سعيد: تنفيذ “1559” لم يكن ممكناً لولا انتفاضة الشعب اللبنانيين

 أعلن منسق الأمانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، بأن "الأمم المتحدة لعبت دوراً بارزاً في مواكبة انتقال الشعوب والدول من مرحلة إلى أخرى وساهمت في إعلاء كلمة العدالة وردع الجريمة السياسية من خلال بناء محاكم جنايات دولية، كما حصل أيضاً في يوغوسلافيا ويحصل اليوم في لبنان".

وقال في ندوة في مدرسة الحكمة عن كتاب "الطريق إلى الـ1559:" من أبرز المفاهيم التي رافقت هذا التحول إعطاء الأولوية لقضايا الديموقراطية والإصلاح السياسي في ما سمي "الشرق الأوسط الكبير"، فضلاً عن أوروبا الشرقية".

وقال: "بين عامي 1990 و 2003، استطاع النظام السوري أن يضع يده على لبنان بصورة كاملة، إجمالية وتفصيلية، حتى أصبح "محافظة سورية" وبفضل الوصاية السورية، تمكنت إيران بواسطة "حزب الله" من أن تصبح قوة عسكرية – ايديولوجية على شاطىء المتوسط"، مضيفاً: "كذلك لم يؤدِّ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000 إلى إقناع الإدارة الأميركية وأوروبا بالضغط الكافي على سوريا لسحب قواتها، حتى ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن عام 2002 من لبنان أن الانسحاب السوري مرتبط بالحل الشامل لمشكلة الشرق الأوسط".

وقال: "وإذ بدا أن القرار 1559 أكثر تصميماً من أي قرار سابق بخصوص إخراج سوريا من لبنان، فقد سارع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون إلى إدعاء "أبوة" هذا القرار، في محاولة منه لشطب كل الجهود الوطنية المسيحية والاسلامية التي سبقـت هـذا القـرار منذ نداء المطارنة الأول في ايلول 2000".

أضاف: "أما فريق سوريا في لبنان فقد قدم على لسان الرئيس عمر كرامي حجة إضافية للمنطق السوري، لخصها بالسؤال التالي: من ينزع سلاح "حزب الله" إذا خرجت سوريا من لبنان؟ وأما الحركة الاستقلالية (لقاء البريستول) فقد تعاملت مع القرار بشكل حذر وانتقائي إلى حد ما. فقد تبنت مطلب خروج الجيش السوري ومعارضة التمديد، ولكنها وافقت على اعتبار سلاح "حزب الله" مسألة داخلية، علماً أنه سلاح إقليمي بامتياز!".

وتابع: "مع حلول العام 2005 كان الرئيس رفيق الحريري قد أصبح في قلب المعارضة الاستقلالية بصورة فعلية، وإن لم يكن كذلك بالصورة الشكلية المعلنة. وإذ أصبحت انتخابات 2005 النيابية موعداً للمعركة الحاسمة بين الاستقلاليين والوصائيين، فقد تم اتخاذ القرار السوري ـ الايراني بإلغاء رفيق الحريري جسديا من المشهد اللبناني ـ الاقليمي".

ورأى، أن "تنفيذ القرار 1559 (اي انسحاب الجيش السوري) لم يكن ممكنا لولا انتفاضة الشعب اللبناني التي أشعل فتيلها استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتي مهد لها عبر سنوات نداء البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والعمل التضامني الدؤوب بين الاستقلاليين اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق والاجيال"، معتبراً أنه إذا كانت انتفاضة الإستقلال اللبنانية قد أخرجت جيش الوصاية السورية، فإنها أرسلت أول إشارة لربيع العرب قبل حلوله بست سنوات".
 

السابق
بيع الكحول جنوباً نحو قمع جديد تهديد صاحب محل في بفروة بعد انتقاله من النبطية
التالي
“حزب الله” أدان قمع المواطنين في البحرين