اللواء: 8 آذار تتربص بتمويل المحكمة و14 آذار تتهم حزب الله بالإغتيالات

يمضي المشهد السياسي الداخلي على ارضية تشكل اهتزازات، خلافاً لما يطفو على السطح من توافق او تفاهم او تفهم:
1- فعلى الرغم من ان مجلس المطارنة وفر تغطية طبيعية للبطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي، من هواجسه الباريسية الى ثوابت القمة الروحية التي طلبها وتجاوب معه في عقدها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، فإن اجتماع قيادات 14 آذار على مستوى الاركان امس الاول قارب حراك البطريرك وغيره من ملفات سياسية مترابطة، بما يشبه المراقبة والمتابعة، وان كان لدى عدد من النواب المسيحيين ضمن هذا الفريق اهتزازات ثقة بما يجري، زادها ريبة وصول السفير السوري علي عبد الكريم برفقة مفتي دمشق الى بكركي لتقديم الشكر للبطريرك الراعي على ما ابلغه للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ازاء ما يجري في سوريا، والذي اعتبر دفاعاً عن نظام الرئيس بشار الاسد·

2- وعلى الرغم ايضاً مما تكشفه الاوساط المقربة من الرئيس نجيب ميقاتي الذي ختم زيارته الى نيويورك لترؤس جلسة لمجلس الامن الدولي وعقد لقاء وصف بأنه هام مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، من ارتياح وتفاهم لما حققه في زيارته، فإن مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة تؤكد لـ<اللواء> ان مسألة تجديد بروتوكول التفاهم الموقع بين الحكومة اللبنانية والمحكمة الخاصة بلبنان، بإدخال تعديلات عليه، في ضوء ملف سيرفقه لبنان الى جلسة مفاوضات التوقيع يتضمن، الملاحظات التي كانت قوى 8 آذار قد اثارتها في مناسبات مختلفة حول المحكمة والقرار 1757، لم تلقَ قبولاً من بان كي مون الذي فوتح بالرغبة في تعديل هذا البروتوكول لتصبح عمليات التمويل وغيره من بنود الاتفاقية قابلة للتنفيذ، بعدما فقد الاجماع اللبناني حول المحكمة·

3- وخلافاً لرغبة الرئيس ميقاتي المتطابقة مع رغبة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأكثر من 10 وزراء في الحكومة بتمويل المحكمة، فإن المصادر المطلعة في فريق 8 آذار تجزم بأن قضية التمويل التي يتعين ان تطرح في مجلس الوزراء من غير الممكن ان تمر، سواء طرح هذا الموضوع امام المجلس، او على طاولة المفاوضات في الغرف المغلقة، وإن كان المعتمد خارج التأكيد الرسمي المستمر، سياسة الإرجاء من أسبوع إلى أسبوع ومن شهر إلى شهر، بانتظار تقديم طلب مباشر من الأمم المتحدة، علماً أن التمويل يستحق في نهاية الشهر الحالي، وأن المرسوم المحكى عنه بسلفة من احتياطي الموازنة يحتاج إلى قرار·

وازاء هذه المعطيات المتضاربة داخل الجسم الرسمي والحكومي، طالبت الأمانة العامة لقوى 14 آذار حكومة الرئيس ميقاتي باحترام قرارات الشرعية الدولية، لا سيما تمويل المحكمة بقرار سريع صادر عن مجلس الوزراء·

4 – وقبل أن يجف حبر بيان القمة الروحية، ومحاولة بكركي أمس، توفير الإجماع داخل مجلس المطارنة حول أداء البطريرك الراعي ومواقفه، فان الأمانة العامة لـ14 آذار، التي عقدت اجتماعاً أمس بعد اجتماع الأقطاب، تجاهلت حركة الراعي وجولاته الجنوبية والبقاعية والباريسية، وكذلك القمة الروحية، وخطت خطوة سياسية غير مسبوقة بفقرة في بيانها، اتهمت فيها حزب الله <حتى الآن بارتكاب الاغتيالات التي شهدها لبنان> مطالبة الرئيس ميقاتي بتسليم المتهمين أمام القضاء الدولي، مكررة القول أن <سلاح <حزب الله> غير شرعي وغير ميثاقي وغير قانوني، وعامل تفجيري دائم في وجه اللبنانيين>·

وفسرت هذه النقلة النوعية، بمثابة ردّ غير مباشر على محاولات التقارب بين الحزب والكنيسة المارونية، والتي أنجزها أحد حلفاء سوريا في لبنان الذي نجح في إقناع الراعي بنقل الرسالة إلى دمشق من خلال زيارته الفرنسية·

ولاحظت مصادر مطلعة أن اجتماع قيادات 14 آذار أمس الأوّل، تجنّب أيضاً إصدار بيان بخلاصة المداولات التي جرت بين هذه القيادات، والتي شملت الأوضاع الراهنة، من مسألة تمويل المحكمة، إلى القمة الروحية وحراك البطريرك الماروني، وفسر ذلك أيضاً، بأنه اجتماع تنسيقي دوري يتم عادة بين فترة وأخرى من أجل تنسيق المواقف·

وفد سوري في بكركي ومهما كان من أمر، فان زيارة الوفد الديني الإسلامي – المسيحي السوري باسم وزارة الأوقاف السورية، إلى بكركي رسم مشهداً هو الأول من نوعه منذ إنشاء الدولتين اللبنانية والسورية، خاصة وأن الجانب الضيف حرص على إبراز الحفاوة السورية بالبطريرك الماروني، فيما لوحظ عدم تعليق بكركي على كلمات الدعم والإشادة التي أطلقها كل من السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي رافق الوفد ورئيسه مفتي دمشق عدنان أفيوني، والذي ضم إليه الشيخ علاء الدين الزعتري والشيخ هيثم جلول، ومطران دمشق للسريان الأرثوذكس جان قواق·

وشكر السفير السوري خلال الزيارة البطريرك الراعي على خطابه <المتوازن والتوفيقي>، واصفاً إياه <بالخطاب الجامع والإيجابي لأمن المنطقة وخير أبنائها>، مثنياً على مداخلة الراعي في القمة الروحية·

أما الشيخ أفيوني، فقد اعتبر من جهته أن مواقف الراعي <تعبّر عن حقيقة الإيمان الذي لا يرضى ارتهان أي إنسان لإنسان آخر>، لافتاً إلى أنه <من الطبيعي أن يدافع البطريرك عن هذه الحقيقة>، وتوجه إلى الراعي بالقول: <لا نستغرب مواقفكم الوطنية>· وردّ الراعي الذي يغادر السبت متوجهاً إلى الولايات المتحدة في زيارة تستمر قرابة ثلاثة أسابيع بالحديث عن الإنسان قيمة أساسية·

 
وأوضحت مصادر مطلعة أن هذه الزيارة كان من المفترض أن يرأسها مفتي الجمهورية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، والتي قال السفير السوري أنها لم تحصل لأسباب طارئة، فيما قالت معلومات لقناة <الجديد> أن المفتي حسون إذا حضر إلى بيروت سوف يكون لزاماً عليه أن يزور مفتي الجمهورية، وهو ما يسبب للأخير حرجاً بالنسبة لدار الإفتاء، وهذا ما دفع بالأخير إلى تأجيل الزيارة، في حين أشارت مصادر بكركي لـ L.B.C الى استغراب الأهمية التي أعطيت لزيارة الوفد السوري، مؤكدة أنها غير راضية على المعلومات حول زيارة الراعي إلى سوريا·

نداء المطارنة وكانت سبقت الزيارة السورية، ترحيب لافت من قبل الرئيس نبيه بري ومن <حزب الله> ببيان القمة الروحية، الذي وصفه <بالوثيقة التاريخية>، وكذلك صدور نداء لا بيان عن الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة، تضمن مجموعة رسائل واضحة ابرزها التأكيد على مواقف البطريرك التي اطلقها مؤخراً، حيث أشار النداء حرفياً الى ان الزيارة الباريسية كانت <مناسبة ليشهد للحقيقة بجرأة وشجاعة ويطالب الاسرة الدولية بالسهر على تطبيق قرارات مجلس الامن تطبيقاً عادلاً والعمل على وقف الحروب واحلال السلام في المنطقة>·

ولاحظت مصادر <التيار الوطني الحر> ان ايراد هذا الكلام في نص النداء هو يهدف التأكيد بأن الراعي ينطق باسم جميع الاساقفة وليس باسمه وحده، مشيرة الى ان النداء صدر بحضور ومشاركة الكاردينال نصر الله صفير·

بري الى ايران الى ذلك، يتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري غدا الجمعة الى ايران في زيارة رسمية، على ان ينتقل بعدها الى ارمينيا، ويجري في كلا البلدين محادثات تتناول تطوير العلاقات الثنائية خصوصا على الصعيد البرلماني·

وفي لقاء الاربعاء النيابي جدد رئيس المجلس تأكيده ضرورة الاسراع في السير في ملف النفط نحو التنفيذ، ونقل النواب عنه بأنه لا يقبل مطلقا، بأمر واقع اسمه عدم التنقيب في الـ 860 كلم2 المنطقة الاقتصادية البحرية اللبنانية، لان ذلك يعني تسليماً بالادعاء ان هذه المنطقة متنازع عليها وهذا غير صحيح على الاطلاق·

وأشاد بري بجولة البطريرك الراعي الى الجنوب، مجددا انه أبدى سروره البالغ بالحفاوة والاستقبال الشعبي الحاشد الذي لقيه في المدن والبلدات التي زارها·

ونوّه بري بالقمة الروحية والمواقف التي صدرت عنها· 

السابق
لون واحد
التالي
طبول الحرب تُقرع في سورية