وهاب: للتوقف عن تمويل المحكمة لا بل فك البروتوكول معها

 ستقبل الرئيس عمر كرامي، قبل ظهر اليوم في دارته في بيروت، وفدا من تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ حسان عبد الله، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا اليوم بلقاء دولة الرئيس عمر كرامي، وكان اللقاء مناسبة للتباحث في عدة قضايا، أهمها الوضع في سوريا بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الاسبوع الماضي. فقد طمأننا الرئيس كرامي عن الوضع في سوريا، ونحن نعتبر ان الذين يريدون النيل من سوريا، انما يريدون النيل من ممانعتها ومقاومتها للمشروع الصهيوني".

واعتبر الشيخ عبد الله "ان اضعاف سوريا هو اضعاف للخط المقاوم"، مشيرا الى "اننا لن نرضى بذلك"، وقال: "ان البديل المطروح عن النظام في سوريا بالنسبة لهؤلاء هو الفوضى والتقسيم. وقد بدأت مؤشرات هذه الفوضى من خلال عمليات الاغتيال السياسي والعلمي. ونغتنم الفرصة لتوجيه العزاء لسماحة مفتي سوريا الشيخ احمد حسون على استشهاد نجله، واننا نعتبر ان ما يحصل اليوم هو مؤشر خطير لما يمكن ان يحصل في بقية العالم الاسلامي، لذا على الانظمة في العالم الاسلامي ان تنتبه الى ان النار ستشتعل في كل البلدان جراء ما يحصل في سوريا".

اضاف: "كذلك عرضنا موضوع الدولة الفلسطينية، واننا نعتبر ان الولايات المتحدة الاميركية ليست وسيطا نزيها، وليست مجرد وسيطا في النزاع مع الكيان الصهيوني وانما هي مؤيدة لهذا الكيان، وبالتالي فهي ستستخدم الفيتو ضد مشروع الدولة الفلسطينية ما يؤكد على ما طرحناه مرارا وتكرارا. ان الحل الوحيد هو في المقاومة حيث هي السبيل الوحيد لتحرير أراضينا من كل المحتلين".

وأشار الى انه تم التطرق الى "مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وقال: "نؤيدها بالكامل وخصوصا لجهة القمة الروحية التي عقدت في دار الفتوى. واننا ندعو الى تكاتف شعبي يؤدي الى اخراج لبنان من محاولات ايقاع الفتنة بين ابنائه"، معتبرا "ان مواقف القادة الروحيين في لبنان يجب ان تكون منسجمة مع ما صدر عن دار الفتوى لان النزاع ليس نزاعا مذهبيا او طائفيا، وانما النزاع هو سياسي بين اركان السياسيين".

فاضل

ثم التقى الرئيس كرامي النائب روبير فاضل يرافقه وفد من لجنة مجلس انماء طرابلس. بعد اللقاء، قال النائب فاضل: "التقينا دولة الرئيس كرامي بعد ان أسست مجموعة من رجال الاعمال في طرابلس مجلس انماء طرابلس، بهدف خلق صندوق استثمار وفرص عمل"، مشيرا الى انه انبثقت عن هذه المبادرة لجنة متابعة تقوم اليوم بزيارة الرئيس كرامي".

وقال: "وضعناه في اجواء الافكار المطروحة وطلبنا دعمه. ونشدد على ان هذه المبادرة بعيدة عن العمل والصراع السياسي كي ننطلق ونباشر في تأسيس شركة وتفعيل القطاع الخاص في طرابلس وخلق فرص عمل جديدة".

سئل: هل ستلتقي بقية الاطراف السياسية؟

اجاب: "نعم، وطبعا سنقوم بزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المالية محمد الصفدي لوضعهما في اجواء المبادرة وطلب دعمهما. كما طلبنا دعم الرئيس كرامي، لافتا الى الجهود الكبيرة للانطلاق باسرع وقت ممكن".

سئل: ما هو موقفكم من السجال السياسي الحاصل على صعيد تمويل المحكمة الدولية؟

اجاب: "ان الذي يجري الحديث عنه، أكان داخل الحكومة او في الاكثرية او المعارضة يصب في الاتجاه نفسه، وهو ان على لبنان ان يقوم بالتزاماته الدولية. فانا من مؤيدي هذه الفكرة، والا فاننا نكون نخاطر ونخرج عن تاريخ لبنان المؤسس للامم المتحدة.

الداود

ثم استقبل الرئيس كرامي النائب السابق فيصل الداود، الذي اشار الى انه تم التباحث في عدد من القضايا المحلية والاقليمة والدولية وانعكاساتها على لبنان، وقال: "لقد طمأننا الرئيس كرامي ان الوضع في سوريا جيد، فهم مرتاحون وتجاوزوا مرحلة كبيرة من الخطر على الوضع الداخلي السوري، وانهم بدأوا مرحلة الاستقرار التدريجي، وهذا الامر يريح لبنان، لان ما يجري في سوريا ينعكس على لبنان، وما يجري في لبنان ينعكس على سوريا، لان الوضع الجغرافي والحياتي والمعيشي ينعكس على الاثنين معا".

اضاف: "نؤكد التزامنا الكامل كحركة نضال لبنان العربي بالنظام النسبي في الانتخابات النيابية، لانه يزيل هيمنة امراء الطوائف على هذا البلد ومن ناحية اخرى يؤكد الانتماء الوطني العام ويجعل المشاركة فعلية من كل الاطياف والاطراف، ويحفظ حقوق الطوائف التي تسمى اقلية في لبنان".

وهاب

ثم استقبل الرئيس كرامي رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب الذي قال بعد اللقاء: "تحدثنا مع دولة الرئيس في عدة مواضيع، أولها موضوع قانون الانتخابات، وخصوصا أنه بدأ النقاش الجدي حوله ونحن متمسكون بالنسبية. اليوم، التقيت رئيس الجمهورية، وكنا مرتاحين كثيرا لتمسكه بمشروع النسبية ودعمه له، وكذلك دولة الرئيس كرامي الذي يعتبر ان المشروع أساسي بالنسبة له. تمسكنا ليس من منطلق حسابات خاصة او حسابات سياسية، هذا التمسك سببه ان قانون النسبية سيدخل الى مجلس النواب عنصرا جديدا ويلغي الكثير من الاصطفافات الطائفية والمذهبية".

أضاف: "أتمنى على الحكومة ان تناقش قانون الانتخاب باكرا وان لا تصل الى وقت تضع الناس فيه أمام أمر واقع وتجبرهم على ان يعودوا الى القانون الحالي الذي فيه تكريس للكراهية والمذهبية والطائفية والمناطقية ومحاولة الغاء الاخرين وتغليب المال والاقطاعات المالية على كل المبادىء السياسية الاخرى. لذلك نحن نتمسك بقانون النسبية".

وتابع: "بحثنا في موضوع المحكمة الدولية واستهدافاتها وموضوع تمويلها، فنحن عند رأينا، وهنا لا ادري على ماذا يستند الرئيس نجيب ميقاتي حتى يعلن في الخارج عن كل هذه الوعود عن المحكمة. نحن كفريق، نرفض تمويل المحكمة. سمعنا انه تم التجديد لقاضيين لبنانيين في المحكمة الدولية، وهذا الامر حصل منذ ايام وهو مستغرب. وهنا لا ادري اذا كانت الحكومة على علم بهذا الامر وقد يكون تم التجديد بشكل روتيني وتم تهريبه. ولكننا كنا وقبل ان نكون اكثرية قلنا ان المطلوب سحب القضاة ووقف التمويل وحتى وقف التعامل مع هذه المحكمة الدولية. لا ادري في اي حسابات مر موضوع التجديد للقضاة".

وتابع: "في كل الاحوال، يجب التوقف عن تمويل المحكمة، لا بل الذهاب اكثر الى فك البروتوكول معها عندما يحين وقت تجديده والذي نعتبره مخالفا لكل الاعراف والقوانين اللبنانية حيث لم يوقعه رئيس الجمهورية ولم يمر على مجلس النواب، وقد تم تهريبه في مرحلة كانت الولايات المتحدة الاميركية وبعض القوى في الخارج بحاجة لتمرير هذا القانون".

سئل: لقد بلغت سوريا مرحلة خطرة اي موضوع الاغتيالات، كيف تنظرون الى هذه المسألة؟

اجاب: "بتقديري، الموضوع السوري انتهى، وقد تكلمنا مع الرئيس كرامي في هذا الموضوع، فهو عائد من لقاء الرئيس الاسد ومطمئن. فعلا ان الوضع في سوريا يوحي بالاطمئنان فسوريا تجاوزت الخطر الذي كانت عليه منذ ثلاثة اشهر ولم يعد هناك من خطر لسقوط سوريا. الخطر الآن من أمرين، محاولة التخريب الامني في سوريا كما حصل مع مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ احمد حسون الذي نعتبره مفتي بلاد الشام والامة وليس مفتي سوريا، في انفتاحه وعقله المنفتح ونوعه وطرحه للاسلام الحقيقي المتسامح، وليس فقط في سوريا وفي امتنا العربية، فقد لعب دورا مع الاوروبيين والغرب في النقاش حتى اظهر الوجه الجميل لديننا الاسلامي، لذلك استهدف قصاصا له على موقفه، ولكن اعتقد انه سيكون اكبر من هذا الاستهداف".

ورأى ان الوضع في سوريا مستقر بنسبة 85 او 90 في المئة وأن الموضوع الداخلي اصبح وراءنا"، وقال: "كما يقول السوريون فانهم انتقلوا الى المرحلة الخامسة من الاستهداف وهي الاخيرة، عبر التفجيرات والاغتيالات، وقد تأخذ وقتا معينا للعلاج، ولكن علاجها حتما سيكون طويلا وسهلا، لانها ستحصر في عصابات مسلحة تقطع الطرقات. اما المرحلة الثانية فهو الاستهداف الاقتصادي واعتقد ان القيادة السورية بدأت بمعالجة هذا الموضوع بشكل جدي بالتعاون مع كثير من الحلفاء في هذا المحور الذي لن يقبل ان تسقط سوريا تحت اي ظرف من الظروف".
والتقى الرئيس كرامي الوزير السابق الياس سابا وعرض معه الاوضاع. 

السابق
إيقاف مروجي عمولات مزورة في النبطية
التالي
عسيران: الأوطان لا تزدهر إذا حكمتها تناقضات طائفية وسياسية