ثورة مصر… تحترق وتذوب بنار الفتنة !!

في أخطر تصعيد للاحداث الطائفية في مصر منذ تنحي الرئيس المصري حسني مبارك في شباط وقبل اسابيع من الانتخابات النيابية، قتل 23 شخصاً وجرح اكثر من 184 في اشتباكات بين الجيش ومتظاهرين اقباط كانوا متجهين في مسيرة نحو مبنى الاذاعة والتلفزيون في منطقة ماسبيرو بالقاهرة، للاعراب عن غضبهم حيال إحراق متشددين اسلاميين كنيسة في قرية بأسوان. وسارع رئيس الوزراء المصري عصام شرف الى التحذير من "نار الفتنة".

وافاد صحافي انه شاهد جثث 16 متظاهراً في المستشفى القبطي بالقاهرة وان جثة أحد القتلى كانت مشوهة على نحو يجعل من الصعب معرفة هوية صاحبها، وان الفوضى كانت تعم المستشفى وسط صراخ ذوي القتلى وعويلهم.
أما التلفزيون الرسمي، فبث ان ثلاثة جنود قتلوا وان عشرات آخرين أصيبوا بجروح. واكدت وزارة الصحة سقوط 19 قتيلا و183جريحاً

وقال الاب داود وهو كاهن قبطي ان "آلية للجيش دهست خمسة متظاهرين"، مضيفاً وهو يشير الى جثة مشوهة الوجه: "انظر الى دماغه". والى جانب الجثة كانت امرأة تصرخ ألما لوفاة شقيق لها وهي تقول: "اصح يا وائل كلمني". وكانت آثار الرصاص ظاهرة على جثث القتلى.
وبدأت المواجهات بعد وصول الالاف من المتظاهرين الاقباط الى شارع ماسبيرو امام مبنى الاذاعة والتلفزيون قادمين في مسيرة من حي شبرا احتجاجا على اعمال العنف الطائفية.
وقال التلفزيون ان متظاهرين اقباطاً رشقوا قوات الجيش والامن المركزي الذين يحرسون المبنى بالحجار وأضرموا النار في سيارتين، مشيرا الى احتراق سيارة للجيش.
وحاولت قوات الامن المركزي تفريق المتظاهرين باطلاق النار في الهواء. ومن شبرا الى ماسبيرو هتف المتظاهرون الذين رفع بعضهم صلبانا "يسقط المشير" محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة البلاد منذ تنحي مبارك. وروى شهود عيان ان الاشتباكات بدأت عندما اطلق المتظاهرون النار على الجنود من أسلحة انتزعوها منهم.

وفي مدينة قنا، نجح قساوسة ومشايخ في نزع فتيل أزمة بين المسلمين والأقباط ليلاً بعد خروجهم متشابكي الأيدي وهم يهتفون معا: "مسلم ومسيحي إيد واحدة " وطافوا في مسيرة بشوارع المدينة.
وكان مئات من الاقباط تظاهروا الثلثاء احتجاجا على هدم الكنيسة مطالبين باقالة محافظ اسوان مصطفى السيد الذي قال انها بنيت من دون تصريح من السلطات وهو ما أثار غضب عدد من المسلمين الشبان الذين أقدموا على حرقها.

وتعليقاً على الاحداث قال شرف :"اتوجه الى كل ابناء الوطن الحرصاء على مستقبله ألا يستجيبوا لدعاوى الفتنة لانها نار تحرق الجميع ولا تفرق بيننا". وأضاف: "ما يحدث الآن ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين وانما هو محاولات لاحداث فوضى واشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يداً واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف". واكد ان "تطبيق القانون على الجميع هو الحل الامثل لكل مشاكل مصر".

وطالب الأزهر بتضافر جهود الحكماء والعقلاء من أبناء الوطن الواحد وتحكيم العقل والتزام الهدوء بتطبيق القانون على الجميع دون تمييز لمواجهة الظروف التي يمر بها المجتمع حاليا وتجنب أية أضرار للاحداث التي شهدها ماسبيرو. وشدد "على ضرورة مراعاة الجميع لظروف البلاد الحالية والتطورات عقب ثورة 25 يناير والحرص على عدم إتيان أي أفعال تهدد الثورة وتعطي الفرصة لاعداء الوطن المتربصين بنا بالخارج ولمعاداة النجاح الذى حققته ثورة 25 يناير".

الى ذلك، أكد مفتي الجمهورية علي جمعة "إدانته الشديدة للأحداث المؤسفة التي وقعت أمام مبنى ماسبيرو، وقدم خالص العزاء للشهداء الذين سقطوا في الأحداث، كما أعرب عن خالص التمنيات بالشفاء لجميع المصابين". وقال: "إن ما حدث ليس مسألة دينية ولا طائفية، وإنما هي همجية تنبذها وترفضها كل الأديان السماوية والأعراف والمواثيق"، داعياً إلى "تطبيق القانون بحزم وصرامة على كافة المخالفين".
وأشار إلى أن "الحل يتمثل في سيادة القانون على جميع المصريين المسلمين والمسيحيين بلا تفرقة"، محذرا "في الوقت نفسه من أنه إن لم يطبق القانون بحزم فستغرق سفينة الوطن في مشاكل كبيرة".  

السابق
ماذا عن أمن أشرف الناس؟
التالي
أسئلة الحيرة والقلق