فضل الله: الوحدة الإسلامية هي الأساس لحماية الوحدة وتحصينها

 زار العلامة السيد علي فضل الله مدينة صيدا، على رأس وفد من مكتبه ومؤسسات المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، وكانت المحطة الأولى في منزل رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء، الشيخ أحمد الزين، حيث تم عرض للأوضاع الإسلامية العامة والوضع اللبناني.

وبعد اللقاء، تحدث الشيخ الزين قائلا:"نحن في الجنوب ولبنان في حاجة إلى السيد علي فضل الله الذي يحمل راية والده، راية الوحدة الإسلامية، لنواجه كل المخططات الساعية لزرع بذور الفتنة بين المسلمين السنة والشيعة، ونحن نرحب بالسيد فضل الله كمرجعية للمسلمين جميعا في لبنان، لأنه داعية من دعاة الوحدة الإسلامية الذي كان رمزا لهذه الوحدة، كما كان رائدا للوحدة الوطنية والإنسانية والحضارية، ونحن بأمس الحاجة إلى هذه الراية الوحدوية المهمة، وخصوصا في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.

حمود

ثم زار فضل الله والوفد المرافق إمام مسجد القدس، الشيخ ماهر حمود، حيث كانت جولة أفق في الأوضاع الإسلامية والعربية الراهنة، وقال الشيخ حمود بعد اللقاء: "نرحب بالسيد علي فضل الله والوفد المرافق، ونعتز برؤيتهم وبالتداول معهم في الأمور الإسلامية والسياسية والعلمية، ونحن نقدر الإرث الثقافي والديني والسياسي والعلمي الذي تركه المرجع الراحل المجتهد العاقل الواعي المستنير، السيد محمد حسين فضل الله، هذا الإرث الذي زرعه، فكان نبتة طيبة في أرض الإسلام، وستبقى هذه النبتة في نمو وتصاعد لجعل الوحدة الإسلامية قوية، فلا تهتز أمام الفتن التي يراد منها القضاء على وحدة المسلمين ومقدراتهم.

سوسان

وكانت المحطة الأخيرة في الزيارة عند مفتي صيدا والجنوب، الشيخ سليم سوسان، في دار الفتوى بصيدا، حيث جرى عرض للوضع الإسلامي العام، والتحديات التي تواجه مسيرة الوحدة الإسلامية.

وتحدث المفتي سوسان بعد اللقاء قائلا: "نرحب بالسيد فضل الله في مدينته وبين أهله، وفي هذه الدار التي هي دار المسلمين جميعا، ونؤكد معه ـ وهو الذي يحمل الإرث الكبير لوالده المرجع فضل الله ـ وحدة الصف الإسلامي، ونرى أن الخلاف الفقهي أو الشرعي بين السنة والشيعة ليس مدعاة للصراع، وليس في إطار الفتنة التي أصبحت وراء ظهورنا، كما نؤكد وحدة الكلمة والتوجه في مواجهة العدو الصهيوني، وثوابتنا الإيمانية والوطنية في نبذ الفتنة الطائفية والمذهبية، ووحدة هذا الوطن، والدولة العادلة، دولة القانون والمؤسسات التي يأخذ فيها كل صاحب حق حقه، بصرف النظر عن انتمائه الديني أو السياسي وما إلى ذلك".

فضل الله

ثم أدلى العلامة السيد علي فضل الله بتصريح استهله بالقول:" تأتي هذه الزيارة في سياق تعميق التواصل والحوار بين المسلمين، وبين المواقع والقيادات الإسلامية على وجه الخصوص، ولا سيما في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان، وتمر بها المنطقة العربية والإسلامية، هذه المرحلة التي تشهد بروز تحولات على أكثر من صعيد، تفرض مزيدا من التلاقي والحوار، لتعزيز مسيرة الوحدة الإسلامية، والعمل لحمايتها في ظل الأجواء الإعلامية والسياسية العاصفة التي تحاول استغلال الأحداث الجارية في المنطقة، لإثارة الحساسيات المذهبية والطائفية، وإشغال الواقع الإسلامي والعربي بمشاكل وأزمات تخرجه عن أهدافه وتطلعات شعوبه نحو التغيير والخلاص من الاحتلال..
وقد أكدنا في هذه الزيارة جملة من الأمور، أبرزها:

أولا: لقد جرى تقييم مبدئي لمسيرة الحراك الشعبي العربي، وقد كان هناك توافق على الرؤية الإيجابية لهذا الحراك، الذي يخدم ـ في نهاية المطاف ـ تطلعات الشعوب العربية نحو حريتها واستقلالها وخلاصها من الوصاية الأجنبية، ومن سياسات الهيمنة والظلم والاحتلال، مع الحرص على حماية منجزات هذا الحراك، ومنع كل الأطراف الدوليين وغير الدوليين من سرقتها أو الالتفاف عليها..

ثانيا: جرى التأكيد أن الوحدة الإسلامية هي الأساس الضامن لحماية الوحدة الوطنية وتحصينها، ولكن ذلك لا يحول دون تأكيد أهمية كل الخطوات الوحدوية التي تنطلق تحت عناوين دينية ووطنية جامعة، علما أن هذه الخطوات تحتاج إلى مبادرات تشمل جميع فئات الوطن ومناطقه..

ثالثا: إن القضية الفلسطينية تمثل عنوانا إسلاميا ومسيحيا وعربيا، كما تمثل عنوانا إنسانيا كبيرا لكل المظلومين والمضطهدين في مواجهة الظالمين الدوليين والإقليميين، ولذلك، جرى تأكيد دعم هذه القضية بكل قوة، لأنها المعيار الأبرز والمصداق الأعظم لصحة السياسات والمواقف..

رابعا: التشديد على أن حماية لبنان من كل العواصف السياسية والأمنية التي قد يتعرض لها، لا تنجز إلى بمزيد من الوحدة، وفتح أبواب الحوار الجدي والهادف بين كل مكوناته، فضلا عن سد الثغرات التي يتسلل منها العدو الصهيوني للانقضاض على لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين. 

السابق
باسيل التقى نصرالله والبحث تناول آخر المستجدات
التالي
قاسم هاشم: نستغرب استمرار الاجراءات الامنية الضاغطة في الاسكوا