سورية مقابل البحرين..لعبة خطيرة

في الخليج العربي وعلى حوافه الشمالية الغربية تحديدا تدور اليوم أخطر لعبة إقليمية ذات إمتدادات دولية تتعلق بالأمن و السلام الاقليميين و بشكل يهدد بإعادة رسم الخرائط و المصير أيضا لشعوب المنطقة , ففي ربيع الثورات العربية وفي موسم تساقط الأصنام وهزيمة الطغاة كما حصل في تونس ومصر وليبيا و أخيرا في سورية التي يخوض شعبها الحر أشرف و أقدس و أطهر معركة تطهير وطنية عربية في العصر الحديث تترصد بعض دوائر الظلام الدوائر في الخليج العربي و تحاول خلط الأوراق و

بعثرة الملفات و تشتيت الإنتباه عن الهدف المركزي وهو الإجهاز على بقايا الأنظمة الفاشية المتفسخة و المتحللة و المتعفنة الدموية التي شوهت التاريخ النضالي و الكفاحي للشعوب الحرة وكانت عنوانا بائسا للهزائم القومية و لبيع الكرامة و الأرض و العرض , ففي ساعات و لحظات المواجهة الحاسمة و المصيرية مع النظام البعثي السوري بإمتداداته الإيرانية و الصفوية و الذي بسقوطه القريب و الحتمي و المؤكد تتغير كل قواعد و آليات اللعبة الإقليمية و الدولية في الشرق القديم و تستعيد الشعوب زمام المبادرة , تحاول بعض الأوساط الإقليمية العمل في منهج انتهازي ونفعي من خلال المساهمة الفاعلة في إعادة تحريك ملف الشغب و الجماعات الإيرانية في مملكة البحرين و خلط الأوراق هناك و إعادة حالة الفوضى التي حسمها تدخل قوات درع الجزيرة وحملة التضامن الخليجية مع مملكة البحرين في الدفاع عن نفسها وحريتها و سيادتها ضد المد الفاشي الإرهابي الأسود الذي لايستهدف البحرين و شعبها العربي الحر فقط بل يتخذها كرأس جسر متقدم للعبور إلى العمق الخليجي و العربي ,

فقد إنتشرت أنباء متطايرة هنا و هناك عن سعي بعض الأطراف للتفاهم مع النظام الإيراني وإقناعه بفك تحالفه مع النظام السوري ورفع يديه عنه و تركه يغرق مقابل توفير مستلزمات الدعم اللوجستي للجماعات الإيرانية في البحرين لتأخذ مداها و تفرض سطوتها أي تقرير معادلة ( المنامة مقابل دمشق )!! وهي لعبة خبيثة وفي منتهى الخطورة تمارس اليوم بأساليب غير مسبوقة من الغدر و التحلل من اي إلتزامات وطنية أو قومية و بإنتهازية وذرائعية غير مقبولة بالمرة , فكفاح الشعوب و إنتصار قضاياها لايكون عبر المساومة و التنازلات المشبوهة وذبح الأوطان و تقديمها كقرابين لأعداء الأمة بل عبر إرادة الشعب الحرة التي تكتسح كل معاقل الطغيان , أمن مملكة البحرين بمثابة خط أحمر غير قابل للنقاش أو للجدل أو لاي حسابات سياسية أو مصلحية ,ومصير البحرين هو في النهاية تأكيد لمصير عروبة الخليج العربي , و الشرعية في البحرين لا تستمد من مؤامرات كواليسية في الظلام بل من خلال الإرادة الجماهيرية التي عبرت عنها غالبية أهل البحرين منذ بداية مرحلة الإستقلال الوطني عبر إعلان قيام البحرين العربية الحرة المستقلة بشرعيتها التاريخية وبعقد البيعة المعلوم بين الحاكم و المحكوم ووفقا لأساليب الإنفتاح الحضاري و السياسي التي يجسدها اليوم جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده الأمين , وبما يؤكد ويعزز حالة الحرية و الإستقلال الوطني الناجز و تكريس و تأكيد الإنفتاح الديمقراطي و الحضاري الذي هو في النهاية إرادة وطنية بحرينية شاملة ,

وفي المقابل فإن الشعب السوري وهو يقدم دمائه ولحم شبابه وحرائره كثمن واجب الدفع في صراعه مع وحوش البعث الوراثيين لا يمكن إلا أن يكون أمينا لدينه و أمته و عنوانا شاملا وواضحا للكرامة الوطنية والقومية وهو بالتالي لايعبء بمواقف النظام الإيراني الصفوي الإرهابي و لا بمواقف حلفائه و حواريه بل أنه يعتمد على الله أولا وعلى طاقاته الجبارة المختزنة و المختلطة بعذاب السنين و إرادته الصلبة التي لا تعرف الإنحناء و الركوع إلا لرب العزة و الجلال و الذي سيحقق وعده و ينصر عبده و يذل الجبارين و الطغاة و يجعلهم أضحوكة للأمم , عودة العنف و محاولات التخريب السوداء الشرسة للشارع البحريني لن تحقق شيئا و لن تسعف الطغاة و سيهزم شعب البحرين كل محاولات الفتنة الخبيثة السوداء التي تخطط لها بعض الأطراف في ليل بهيم والصمود الشعبي البحريني والتفاف الشعب حول العرش و الشرعية الدستورية و التاريخية هو الذي سيحسم الصراع في النهاية ,

وكل محاولات العبث و التخريب و التدمير الذاتي و التآمر الأسود مردودة على أصحابها و لن ينجح الشياطين أبدا في مسعاهم , ستنتصر البحرين لا محالة على مؤامرات الصفويين الجدد و أتباعهم وحواريهم و من يروج لهم أو يتفاوض معهم , وستنتصر الثورة الشعبية السورية العظمى التي أذلت الطغاة و ستحيلهم إلى مزبلة التاريخ لا محالة , لا للصفقات التآمرية على أمن وحرية شعوب المنطقة و لا مكان أبدا لغلمان الولي الصفوي الفقيه في الخليج العربي الطاهر من أدران الطغاة و المتآمرين , وسينتصر الأحرار على كل مؤامرات الفتنة و الخبث.  

السابق
نجل الرئيس ..
التالي
اللواء: القمة الروحية…توازنات في التفاهمات والخلافات