الاجازة التعليمية للتعاقد معي بشكل قانوني، وتأجيل الامتحانات حرمني من هذه الفرصة، كما عانى معظم زملائي في السنة الرابعة".

 

وتعتبر غنّام أننا "كنا خضعنا للامتحان في جميع المواد بالدورة الأولى لو أخبرنا أساتذة الجامعة بنيتهم الاضراب، وبالتالي لما حرمنا من العمل طوال عام كامل، كما كان باستطاعة ادارة الجامعة أن تأخذ في الاعتبار أن اضرابها هذا يؤدي الى حرماننا من العمل لمدة عام كامل فتلجأ الى استثنائنا من الاضراب واخضاعنا مبكّراً كما كلّ عام لامتحانات الدورة الثانية".

أما طالبة الأدب الفرنسي لينا زريق فقد بيّنت أن " الاضراب لم يحرمني فقط من العمل، بل من السفر الى فرنسا لمتباعة دراستي في التعليم العالي، حتى أن رفيقة لي ما تزال تنتظر امتحانات الدورة الثانية للحاق بزوجها الذي سبقها الى الولايات المتحدة الأميركية".

لكن ما ليس مؤكدا إذا كانت الإدارة هي المسؤولة عن هذه العقبات، أم السلطات التي تدفع هذه الإدارة إلى الإضراب!! 

السابق
العراقيون والربيع العربي
التالي
أوغاسابيان: طلب تحويل المحكمة الى مجلس النواب فخ كبير