شر القتال

كلما شهدت الساحة العربية تطوراً كلما ازدادت النقاشات في لبنان سخونة.
الاختلافات في الرأي في لبنان باتت شبه عامودية بعدما كانت توسعت افقياً. يحلو للبنانيين ان يطرزوا آراء للخارج وهم كانوا الى اجل قريب غارقين في الدماء.
ان سارت تظاهرة في مصر يسارع اللبنانيون الى تفحص شعاراتها، يناقشون حتى في قانون الانتخاب هناك.
ان قام مجلس للمعارضة السورية في الخارج قام من قال: هذه خيانة فيما الآخر يقول: وهل ينتظرون حتى يقضى على الصورة؟

تنحو النقاشات صوب آفاق سوريالية فيما الاوطان ذاتها على كف عفريت اذ يتمسك فريق بالعروبة اولاً فيما فريق ثالث يقول بالديموقراطية وفريق ثالث يقول بالكرامة.
يجلس فريق في الظل سائلاً: ما هي القواسم المشتركة بيني كلبناني وبين اي صومالي او موريتاني او جيبوتي؟
وفريق يقول: هل يجمعنا الاسلام أم تجمعنا العروبة أم الاثنان معاً؟ وماذا عن غير المسلمين أو غير العرب؟
ثم يكون السؤال: هل نبدأ بفلسطين أم نبدأ بالعدالة الاجتماعية والبطالة والإنماء؟

لا شيء موحداً حتى الآن، تنزلق النقاشات احياناً في اتجاه التقوقع الطائفي او المذهبي وأحياناً اخرى تبدو غارقة في شعاراتية ثورية جوفاء الى حد مضحك.
لا أحزاب في لبنان. مجموعات سياسية طوائفية. انتهى عصر الاحزاب العقائدية. فشل اليسار والعروبة لم تنجح في ان تكون عاملاً توحيدياً.
اقصى الأماني ان تنجح النقاشات العمالية في رفع الحد الادنى للأجور وكفى الله المؤمنين شر القتال.
  

السابق
الاعتراف بالمجلس السوري
التالي
الانباء: واشنطن تدعو لبنان لحماية المعارضين السوريين على أراضيه