الجمهورية: حزب الله يتمسّك بالحوار ولا انتصار إلا عبر المقاومة المسلحة

أكد "حزب الله" أنّ "لا سبيل لتحقيق أي انتصار أو استعادة أي حق إلا عبر سلوك طريق المقاومة المسلحة"، مشيرا على صعيد آخر الى "أن المطالب لا تحلّ إلاّ بالحوار والتواصل".

وفي هذا الإطار، أوضح وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش أنّ "الحكومة لم ترفض مبدأ تصحيح الأجور ولا مطالب كثير من أصحاب الحقوق، إلاّ أنها قرّرت أن تبحث في مقدار زيادة هذه الأجور من خلال النقاش والتواصل، وأن يكون هناك درس جدي لتصحيح الأجور والرواتب في القطاعين الخاص والعام"، مشددا على أنّ "الحكومة تتصدى لهذا الملف وستكمل هذا التوجه من خلال الحوار الذي يشكل الخيار الأجدى لمصلحة الجميع".

ورأى فنيش خلال لقاء سياسي في بلدة الصوّانة أنّ "هناك من لا يزال يراهن على إحداث تغيير في المعادلة الداخلية في لبنان، ويتربّص بمشروع المقاومة، ومن يراهن على إسقاط النظام في سوريا، لأنه لم تعد لديه أوراق ذات تأثير في اللعبة الداخلية، ولأن العدو الإسرائيلي بات أعجز من أن يُراهَن عليه في استخدام القوة لإنهاء المقاومة".

وأضاف: "مهما انشغلنا بالوضع الداخلي وملفاته، ومهما كانت التباينات السياسية والملفات الاجتماعية، فإن ذلك لا ينبغي أن يغيّب عن بالنا أبدا، أن هناك عدوا يتربص بنا شرا". وأكد "أن المقاومة لا يشغلها شيء عن متابعة دورها الأخلاقي والإنساني والوطني في مزيد من الجهوزية واليقظة والاستعداد لمواجهة الخطر الإسرائيلي وأي تداعيات قد تنجم عن أوضاع المنطقة وقد يستغلها العدو الإسرائيلي".

وأعلن وزير الزراعة حسين الحاج حسن "أننا نؤيد تطلعات الشعوب العربية إلى الحرية والحديث عن حق الشعوب في تقرير المصير، وهذه الأفكار هي أصلا البنيان الأساسي في فكر المقاومة وسياستها، لكن هل أميركا صارت اليوم القبلة في مفاهيم حرية الشعوب وتقرير المصير؟ وهل أصبحت البيت والمقصد الفكري والعقائدي والسياسي للشعوب المتطلعة إلى الحرية والتحرير والكرامة"؟

كذلك، اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أن "زمن الاعتماد على الخارج لإدارة شأن شعوبنا قد ولّى، وروح المقاومة تنمو وتكبر، ولا أحد يستطيع أن يلوي ذراع هذه الروح"، معربا عن قلقه "لأن قوى النفوذ في العالم تحاول الالتفاف على الحراك الشعبي، وتوجيهه بالطريقة التي تخدم مصالح الغرب، على حساب مصالحنا الوطنية والقومية".

وأسف لأن "بعض القوى المحلية أو الإقليمية، باتت مستعجلة على هذا الالتفاف أكثر من قوى النفوذ نفسها، لأنها ربطت مصيرها بمصير الرهان على قوى الخارج، لتوفر لها سلطة أو موقعاً في هذا العالم".
 
الموسوي

من جهته، ردّ النائب نواف الموسوي على "أولئك الذين يراهنون في لبنان على تحالفات دولية أو يخشون من تهديدات دولية"، سائلا: "ما نفع لبنان إن ربح العالم، ولن يربح، وخسر نفسه؟" وشدد على أن "الأولوية في المرحلة الراهنة هي للحوار الذي يؤدي إلى تصليب وحدتنا على قاعدة تحقيق مصالحنا، وفي طليعتها استعادة الحقوق التي إغتصبها العدو، واستعادة القرار السياسي المستقل من محاولات تريد جعل لبنان بلدا تحت الانتداب الدولي". وأكد أن "لا سبيل لتحقيق أي انتصار، أو أي فوز أو استعادة أي حق إلاّ عبر سلوك طريق المقاومة المسلحة، ومن يدعو إلى إلقاء السلاح عليه أن ينظر من حوله ليرى مشهدين ساطعين في وضوحهما وجلائهما، أولهما، خاتمة مسيرة تفاوضية تفادت السلاح وابتعدت منه لتصل إلى الحائط المسدود، ولم يعد لها بالتالي من خيار سوى العودة إلى الكفاح المسلح والمقاومة مرة أخرى، وثانيهما، أن المقاومة المسلحة تحقق انتصارا تلو الانتصار وقد استعادت معظم الأراضي المحتلة في لبنان وهزمت العدوان الإسرائيلي عام 2006".

ورأى الموسوي "أنّ جدلية المقاومة والاحتلال لن تؤتى ثمارهما في البلد المحتل فحسب، بل إن نجاح المقاومة في كسر النزعة الإمبراطورية، سيفتح باب تغيير النظام الاقتصادي الاجتماعي في الدول الأوروبية التي سلكت نهج الإمبراطورية والغزو والاحتلال"، معتبرا أن من "يندحرون عن منطقتنا يستغلون بعض من أدمن التحالف مع الغرب والعلاقات كسبيل لتحقيق وظيفته السياسية مثل إثارة التفرقة والفتنة".

قاووق

بدوره، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "أميركا لا تزال تبثّ سمومها في لبنان لأنها لا تريد خيرا لهذا البلد، ولا تريد للحكومة اللبنانية أن تستمر، أو أن تعمل، أو أن تنجح"، مؤكدا "أن الحكومة قد نجحت في تجاوز حقول الألغام الداخلية والخارجية وفي التغلب على مشروع التعطيل الأميركي، وهي تنجز ملفا تلو الآخر".

وفي الشأن السوري، شدد على أنّ "المشروع الأميركي في سوريا بدأ يتبخّر"، موضحا أن "سوريا تُستهدف دوليا لأنها تقف إلى جانب حق لبنان وفلسطين في المقاومة، وليس لأن أميركا والغرب يريدان نصرة المطالب الشعبية في سوريا". وأكد أنّ "ليس في القاموس الأميركي مكان أو مكانة للدولة الفلسطينية أو لمسيحيي المشرق، وموقفها داعم للشر المطلق". 

السابق
اردوغان أكبر غلطة عربية
التالي
قصص حب قصيرة