باسيل: أكثر ما يفتقده اللبناني اليوم هو التزام قضية معينة

 أشار وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الى أن "الواقع الذي نعيشه اليوم يجعلنا نتأمل في الأحداث ونستعيد شريط الأحداث التي عشناها جميعا، ومن الواقع "المبعثر" الذي نعيشه في لبنان لا يستطيع الإنسان سوى أن يكون صورة لدولته ومؤسساته، ولكن ما يربط الأحداث والأفكار هو التزام قضية معينة، وهو أكثر ما يفتقده الشعب اليوم أو الفرد اللبناني، وان أكثر ما نحتاج اليهه هو الشعور بالتزام قضية ووطن وفكر ومشروع، من دون السعي وراء مصلحة أو حالة معينة تنبت من الحاجة الموقتة اليها".

وقال، خلال مشاركته في ندوة تحت عنوان "قراءات في كتاب الدكتور ادونيس العكرة: عندما صار اسمي 16، خمسة عشر يوما في الإعتقال" بدعوة من لجنة الدراسات في "التيار الوطني الحر"، في قاعة المحاضرات في مار الياس – انطلياس: "إن أكثر ما يعبر عن الكتاب هو جملة، شهادتي للحرية والحق بالإختلاف، وهي تدل على عمق الأفكار والمعاني التي تعبر عن المسيرة النضالية التي عاشها الكاتب".

وأكد أن "لحظات السجن كان لها معان كثيرة ومتنوعة، وكانت تحمل فخرا بالإنتماء الى الحالة السياسية التي نجسدها والإفتخار بها، وهذا ما عصي على السجان أن يتعامل معنا فيه، وهذه هي الحرية التي تعيشها في السجن والتي ليس لها حدود".

أضاف: "أعتقد أن تقبل الآخر على اختلافه ضرورة، وعلى قدر ما تتقبله، يكون هامش الحرية لديك واسع، ومن هنا يستطيع الإنسان أن يتعالى على كل الحالات الظرفية التي يعيشها".

وأشار الى أن حدود الحرية الأكبر "هي المسؤولية لأن ما يحد من الحرية هو الشعور بالمسؤولية، وان المسؤولية السياسية يجب ان تأخذ في الإعتبار في أي قرار تتخذه المسؤولية تجاه المواطن وما ينتظره، وقد شعرنا في موضوع الكهرباء بالتناقض الذي يعيشه الإنسان بين ما يحلو أن يعبر عنه، وبالموقف الأقصى، وبين ما هو ممكن، وما يشكل فرحة أو نكسة عند الناس".

وأكد باسيل أن "الحرية الأهم هي حرية الضمير التي تعبر عن حرية الحريات التي يستطيع أن يحافظ عليها الإنسان، ولا يمكن أن يدخلها إلا من يحاول اغتصابها، وهذا أقصى ما يتم التعرض له".

ولفت الى "ممارسات تتم باستمرار وخلالها مواجهة مجموعة من الفاسدين والمفسدين الذين يحاولون أن يجعلوا منا صورة عنهم لتطويعنا، وهنا يمكننا فهم الحالة التي عاشها الدكتور ادونيس العكرة في مرحلة معينة".

وقال:"ان التناقض الذي نعيشه من خلال الإنتماء الى "سلطة" اسمها في الأساس يثير التمرد فينا، لكون السلطة كما تمارس من خلال التسلط وانتزاع الحقوق من المواطنين وفرض أنماط كثيرة عليهم لا تشبه بشيء الأخلاق والقيم، أي قيمنا كشعب لبناني، أو قيمنا كتيار سياسي، فإن هذا التناقض الذي تعيشه بين رغبتك في البقاء في عيش النضال والذي يصل الى حدود التمرد، وهذا أجمل ما فيه، وخصوصا وانت مسجون تتمرد، ونضالك وأنت تعيش العالم السياسي، وتعيش داخل سلطة تريد أن تتمرد عليها لتحقق غاياتك وغايات المواطنين، وتريد أن تعيش داخلها وسجينا فيها، لأن الخروج عنها يفقدك وسيلة من وسائل التغيير الذي تطمح اليه، ومن هنا فإن الدكتور العكرة هو الإنسان الصامت بنضاله، الصامت بتواضعه، الصامت بسجنه وبحريته، لكنه ليس الصامت بمقارنته بالأكثرية الصامتة، لأن كلمة الأكثرية الصامتة كلمة لا أحبها، ولو كنا تيارا سياسيا قوتنا بالأكثرية الصامتة والمؤيدة فينا، ولكن على ماذا هي صامتة؟ هل هي صامتة نتيجة الخوف، صامتة على ضيم أو هي صامتة لمصلحتها ولتؤمن مرحلة من خلالها تحقق غاياتها، وان الصمت الذي ننبذه يحول المجتمع الى اشخاص الجريمة لديهم كأي عمل خير آخر يقوم به الإنسان، وتصبح ردة الفعل نفسها وهذا أمر لا يجوز، فيتحول السارق والفاسد كما "الآدمي"، وان جمهور الصمت ينتقل من الجمهور العادي الى وسط الإعلام والى الطبقة السياسية، فعندما تحاول داخل مجلس وزراء، ومجلس نيابي أو أي دوائر فكر، أن تستفذها لتثير فيها ردة الفعل، تجد ان حدود الجريمة كبيرة لدرجة انها تفرض عليها الصمت، وتقتل لديها ردة الفعل، وهذا هو العذاب الأكبر الذي أعتقد اننا نعيشه اليوم، وكنا نتمتع بالسابق بدرجة اكبر من حرية التعبير، حيث ان الثورة تخرج من الإنسان اجمل ما لديه بعفويته وهو شاب ومناضل، وكل ما زادت المسؤولية، كلما قيد اكثر، وفرض عليه أشكال وأشكال من الصمت وانها لدينا لا زالت محدودة ولكن أعلى مما كانت في السابق، أي في مراحل النضال".

وختم: "هذا الأمر يوصلنا الى تقويم المرحلة التي نعيشها، ومراجعة التجربة التي عشناها وقتها، ولتجعلنا في كل مرة نصحح المسار ونوضح الهدف أكثر فأكثر". 

السابق
فرعون: ننتظر اقتناعهم بالعدالة والمحكمة وليس فقط بالتمويل
التالي
سليمان يدعو للكف عن السجالات بما فيها من اتهامات على خلفية ما ينشر من وثائق