البناء: الحكومة تخوض الأربعاء المقبل غمار المياه بعد الكهرباء

يحفل المشهد الحالي بجملة من الاستحقاقات والتحديات المهمة، إن على صعيد تسديد لبنان حصته من تمويل المحكمة الدولية، أم على صعيد استعداد الحكومة للانطلاق بورشة التعيينات أم على مستوى مواجهة الوضع المعيشي في ظلال إضراب محدد توقيته من قبل الاتحاد العمالي العام.
المحكمة… كباش سياسي
على مستوى الاستحقاق الأول، فلا شيء جدياً إلى الآن حول تمويل المحكمة، حيث لا مخارج ولا طروحات موجودة على مشرحة النقاش، وان كل ما يقال في هذا الصدد، لا يعدو كونه من باب الاجتهاد والتصويب على الحكومة.
غير أن ذلك، لا ينفي أن هذا الموضوع سيكون له موقعه في المشهد السياسي الداخلي في الأيام المقبلة، ومن غير المستبعد أن يكون محط كباش سياسي نظراً إلى وجود انقسام سياسي واسع من الصعب ردمه بسهولة، حيث أن فريق الأكثرية لا يزال ينظر إلى هذه المحكمة على أنها مسيسة وبالتالي من المستحيل تمويلها، في حين ترى المعارضة عكس ذلك وتربط التمويل بمسألة العلاقة بين لبنان والمجتمع الدولي.
ملف التعيينات
أما على مستوى التعيينات الإدارية، فإن مواقف سياسية بدأت تبرز إلى العلن داعية الحكومة إلى الاستعجال بإنجاز هذا الملف الحيوي بعد أن بلغت الإدارة ما بلغت من ترهل وشواغر تشجع الفساد الذي بلغ ذروته.
ولم تستبعد مصادر وزارية، أن تبدأ بشائر هذه التعيينات بالظهور في النصف الثاني من الشهر الحالي بعد إتمام التفاهم حول بعض المراكز في الفئتين الثانية والثالثة، خصوصاً أن الآلية التي وضعها وزير التنمية الإدارية محمد فنيش تشجع على القول بأن هذا الملف وُضِع على طريق الإنجاز ما لم تبرز مواقف سياسية تجعله يتعثر في آخر لحظة.
الحد الأدنى
أما على مستوى إضراب الاتحاد العمالي العام، فإن هذا الأمر ربما يصار إلى غض النظر عنه نتيجة الحوار السائد بين أطراف الإنتاج الثلاثة ولا سيما أن كل من شارك في الاجتماع الأول للجنة المؤشر والذي سيتابع من خلال اجتماعات للجان فرعية انبثقت عنها بدءاً من اليوم، أجمع على إيجابية النقاش وأقر بغلاء المعيشة وبضرورة إعادة النظر في الحد الأدنى للأجور.
وأشارت مصادر نقابية إلى أن مسألة الأرقام ستبحث هذا الأسبوع وأن الاتحاد العمالي العام منفتح على مسألة الزيادة غير أنه لن يقبل بما يُروَّج له حول زيادة الـ250 ألفاً لأنه يرى في ذلك إجحافاً بحق ذوي الدخل المحدود في ظل الارتفاع المضطرد لأسعار السلع الاستهلاكية.
وقالت مصادر إنه في حال اتفق على الرقم المحدد للزيادة هذا الأسبوع فإن وزير العمل سيرفع حصيلة ذلك إلى مجلس الوزراء. وفي حال أصدر المجلس قراراً يتوافق إلى حد ما ومطلب الاتحاد العمالي، فإن الإضراب سيكون في حكم الملغى. وإذا جرت الأمور عكس ذلك، فإن الاتحاد العمالي ماض في الإضراب السلمي حتى تنفيذ مطالبه.  
المياه… ومجلس الوزراء
في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة له الأربعاء المقبل وعلى جدول أعماله 150 بنداً أبرزها تلك المتعلقة بمعالجة مشكلة المياه لناحية السدود ومياه الشفة وتحديداً جر مياه الأولي إلى بيروت.
ونفت مصادر وزارية أن تكون التعيينات مدرجة على جدول أعمال الجلسة إلا أنها لم تنف إمكانية طرحها من خارج جدول الأعمال.
نجاد ـ وبري
إلى ذلك، سجلت الحركة السياسية خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من محطة أبرزها اللقاء الذي عُقد أمس بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وذلك على هامش مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران.
وأكد الرئيس نجاد خلال اللقاء استمرار اهتمام إيران بدعم لبنان. وقال: "لقد شكلتم مقاومة تبعث على الامل لما حققته من انتصارات وإنجازات".
واكد نجاد على ايلاء إيران اهمية مميزة لقضية الإمام موسى الصدر، مشيراً الى "الاتصالات التي اجرتها أخيراً وزارة الخارجية الإيرانية مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل".
من ناحيته، اكد الرئيس بري بعد اللقاء أن "المنطقة تعيش تطورات تبعث على القلق والمخاوف، وان لبنان يتطور، وإن كان ببطء، لكنه ليس جزيرة، وبالتالي فإنه يتأثر في ما يجري حوله، ولا سيما ان العدو "الاسرائيلي" لا يزال يحتل جزءاً من ارضنا، وحتى لو كانت هذه الاراضي صغيرة، فإن ذلك يعني ان السيادة منقوصة وغير كاملة".
وأثار بري قضية الإمام موسى الصدر، متمنياً على الرئيس الايراني "متابعة القضية القديمة ـ الجديدة التي نعيشها منذ 33 عاماً".
بري: العرب يمولون الاحتجاجات في سورية
وكان الرئيس بري قد أطلق مواقف بارزة في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أكد خلالها أن الأموال العربية تصرف على تمويل الاحتجاجات في سورية بدل دعم الشعب الفلسطيني من أجل البقاء في أرضه، وسأل أين هي المقاطعة العربية لـ"إسرائيل" بدلاً من سورية؟
وأكد أن المقاومة ضرورة وتبقى قوة الردع لكيان العدو، وهي تمثل في الوقت الراهن ضرورة وحاجة للبنان لمنع "إسرائيل" من استغلال الوضع العربي وتفكيكه لاستفراد لبنان أو المناطق الفلسطينية.
نصرالله ـ فرنجية
وكان قد سجّل أول من أمس أيضاً، لقاء جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، يرافقه يوسف فنيانوس، في حضور حسين الخليل ووفيق صفا.
وأفاد بيان للتعبئة الإعلامية في الحزب انه "جرى استعراض آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، كما جرى تقويم للأداء الحكومي خلال الفترة الماضية، والاستحقاقات في المرحلة المقبلة".
الراعي إلى أميركا
وأول من أمس أيضاً، وبعد لقاء جمعه ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان غادر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الولايات المتحدة الأميركية في جولة رعوية تستمر لثلاثة أسابيع، من دون أن تشمل الزيارة أي لقاء سياسي محدد.
والراعي الذي يغادر متمسكاً بمواقفه الأخيرة كان قد أكد أكثر من مرة أنه لم يطلب أي موعد رسمي لأي لقاء سياسي وتحديداً مع الرئيس الأميركي أوباما، وقال: إذا دعيت إلى مثل هذا اللقاء أو غيره فأنا ألبي. إذا لم يحصل، فأنا لم ولن أطلب أي لقاء.
لست رجل سياسة
وقبيل مغادرته مطار بيروت قال الراعي: "انا لست رجل سياسة او دولة، انا بطريرك اقوم بزيارة راعوية الى الابرشيات والرعايا هناك".
وعن القمة الروحية الاقليمية التي دعا اليها، قال: "ان هذه القمة لها دور مهم في كسر الجليد والتذكير بالمبادئ والثوابت المسيحية والاسلامية".
وعما اذا كانت مواقفه الاخيرة تعكس مواقف الفاتيكان، قال الراعي: "يكفي ان نقرأ ما يقوله الفاتيكان والكرسي الرسولي لنعرف اذا كان ما يقوله متطابقا مع ما اقوله انا او لا".
وعما اذا كان سيزور سورية، قال: "واجب علي من باب القانون الكنسي ان أزور كل الابرشيات، وكل شعبنا، ولنا رعايا في الاردن وفي الاراضي المقدسة وفي سورية وفي العالم العربي، وينبغي علي ان ازور كل الموارنة في الوطن العربي".
حزب الله استغرب تدخل الأطلسي في مصير العرب
في المواقف، استغرب حزب الله طلب تدخل الحلف الأطلسي في مصير الدول العربية، وحذّر وزير الزراعة د. حسين الحاج حسن من "أن نصدق شياطين الأنظمة الغربية في ما يخص الثورات والحرية". وانتقد الدعوات إلى الإصلاح في بعض الدول العربية التي تترافق مع بعض الخطابات التفتيتية التحريضية الغرائزية التي نسمعها في عالمنا العربي والإسلامي ومن المستغرب أن نسمعها هنا لا من دول الغرب"، وسأل هل "من يدعو إلى الإصلاح يحرّض الناس ويقسمهم؟".  

السابق
الإيمو الإنتحاري: وصل إلى الضاحية والجنوب
التالي
الجمهورية: حزب الله.. لا لمواجهة المجتمع الدوليّ لكنّ الأولويّة لمصالح الوطن العليا