الانباء: تمويل المحكمة الدولية من أزمة إلى مأزق.. وأول احتدام مباشر بين ميقاتي ونصرالله

تحولت أزمة تمويل المحكمة الدولية إلى مأزق، بعد تسلم رئاسة الحكومة طلبا رسميا من المحكمة وعبر وزارة الخارجية بوجوب ان يسدد لبنان ما عليه من التمويل، في وقت أبلغ فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، رئيس الجمهورية والحكومة اللذين سبق وان أكدا الالتزام بالقرارات الدولية، معارضة اي شكل من أشكال تمويل هذه المحكمة.

وتبلغ ميقاتي رسالة من بان كي مون نهاية سبتمبر الفائت مقرونة بطلب تسديد مستحقات المحكمة على لبنان ومقدارها 33 مليون دولار أميركي، مع تحديد مهلة للدفع لا تتجاوز الأشهر الـ 3.

قرار حزب الله برفض التمويل أبلغ بدوره إلى كل الكتل النيابية المشاركة في الحكومة، وهي كتل عون، فرنجية، بري، والنضال الوطني، من جهته رئيس الحكومة عمم ذلك على وزرائه في الحكومة مع الدعوة الى عدم التداول في هذا الأمر، علما ان ميقاتي أبلغ والرئيس سليمان الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن نية الحكومة تمويل المحكمة عندما يصلها كتاب المحكمة!

هامش للمناورة

مصادر في الحزب أوضحت أسباب التأخر في حسم موقفه من تمويل المحكمة رسميا، وهو ان الحزب أراد إعطاء الرئيس ميقاتي هامشا للمناورة، لكن الموقف النهائي بالرفض الحاسم لتمويل المحكمة سيظهر قريبا.

واعتبرت مصادر الحزب، ان تمويل المحكمة يعني الاعتراف بها، وان الحزب يؤيد كل ما يقوله العماد عون.

الحكومة ليست أهم من المحكمة

وعن ارتداد هذا الموقف على التضامن الحكومي قال المصدر: ان الحكومة بالنسبة للحزب ليست أهم من المواجهة مع المحكمة.

في المقابل، عقد وزراء جبهة النضال الوطني برئاسة النائب وليد جنبلاط اجتماعا تشاوريا لبحث الآثار المترتبة على موقف حزب الله من تمويل المحكمة، وقد وصف مصدر

في الجبهة هذا الموقف بالخطير، سواء داخل الحكومة أو خارجها. بين جنبلاط وحزب الله

وكان لافتا أمس، الانتقاد العلني الذي وجهه وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي لقرار تعيين رئيس للجامعة اللبنانية، هو الوزير السابق المحسوب على حزب الله عدنان السيد حسين، رغم انه لا يجيد من اللغات غير العربية.

وقال العريضي ان الرئيس المعين للجامعة يشغل وظيفة رئيس قسم في ادارة الجامعة، وليس مديرا ولا عميدا، وكان وزراء كتلة جنبلاط تحفظوا على تعيينه رغم علمهم بأنه مرشح حزب الله.

ورد مصدر في الحزب على العريضي بالقول: انه إذا كان السيد حسين لا يتقن اللغات الأجنبية فإن الصحيح ايضا انه لا يتقن ايضا فن الحسابات المصرفية.

وردا على الرد قال العريضي ان منافسة السيد حسين، وهي د.زينب سلامة تتحدث بـ 3 لغات وتحمل لقب عميد في الجامعة اللبنانية.

وكان السيد حسين زار الرئيس ميشال سليمان أمس وشكره على ثقته به فرد الرئيس متمنيا له التوفيق وبأن تعود الجامعة اللبنانية الى دورها الأكاديمي الرائد والوطني المعهود.

ووسط هذا التجاذب الحاد أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال كلمة في حفل التكريم الذي اقامته مدارس «المصطفى» لطلابها الناجحين بحضور عدد من الشخصيات والفعاليات ان «اميركا مارست ضغوطا كثيرة لتمنع تشكيل الحكومة وإذا بالحكومة تتشكل، وحاولت أميركا ألا تسمح لهذه الحكومة بأن تدون بيانا وزاريا يخالف تطلعاتها، فدون بيان وزاري يخالف كل تطلعاتها، وإذ بأميركا مضطرة للتعامل مع من يقف على رجليه، مع من لا يقبل ان يكون منساقا لشروطها، بل بالعكس هي لا تحترم أولئك الذين يتزلفون لها، ورأينا تزلفاتهم من خلال التقارير التي قرأناها على صفحات الصحف».

وأشار الى ان «كل التهويلات التي يمارسونها علينا اليوم بأن اميركا لا تقبل، واميركا تقبل، إذا قبلنا شيئا فغصبا عن اميركا ستقبل لأننا أشخاص نقرر لبلدنا ونحن مرفوعو الرأس ولن نكون أدوات ولا أتباعا ولا نسمع لما تريده أميركا، سنسمع لما يريده أهلنا وبما هو مصلحة لبنان».

واضــــاف: نــحن لـــديـــــنا كـ «حزب الله» سياسات واضحة وأفكار محددة، ورؤى ننظر من خلالها لما نريد، فكثيرة هي التصريحات التي تصدر من اطراف مختلفة تحاول ان تستفزنا وان تستدرجنا الى أجوبة ليعرفوا موقفنا ليردوا علينا، ونحن قرارنا ألا نرد على الكثير من التصريحات التي تصدر، لأننا لا نريد المماحكات ولا نريد تحقيق الأهداف التي يريدونها، ونؤجل الإجابات الصحيحة الى وقتها، ولا نرد على كل كلام، وانما نقول الكلام الذي نتحمل مسؤوليته في اللحظة المناسبة وفي المكان المناسب، وفي الظروف المناسبة.

وفي هذا الوقت احتلت الخروقات السورية للحدود اللبنانية الشرقية والشمالية المشهد الامني، في وقت رأى رئيس الحكومة ان هذه الحوادث ليست بالامر الجديد، وهي تحصل باستمرار.

وكان مواطن سوري يدعى علي الخطيب، المتزوج من اللبنانية هدى حسين البريدي قد سقط بكمين للمخابرات السورية اثناء محاولته اجتياز الحدود باتجاه سورية، عبر اراضي عرسال البقاعية، وسقط احد عناصر الامن السوري في هذه المواجهة.

والخطيب في الحادية والاربعين من العمر، ويقيم مع زوجته على الجانب اللبناني من الحدود الشرقية.
 

السابق
الحياة: ميقاتي يتفق والعمالي على انتظار «المؤشر» والهيئات الاقتصادية تنتقد زيادة الضرائب
التالي
السفير: حوار الأرقام ينطلق.. والعمال والهيئات يرفضون زيادة الضرائب