الانباء: واشنطن تدعو لبنان لحماية المعارضين السوريين على أراضيه

تراجع ملف تمويل المحكمة الدولية عن واجهة الاهتمامات السياسية والاعلامية في لبنان، مقدمة لتمريره بمعزل عن التشنجات والتجاذبات المعروفة، ليتقدم موضوع التعيينات والمسائل الحياتية استباقا للإضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العمالي في 12 أكتوبر.

ويرى الرئيس ميشال سليمان في هذا السياق ضرورة تفعيل العمل الحكومي ويصر على قانون انتخابات جديد، وعلى حوار يتقبله وينسجم معه مختلف الفرقاء.

الرئيس سليمان كشف عن تمنيات سفراء على لبنان بتأجيل ترؤسه لمجلس الأمن الدولي لئلا يحرج في مواقف، خصوصا في الشأن السوري، «الا أننا أصررنا لأن الواجب يفرض علينا، ولدينا حدود، فلماذا لا نستغلها وموقعنا هو هو، سواء كنا في لبنان أو في مجلس الأمن».

وقال عن الوضع السوري انه يسير باتجاه الديموقراطية، متمنيا أن يتم ذلك بأقل كلفة ممكنة.

ورفض الرئيس سليمان في حديث لصحيفة «الشرق» البيروتية التعليق على قول النائب وليد جنبلاط ان المسدس في رأسه، وقال كل شخص يتكلم عن نفسه، معلنا ان دور لبنان كان فعالا ومميزا في مجلس الأمن.

وقال ردا على سؤال ان البطريرك بشارة الراعي ليست لديه هواجس على مسيحيي لبنان، بل هو يخشى على المسيحيين في الشرق لأنهم يتطلعون الى لبنان كملاذ لهم.

وأكد سليمان على انعقاد طاولة الحوار، لكنه لم يحدد فترة زمنية معينة لأن فريقي الحوار لم يتطابقا بعد على موضوع الحوار، محددا الموضوع الذي سيطرح وهو الاستراتيجية الوطنية للدفاع. آسفا لأنه لم يتمكن حتى الآن من وضع برنامج لتسليح الجيش، كاشفا عن أنه عندما زار طهران طلب إعطاء لبنان سلاحا ومن دون مقابل.

ووصف العمل الحكومي بالمعقول، وانه يحتاج الى إنتاج وتفعيل أكبر، معتبرا ان الوضع صعب وليس سهلا وان موضوع تمويل المحكمة الدولية يدرس بعناية، وهدوء ومن دون ضجيج، متمنيا حصوله لأن لبنان ملتزم بذلك. ثم قال: لكن التمويل لا يلغي ملاحظات البعض على المحكمة.

وعن التعيينات الادارية قال الرئيس سليمان: نحن في انتظار ان يطبق كل وزير الآلية ويختار من يعينهم في الشواغر القائمة، مشددا على أن هيكلية الأمن في مختلف الدول أصبحت معقدة وكثيرة ونحن في لبنان مازلنا على العقلية القديمة. «الاسكوا» إلى ضبية

ويجتمع مجلس الوزراء في بعبدا اليوم وعلى جدول أعماله 159 بندا متخما بالأمور الحياتية والتعيينات، فضلا عن الأمور الأمنية المتصلة بوجود الأمم المتحدة إدارة وقوات على الأراضي اللبنانية.

وذكرت مصادر أمنية أنه تم توقيف شخص وجه تحذيرا بخط اليد الى مركز الأمم المتحدة في بناية جيفينور.

وعلى جدول الأعمال أيضا مشروع قانون لإصدار سندات خزينة بالعملات الاجنبية لإيفاء الديون على الدولة للمستشفيات وقيمتها نحو 120 مليار ليرة لبنانية.

ويبدو أن فريق حزب الله نجح في إدخال بند تعيين رئيس للجامعة اللبنانية وهو الوزير السابق عدنان السيد حسن، بعدما توصل الى إقناع الرئيس ميشال سليمان به، وإزالة تحفظه عليه، بسبب إخلاله بتوجهات الرئيس الذي اختاره وزيرا. علما ان وزير التربية الوطنية والتعليم العالي حسان دياب وضع خمسة أسماء لرئاسة الجامعة.

وسيحاول وزراء كتلة عون الاستئثار بمناصب المسيحيين في الادارة والقضاء، خصوصا رئاسة مجلس القضاء الأعلى.

إلا ان الرئيس سليمان وفعاليات مسيحية أخرى، تقف لهم بالمرصاد.

وسيحاول وزير الاتصالات العوني الإطاحة بالمدير العام «لاوجيرو» عبر تحميله مسؤولية تقصير الوزارة في مواضيع الهاتف والإنترنت التي تواجه صعوبات جمة منذ تسلم الصحناوي هذه الوزارة.

وبملاقاة موقف رئيس الجمهورية من تمويل المحكمة، شددت أوساط الرئيس ميقاتي على ان تمويل المحكمة الدولية، وكي نصل الى النتيجة المرجوة منه، يتعين ان تتم معالجته بهدوء وروية، وبعيدا عن الصخب الإعلامي ومن دون ان يشكل هذا الأمر تحديا لأي فريق.

ميقاتي ينفي زيارة دمشق سراً

وفي غضون ذلك، نفى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي صحة خبر نشرته صحيفة المستقبل ومفاده ان رئيس الحكومة زار دمشق سرا خلال زيارته لفرنسا مطلع الشهر الماضي، والتقى في المطار بوزير الخارجية السورية وليد المعلم ومسؤول المخابرات السورية السابق في لبنان رستم غزالة، ثم عاد الى باريس ومنها الى بيروت.

وقال بيان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة ان هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلا، علما ان زيارات رئيس الحكومة تكون زيارات رسمية ومعلنا عنها وفقا للأصول.

وكانت «المستقبل» ذكرت ان وزير الخارجية السوري طلب من ميقاتي جس نبض الإدارة الأميركية ووزيرة الخارجية الأميركية تحديدا، حول استعداد القيادة السورية مقايضة تسهيلات إقليمية على المسارين الفلسطيني والعراقي في مقابل تخفيف الولايات المتحدة ضغطها عن النظام السوري، والمساهمة في تخفيف الضغط الدولي.

وقال المصدر الذي روى هذا انه كان بإمكان الوزير المعلم القيام بالمهمة عينها، أثناء وجوده في نيويورك إلا انه أراد جس نبض الإدارة الأميركية عبر طرف ثالث.

وفي السياق السوري، سجل أمس موقف متقدم وصريح للإدارة الأميركية، مما يحكى عن تعرض سوريين معارضين لمضايقات في لبنان، فقد زارت السفيرة الأميركية مورا كونلي وزير الدفاع اللبناني فايز غصن المحسوب على كتلة «المردة».

وقالت كومالي انها ناقشت مع الوزير برنامج زيارة العماد جان قهوجي قائد الجيش الى الولايات المتحدة بدعوة من قائد الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، داعية لبنان لحماية المعارضين السوريين على أراضيه. 

السابق
شر القتال
التالي
العزوف رأي ثالث