نقاش فايسبوكي يشكو التعديات وغياب القانون

بالأمس كتب منهال الأمين، وهو ناشط سابق في صفوف "حزب الله" وعامل في مكتبه الاعلامي تعليقاً في صفحته على "فايسبوك" أبدى فيه انزعاجه مما يجري في الضاحية الجنوبية لبيروت، سرعان ما اثار ردوداً من كثيرين معنيين بالواقع السيئ الذي تعيشه المنطقة، والذي كان السيد حسن نصرالله تحدث عنه سابقاً عندما اثار موضوع المخدرات.
لكن يبدو ان الحل صار عصياً الى درجة ان كثيرين باتوا يتمنون نقل سكناهم من تلك الضاحية الى ضواح أخرى أكثر انتظاماً، والخروج من تلك البؤرة التي تحولت عبوة قد تنفجر بأصحابها، أو الأحرى بالقيمين عليها.
لسنا هنا في صدد قراءة سياسية للموضوع ولكن تكفي تعليقات الشباب الذين ردوا على الأمين أو تفاعلوا معه لتبيان الحقيقة والاطلاع على انماط تفكير جديدة ومفيدة في آن واحد. وربما التفكير ملياً في شباب آخرين ومعهم في آلية البحث عن الدولة ومؤسساتها، وربما فتح الجدل حول فكرة "ما العمل؟" هل لدى أي منا اقتراحات لتفعيل عمل المؤسسات؟

كتب منهال الأمين: أشارك جميع الاصدقاء انزعاجهم (وهذا تعبير ملطف) مما يجري في الضاحية من مخالفات وازعاج دراجات وطيش ورعونة مراهقين وقلة احترام كل ما هو خاص وكثرة التعدي على ما هو عام… وغياب الدولة، وأنا غير مقتنع بأنها مغيبة وغير غائبة ومقصرة… واعترض بشدة على من يرى في الامر مبالغة… ولكن اسأل الجميع سؤالاً كبيراً لا يحتمل الاجابات السريعة ولا المتسرعة ولا الجاهزة تحت الابط. أرجو التأمل والتفكر في… "ما العمل"؟ وكل من موقعه وحسب امكاناته حتى لو كان اقتراحاً أو تمنياً أو نظريات صعبة التطبيق.

انتهى نص الأمين وتوالت التعليقات كالآتي:
¶ فادي يوسف شاتيلا: الوضع أصبح كارثياً، شبيحة الفانات وشبيحة الموتوسيكلات وزعرنة الاركلجية وأوكار الدعارة وشو ما بدك بتلاقي، ولا تنسَ الخوات في بعض الاحياء.
¶ مروان حجازي: الحل يبدأ بتطبيق القانون ومش كل ما فات أزعر على الحبس بيجي نائب بطلعو. 
¶ منهال الأمين: مريم مشكلتنا اننا ننام على ضيم الواقع السيئ… ورغم ما عندنا من انجازات وطنية حقيقية… وشكراً على اقتراحك… فراس هوذا ولا شك… فادي ما تخشى من شي الا ان تضع يدك على خدك تنتظر الفرج… الهدف من الكلام اعلاه هو البحث عن خطوات عملية وبدون حسابات ضيقة مهما كانت.
¶ مروان حجازي: صح بس يا خيي ليصير في دولة عنا. من كم يوم شرطي سير أكل قتلة من شوفور فان لأنه أوقفه عند الاشارة. هيدا لو ما كان مغطى وعارف ما حدا بيطالو بيسترجي يعمل هيك.
¶ حسن زراقط: بالنسبة لي، لا حل (على الأقل حالياً) إلا بأن أغادرها.
¶ ماهر سليمان: مجتمعنا في الضاحية الجنوبية غالباً ما يغلب عليه الطابع العشائري ولا يكون الحل إلا من خلال هذه العشائر، لأن الدولة غير قادرة ان تتدخل في ظل القانون العشائري ولا الاحزاب ("حزب الله" و"أمل") الأكثر فعالية بالضاحية… ما لنا غير تثقيف الجو العام وادخال مفاهيم اخلاقية تكون مؤثرة في هؤلاء الناس الذين أغلبهم من أبنائنا.

¶ ميريام سَمعا: أقترح أن تقوموا بتشكيل لجان شعبية على أن يترأس كل لجنة زعيم الحي المشاكس وأكثر شخص مخالف وليشارك الشباب أصحاب المشاكل وتكونوا أنتم المثقفون مجرد أعضاء في اللجان، صدقني ستجدون الحلول عندهم وستصبح المدينة هادئة وسيحافظ المراهقون على النظام لأنهم سيشعرون بالمسؤولية. مجرد اقتراح لا أعرف نمط العيش في الضاحية لكنه يبدو مرعباً.
¶ فراس الأمين: الدولة، والانتماء الى الدولة، هما خيارنا الأفضل والوحيد.
¶ محمد درويش: على الأحزاب الموجودة أن تأخذ قرارها… إما أن تتحمل المسؤولية كاملة في حماية الناس وممتلكاتهم وصحة أولادهم، أو أن تعطي الحرية الكاملة للدولة وتضعها أمام مسؤوليتها في حماية مجتمعنا. لا يمكن ان نبقى من دون مرجعية تضبط أمن جمهور المقاومة. المجتمع المنتشر فيه الفساد لا يستطيع أن يبقى مقاوماً، فهذه نقطة ضعف في جمهورها يمكن استغلالها.

¶ أبو أمين: تجربة اللجان والاحزاب أثبتت فشلها منذ أيام الفلسطينيين، ويجب على الدولة وبمباركة الاحزاب أن تأخذ دورها وعلى الاحزاب أن ترفع الغطاء بشكل جدي عن كل المخالفين.
¶ مهدي المولوي: إذا عاقب أب ابنه في الضاحية فإن الاعلام سيحول الموضوع شأناً سياسياً حزبياً، كما حصل عند قيام الاهالي بقفل محلات المشروبات الروحية. لذلك أرجو الابتعاد عن كل ما هو شعبي ومناطقي وحتى عشائري (كاللجان) وتوكيل الموضوع لجهة (حكومية موثوقة) مع الأخذ في الاعتبار بعض الخصوصية التي لها علاقة (بالموضوع الأمني).
¶ غزال الأمين: ما العمل؟ ما في أي عمل رح يزبط الوضع. نحنا تعودنا هيك يكون بلدنا. والدولة صار التمني معها مستحيل. 

السابق
مصيبة النسبية تعيد مجدداً لقاء حلفاء الأمس الاشتراكي والمستقبل
التالي
علماء الشيعة السعوديون يستنكرون العنف ويتوسطون لتهدئة الأوضاع في العوامية