خطأ إذاعي يكشف على الهواء ما قاله الراعي لساركوزي !!

ركز رؤساء الطوائف اللبنانية في بيان صدر عن «القمة الروحية» التي عقدوها في دار الفتوى امس بدعوة من البطريرك الماروني بشارة الراعي على العيش الوطني والتفاعل التاريخي والحاضر في المنطقة العربية بين المسلمين والمسيحيين استنادا لانتمائهم العربي.

واعتبر البيان لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، وتناول ثوابت العيش المشترك التي ارساها اتفاق الطائف على مبدأ المشاركة والمناصفة، واحترام كرامة الانسان والحريات الاساسية، واكد البيان ان لبنان جزء من العالم العربي هوية وثقافة ومصيرا، وهو وطن الرسالة والعيش المشترك والحوار لحل الخلافات، وشدد البيان على ان قوة لبنان بوحدته الوطنية وبتضامن اشقائه العرب وباحترام المجتمع الدولي، مكررا الالتزام برفض توطين الفلسطينيين شكلا واساسا، واعتبر رؤساء الطوائف اللبنانية الثمانية عشر ان الحراك الجاري في البلدان العربية بالحرية والكرامة والعدالة والديموقراطية يتيح فرصا يقتضي الاستفادة منها لحماية هذا الحراك ومنعه من الانزلاق الى ما قد يتجه به نحو الانحراف عن غايته الاصيلة بالاصلاح والتطوير والتمسك بالدولة المدنية ورفض الظلم والاستبداد. وقد خلا البيان من اي اشارة الى سلاح حزب الله وقدسية المقاومة والمحكمة الدولية وتمويلها وسوى ذلك من مواضيع خلافية مازالت قيد المراجعة السياسية على مختلف المستويات.

وحدث اشكال اعلامي غير مقصود ارخى بظلاله على المؤتمرين في القاعة الرئيسية بدار الفتوى، اذ كان التفاهم ان ينقل الاعلام افتتاح القمة وكلمة مفتي الجمهورية ثم اخيرا البيان الختامي الذي اعد سلفا.

والذي حصل انه بعد نقل كلمة المفتي الشيخ محمد رشيد قباني جرى اخراج كاميرات التلفزة من القاعة، دون انتباه لوجود ميكروفون اذاعة القرآن الكريم التي تبث من دار الفتوى، وهذا ما مكن مستمعي هذه الاذاعة من سماع كلمة البطريرك الماروني او الجزء الاكبر منها، على الهواء مباشرة، وقبل ان يتنبه المعنيون ويوقفوا البث. وسارعت الادارة المعنية في دار الفتوى الى الاعتذار عما حصل، موضحة ان التفاهم على حصر البث المباشر بكلمة المفتي والمقررات مرده الى وجود 17 كلمة لرئيس طائفة اضافة الى المفتي قباني، غير ان قناة «او.تي.في» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر اصرت على ان العمل الاذاعي كان مقصودا، الامر الذي نفته دار الفتوى بشدة، واجرت اتصالات مع جميع وسائل الاعلام لعدم اعتماد اي كلام غير صادر عن القمة مباشرة، لكن الالتزام بهذا الشأن لم يكن كاملا. وفي الكلمة التي سمع جزء كبير منها على الهواء عرض البطريرك الراعي لرؤساء الطوائف ما جرى معه في باريس، او بالأحرى ما طرحه على المسؤولين الفرنسيين من دون التطرق إلى اجوبتهم او طروحاتهم المقابلة ومما قاله البطريرك: طلبت الى الرئيس ساركوزي العمل على توطيد التفاهم بين الرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي، من اجل الوحدة داخل الطائفة السنية، لأننا لا نريد ان يحصل اي خلاف في داخل كل طائفة وبالتالي بين الطوائف، وبالتالي تشجيع الرئيس سعد الحريري على العودة الى لبنان، من اجل حسن سير الامور العامة.
 
واضاف: في موضوع حزب الله وسلاحه قلت ان حل مشكلة سلاح حزب الله ليس فقط في ايدي اللبنانيين، بل فرنسا الصديقة والاسرة الدولية تحمل مسؤولية اساسية ودورا فحزب الله يبرر سلاحه باحتلال اسرائيل لأرض لبنانية، وفي حديثه امام القادة الروحيين بشأن نظام الأسد وديكتاتوريته وضرورة ارساء الديموقراطية والاصلاحات السياسية في سورية قال الراعي قلت نحن ككنيسة لا نوالي ولا نعادي اي نظام سياسي، لأنه ليس من شأننا. لكننا مع الديموقراطية الصحيحة والاصلاحات السياسية وحقوق الانسان الأساسية والحريات العامة والعدالة الاجتماعية والقضائية ولسنا مع العنف والحرب من اي جهة اتيا ومع ذلك، العراق بمآسيه ماثل أمامنا، والديموقراطية التي اريد إنشاؤها اصبحت حربا اهلية، بل طائفية اسلامية بين السنة والشيعة، ومازالت تحصد العديد من الضحايا الابرياء، ومن بينها عدد من المسيحيين، وادت الى تهجير مليون مسيحي من اصل مليون ونصف فإن مخاوف ثلاثة ترتسم امام اعيننا:

ـ ألا تقود الاحداث الجارية الى حرب اهلية تصبح حتما بين السنة والعلويين، وتحصد ضحايا ابرياء ومنها طبعا مسيحيون، وبما ان في لبنان، المرتبط بشكل عضوي بسورية يوجد سنة وعلويون، يخشى ان تمتد الحرب الاهلية الى ربوعه.

ـ الا يكون الانتقال من نظام ديكتاتوري الى نظام اكثر ديكتاتورية اذ يخشى ان تتسلم زمام السلطة مجموعة اصولية لكونها ممولة من دول ومسلحة ومنظمة، علما ان السنة والشيعة في غالبيتهم الكبرى معتدلون.

– ألا يضطر العلويون على ما اظن اذا تحولت الاحداث الى حرب اهلية بين السنة والعلويين، لا سمح الله، وهي تنذر بأن تكون طاحنة، إلى إعلان دولتهم، وإذا حصل هذا معاذ الله، ربما تعترف الدول الكبرى بهذه الدولة، فيكون ان مشروع الشرق الأوسط الجديد الرامي الى فتفتة الدول العربية الى دويلات طائفية ومذهبية، آخذ في التطبيق. وتطرق الراعي الى زيارته المرتقبة للولايات المتحدة من 4 – 8 اكتوبر حيث يعقد مؤتمر سنوي لمطارنة الابرشيات المارونية في الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق علمت «الأنباء» ان الزيارة الأميركية هي رعوية وان الوسطاء الذين سعوا لتأمين موعد للبطريرك مع الرئيس اوباما في البيت الأبيض لم يوفقوا في ذلك، إذ لم يتسن تحديد اي موعد مع رسميين اميركيين له، رغم جهود النائب اللبناني الأصل في الكونغرس الاميركي راي لحود.

وأمام هذا التجاهل الاميركي لزيارة بطريرك موارنة لبنان، علمت «الأنباء» ان حزب الله باشر منذ اليوم التحضير لزيارة يقوم بها الامين العام السيد حسن نصرالله للبطريرك الراعي في بكركي فور عودته من الولايات المتحدة الأميركية في الثامن من اكتوبر من قبل التقدير لمواقفه وعرفانا بالجميل. 

السابق
مجدلاني: تمويل المحكمة دين على الحكومة الالتزام به
التالي
نقولا نحاس: لوقف السجال في موضوع تمويل المحكمة