ضحايا نصب حملة الحج يعتصمون في صيدا

«حتى بيت الله اصبح للنصب والاحتيال. مين بعوض علينا؟». تصرخ «الحاجة» فريال جروان وهي تختنق بدموعها، وتضيف، شاكية لـ«الله الواحد الأحد»: «مش عارفين حالنا بين الارض والسما، وين راحوا المصاري؟».
جروان كانت من بين عشرات الفقراء ممن اعتصموا أمس أمام مكتب لشركة سفريات في صيدا يتعامل معها منظّم «حملة الغفران» للحج عدنان م. مطالبين بإعادة أموالهم المنهوبة، أو بتسهيل أمور سفرهم الى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج. أحمد فهد جعبوس، احد الضحايا، يبرز وصلاً موقعاً من صاحب الحملة عدنان م. بتاريخ 5/5/2010 يقرّ فيه بقبضه مبلغ الف دولار. يتمتم جعبوس: «ما بيخافوا الله. بيسرقوا اموالنا. حتى اداء فريضة الحج بات موضع احتيال ونصب؟».
وقد ناشد المعتصمون الرؤساء الثلاثة ومفتي الجمهورية والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى التدخل لحل قضيتهم وتسفيرهم او «اعادة اموالنا المنهوبة»، كما قال احمد محمد دهشة، مردفاً: «والله العظيم كل قرش جمعته بالندر والتعتير، ومبسوط اني بدي حج».
وإلى الأموال الضائعة، سأل معتصمون عن مصير وثائق سفرهم واين اصبحت: هل هي في السفارة السعودية ام يحتجزها مكتب السفريات ام اضاعها عدنان؟ «بدنا نتنقل وما معنا ورقة ثبوتية»، يصرخ عامل مصري يريد تجديد اقامته في لبنان، وهو كان قد سلّم عدنان جواز سفره ليحصل له على تأشيرة دخول الى الاراضي السعودية. 
وكان عدنان م. قد اسس «حملة الغفران» مغرياً لبنانيين وفلسطينيين ومصريين من سكان منطقتي صيدا وصور بأخذهم الى الحج بـ«نص التسعيرة»، زاعماً أن «محسناً سعودياً» تكفل بتغطية بقية التكاليف. اغراء كهذا لا يقاوم، لا سيما من فقراء بالكاد يحصلون على خبزهم كفاف يومهم، خصوصاً أن كلفة الحد الأدنى للحج لدى بقية الحملات تبلغ 2500 دولار. لذلك ادخر كل من هؤلاء مبلغ الف دولار بشق الأنفس وأودعوها لدى عدنان ليكتشفوا، لاحقاً، انهم وقعوا ضحية غش وأن «الحجة» تبخرت ومعها مالهم. وفيما ألقت القوى الأمنية القبض على عدنان، أفاد بعض المقربين منه مراجعيهم بأن المشكلة الاساسية تكمن في أن «المحسن السعودي» تبيّن أنه «منافق». وبين «رجل الأعمال» السعودي، وعدنان، الفلسطيني الحامل للجنسية اللبنانية، ضاعت الطاسة وأموال 860 من الحجاج المفترضين. فيما أفاد بعض المعتصمين بأن مكتب السفريات اشترط ان يدفع كل راغب بأداء مناسك الحج مبلغ 1500 دولار اميركي اضافية، وإلا فلن تكون لأي منهم «حجة» حتى «ولو كانت الناس راجعة». 

السابق
إجماع صيداوي على رفض اتفاقية فندق صيدون
التالي
أزمة اللبنانية وأزمة الطلاب