الحوت: المرجعيات مرتبطة بالشعوب لا بالأنظمة

قال النائب د.عماد الحوت لـ «الأنباء» تعليقا على بيان القمة الروحية التي انعقدت في دار الفتوى ان المرجعيات الدينية هي مرجعيات للشعوب وليست للأنظمة، ولا هي موظفة عند أنظمة، لافتا الى ان المطلوب من المرجعيات الدينية ان تعيد اصطفافها من جديد وفي الموقع الصحيح المدافع عن حق الشعوب في الحرية والكرامة والحياة الآمنة وكل المعاني التي تحرص عليها الأديان، معربا عن اعتقاده ان دار الفتوى تتفهم هذه الأبعاد وان المطلوب من غبطة البطريرك الراعي ان يتوقف عن الخطاب الذي انتهجه نتيجة معلومات خاطئة أعطيت له عن الواقع المسيحي في سورية والخوف على المسيحيين في المنطقة. داعيا إياه الى العودة الى الخطاب الجامع الذي لا يثير الغرائز الطائفية ويعيد المسيحيين الى الوراء ليعودوا أقلية بحاجة الى حماية. ورأى ان دور المسيحيين في المنطقة وفي لبنان تحديدا أكبر من الدور الذي صدر عن البطريرك الذي يقول انهم بحاجة الى حماية لافتا الى ان المسيحيين هم شركاء كاملون ومواطنون كاملو الحقوق والواجبات.

أما بشأن الحديث عما تتعرض له الأقليات في المنطقة فسأل النائب الحوت: أين دور الأقليات في سورية الآن؟ وأين دور الأقباط في مصر حسني مبارك؟ معتبرا انه لا دور لهم ويعيشون حالة قلق، مشيرا الى ان الأنظمة لا تؤمن الحماية، ورأى ان التهجير الذي حصل في العراق لم يطل المسيحيين دون غيرهم بل كل فئات الشعب العراقي الذي تعرض لأزمة كان ومازال المسؤول الأول عنها الاحتلال الأميركي، مشيرا الى ان الخطر الذي تعرّض له مسيحيو العراق ليس خطرا متوقفا على انهم مسيحيون بل ان الخطر طال كل شعب العراق نتيجة الاحتلال الأميركي ونتيجة زرع بذور الفتنة الطائفية والمذهبية من قبل هذا الاحتلال، وسأل: أين الخطر الذي تعرض له مسيحيو سورية خلال 6 أشهر من الثورة؟! مؤكدا انهم جزء من الشعب السوري ومن الحراك الشعبي وان النظام يحاول ان يضعهم في وجه الثورة ليكونوا وقودا لاستمرار وجوده. وردا على سؤال حول تخوف البطريرك الراعي من ان يكون البديل عن النظام في سورية نظاما متطرفا قال النائب الحوت: هل الشعب السوري متطرف ويميل الى سفك الدماء والقتل والظلم؟! وكيف يكون متطرفا وهو يقاوم منذ 6 أشهر ويتعرض للتنكيل ويسعى الى التحرر من الظلم؟!

لافتا الى عدم وجود أي معطى يشير الى هذا الخوف الا اذا كان النظام السوري نفسه استدرج هذا الشعب الى فتنة طائفية، مؤكدا ان الشعب السوري المسالم الذي يقود ثورته السلمية سيحدد خياره في نظام الحكم وشكله ومن سيحكم وسيكون الحكم آتيا من الشعب والمسيحيون جزء أساسي منه عندها فقط سيكون المسيحيون في أمان لأنهم جزء من مجموع الشعب السوري. واوضح النائب الحوت ان المتابع لمواقف بابا الفاتيكان مما يحصل في سورية واستخدامه تعبير الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري يدرك ان هناك تباينا في المواقف، معربا عن اعتقاده ان موقف البابا مؤيد للشعوب وان موقف البطريرك الراعي تم اظهاره وكأنه في وجه الشعوب ومع النظام، مشيرا الى حال الانقسام في الساحة المسيحية حول مواقف سيد بكركي وبالتالي هذا الموقف الذي صوّر بهذا الشكل ليس موقفا جامعا للكنيسة المسيحية وليس هناك إجماع للكنيسة حوله. وأكد ان الحركة الإسلامية سواء في عالمنا العربي أو في لبنان هي ضمانة من ضمانات استقرار الواقع المسيحي في هذا الشرق لأنها وحدها لم تقع في دماء لا مسيحي ولا غير مسيحي، مشددا على ان الحركة الإسلامية مصرة اليوم على ان تكون الأنظمة الناتجة عن الثورات العربية أنظمة مدنية يشعر فيها كل مواطن بأنه جزء منها وجزء من قرارها وبالتالي له موقع فيها، لافتا الى ان الكرة بيد المسيحيين الذين عليهم ان يحددوا هل هم مع الشعوب ولهم ما لها وعليهم ما عليها وبالتالي يعيشون حالة الاستقرار وليس شعور الأقلية التي هي بحاجة الى حماية أم هم منحازون الى أنظمة إذا زالت عندها فقط يكون وضعهم في خطر؟

أما على صعيد العلاقة بين دار الفتوى وتيار المستقبل والحديث عن الخلافات المستعرة بين الطرفين فأكد النائب الحوت على وجود تباين في وجهات النظر بين دار الفتوى وتيار المستقبل انما ذلك لا يعني ان هناك خلافا عميقا، مشيرا الى لقاء جمع المفتي الشيخ محمد رشيد قباني والرئيس فؤاد السنيورة لتوضيح وجهات نظر الطرفين، لافتا الى محاولة بعض الفرقاء زرع نوع من الفرقة في أوساط الساحة الإسلامية السنية من خلال تظهير صورة لسماحة المفتي وكأنه انحاز الى فريق معين في مقابل فريق آخر، واشار الى ان دار الفتوى مرجعية قائمة بذاتها ولها الحق ان تتخذ الموقف الذي تراه مناسبا ويحقق مصلحة الطائفة السنية لافتا الى ان هذه المرجعية مكملة للمرجعية السياسية والتناغم في إطار الطائفة أمر مطلوب. وحول اعتبار البعض ان المفتي قباني انتقل الى صفة الوسطية الداعمة للرئيس نجيب ميقاتي، أوضح النائب الحوت انه ليس مطلوبا من المفتي قباني ان يكون ضد رئيس الحكومة سواء كان الرئيس ميقاتي أو غيره، مشددا على ان دار الفتوى هي مرجعية قائمة بذاتها ولها الحق ان تعبر عن موقفها بحرية ووضوح. 

السابق
الكوريّة تفتتح صفّاً للفنون اليدويّة في البرغليّة
التالي
الداعوق: تمويل المحكمة يحل بالحوار