السفير: كلينتون تحتفي بميقاتي وتوصي بالعداء بين لبنان وسوريا

فيما كان البطريرك بشارة الراعي، يتوج الزيارة التاريخية الأولى من نوعها لرأس الكنيسة المارونية لمنطقة الجنوب منذ ما قبل الاستقلال، برقيم بطريركي عنوانه «الالتزام والشهادة» بقضايا الجنوب والجنوبيين، خلال الغداء الذي أقامه الرئيس نبيه بري على شرفه في المصيلح، بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحشد يمثل كل الطيف الجنوبي، تمكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، من تحقيق خرق سياسي، في جدار محاولات محلية وخارجية لفرض عزلة دولية على حكومته، تمثل في استقباله، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

واللافت للانتباه أن ما أعطاه الأميركيون لميقاتي، بعد يوم من وصوله، الى الولايات المتحدة، لم يكن متاحا أثناء وجود رئيس الجمهورية ميشال سليمان في نيويورك، على مدى أكثر من اسبوع، حيث غاب عن جدول لقاءاته أي لقاء له مع أي مسؤول اميركي، كما انه الرئيس العربي الوحيد الذي لم يشارك في حفل الاستقبال الذي اقامه الرئيس الاميركي باراك اوباما للوفود المشاركة غداة افتتاح اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، برغم تلقيه دعوة رسمية، وهو الأمر الذي اثار الكثير من علامات الاستفهام بين الوفود المشاركة في الدورة السادسة والستين للامم المتحدة.

غير أن ما أعطته هيلاري كلينتون لميقاتي، في الشكل، أو بكلامها المعسول الذي تضمن إشادة بالحكومة و«أولوياتها الصحيحة»، وبموقف لبنان «الذكي» في مجلس الأمن الدولي، و«المطالبة الصائبة» للحكومة بتسليح الجيش اللبناني ودعمه، حاولت انتزاعه، بدس كلام مسموم تضمن تحريضا واضحا ضد سوريا وإيران و«حزب الله»، فضلا عن محاولة استدراج لبنان خارج المعسكر الداعم للدولة الفلسطينية من خلال موقعه في رئاسة مجلس الأمن الدولي.

وعلمت «السفير» أن كلينتون التي استهلت اللقاء مع ميقاتي في مكتب لبنان بوصفه رئيسا لمجلس الأمن، انطلقت من معادلة القرارات الدولية، وتحديدا القرارات 1757 و1559 و1701، داعية الحكومة إلى الالتزام بكل موجبات ومندرجات هذه القرارات، ولا سيما موضوع تمويل المحكمة الخاصة بلبنان.
وعندما أثارت كلينتون ما يجري في سوريا من أحداث، تمنت على لبنان أن يبقى بعيدا عما يجري هناك «لأن هذا الخيار هو الأفضل للبنان في هذه المرحلة». وتمنت عدم وقوف لبنان على الحياد في موضوع فرض عقوبات من مجلس الامن على سوريا، مشددة على «ضرورة ان يعرف لبنان مصالحه الخاصة والدولية وألا يعارض أي قرارات دولية ضد النظام السوري».

ورد ميقاتي موضحا ان للبنان وضعا دقيقا جدا حيال سوريا نسبة لخصوصية العلاقات القائمة بين البلدين وان ما يجري في سوريا ينعكس على لبنان الذي لا يمكن أن يتخذ موقفا سلبيا.
وحذرت كلينتون من تحويلات مالية سورية عبر مصرف لبنان المركزي، أو أن تتحول المصارف اللبنانية الى ملاذ لودائع مؤسسات وأشخاص تضعهم واشنطن على لائحة العقوبات.
ورد ميقاتي عليها في هذه النقطة، مشددا على أهمية حماية القطاع المصرفي اللبناني الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني الحر.

وأثارت كلينتون أيضا موضوع القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية هذا الشهر والقاضي بإعفاء الإيرانيين القادمين الى لبنان من الحصول على تأشيرات دخول، طالبة إعادة النظر بهذا القرار، ورد ميقاتي عليها بأن هذا القرار اتخذته حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة.
وأكد ميقاتي «أن أولويات الحكومة اللبنانية هي العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وإبعاد لبنان عن تأثيرات الاوضاع الخارجية عليه». وجدد احترام لبنان التزاماته الدولية «لأنه لا يمكن ان نكون انتقائيين في احترام القرارات الدولية». كما «جدد مطالبة الولايات المتحدة بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ المهام المطلوبة منه خاصة في ما يتعلق بالقرار 1701». ودعا الى العودة لمبادرة السلام العربية.

وخلال لقاء كلينتون ـ ميقاتي، طلب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان عقد لقاء منفصل مع رئيس الحكومة اللبنانية، وبالفعل، وبعد حوالي التسعين دقيقة، عاد فيلتمان والتقى ميقاتي في أحد المكاتب الجانبية، وذلك على مدى سبع دقائق، من دون أن يدلي بأي تصريح للصحافيين، فيما قالت مصادر عربية ان اللقاء يندرج في خانة الضغط الأميركي على موقف لبنان في مجلس الأمن من موضوع الدولة الفلسطينية.
وبحث ميقاتي المستجدات العربية والدولية مع الامين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي ومع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي دعا الى تحييد لبنان عن تداعيات الاوضاع في المنطقة، وعبر عن استعداد روسي لدعم الجيش اللبناني وطلب من ميقاتي تزويد روسيا بتفاصيل الاحتياجات العائدة للجيش . 

السابق
كلينتون مرتاحة لاولويات ميقاتي وفيلتمان ينصحه بالحذر الشديد من تطورات سورية
التالي
البناء: احتضان رسمي ووطني حاشد للراعي وبرّي يُحذّر من سايكس – بيكو جديد

السفير: كلينتون تحتفي بميقاتي وتوصي بالعداء بين لبنان وسوريا

فيما كان البطريرك بشارة الراعي، يتوج الزيارة التاريخية الأولى من نوعها لرأس الكنيسة المارونية لمنطقة الجنوب منذ ما قبل الاستقلال، برقيم بطريركي عنوانه «الالتزام والشهادة» بقضايا الجنوب والجنوبيين، خلال الغداء الذي أقامه الرئيس نبيه بري على شرفه في المصيلح، بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحشد يمثل كل الطيف الجنوبي، تمكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، من تحقيق خرق سياسي، في جدار محاولات محلية وخارجية لفرض عزلة دولية على حكومته، تمثل في استقباله، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

واللافت للانتباه أن ما أعطاه الأميركيون لميقاتي، بعد يوم من وصوله، الى الولايات المتحدة، لم يكن متاحا أثناء وجود رئيس الجمهورية ميشال سليمان في نيويورك، على مدى أكثر من اسبوع، حيث غاب عن جدول لقاءاته أي لقاء له مع أي مسؤول اميركي، كما انه الرئيس العربي الوحيد الذي لم يشارك في حفل الاستقبال الذي اقامه الرئيس الاميركي باراك اوباما للوفود المشاركة غداة افتتاح اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، برغم تلقيه دعوة رسمية، وهو الأمر الذي اثار الكثير من علامات الاستفهام بين الوفود المشاركة في الدورة السادسة والستين للامم المتحدة.

غير أن ما أعطته هيلاري كلينتون لميقاتي، في الشكل، أو بكلامها المعسول الذي تضمن إشادة بالحكومة و«أولوياتها الصحيحة»، وبموقف لبنان «الذكي» في مجلس الأمن الدولي، و«المطالبة الصائبة» للحكومة بتسليح الجيش اللبناني ودعمه، حاولت انتزاعه، بدس كلام مسموم تضمن تحريضا واضحا ضد سوريا وإيران و«حزب الله»، فضلا عن محاولة استدراج لبنان خارج المعسكر الداعم للدولة الفلسطينية من خلال موقعه في رئاسة مجلس الأمن الدولي.

وعلمت «السفير» أن كلينتون التي استهلت اللقاء مع ميقاتي في مكتب لبنان بوصفه رئيسا لمجلس الأمن، انطلقت من معادلة القرارات الدولية، وتحديدا القرارات 1757 و1559 و1701، داعية الحكومة إلى الالتزام بكل موجبات ومندرجات هذه القرارات، ولا سيما موضوع تمويل المحكمة الخاصة بلبنان.
وعندما أثارت كلينتون ما يجري في سوريا من أحداث، تمنت على لبنان أن يبقى بعيدا عما يجري هناك «لأن هذا الخيار هو الأفضل للبنان في هذه المرحلة». وتمنت عدم وقوف لبنان على الحياد في موضوع فرض عقوبات من مجلس الامن على سوريا، مشددة على «ضرورة ان يعرف لبنان مصالحه الخاصة والدولية وألا يعارض أي قرارات دولية ضد النظام السوري».

ورد ميقاتي موضحا ان للبنان وضعا دقيقا جدا حيال سوريا نسبة لخصوصية العلاقات القائمة بين البلدين وان ما يجري في سوريا ينعكس على لبنان الذي لا يمكن أن يتخذ موقفا سلبيا.
وحذرت كلينتون من تحويلات مالية سورية عبر مصرف لبنان المركزي، أو أن تتحول المصارف اللبنانية الى ملاذ لودائع مؤسسات وأشخاص تضعهم واشنطن على لائحة العقوبات.
ورد ميقاتي عليها في هذه النقطة، مشددا على أهمية حماية القطاع المصرفي اللبناني الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني الحر.

وأثارت كلينتون أيضا موضوع القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية هذا الشهر والقاضي بإعفاء الإيرانيين القادمين الى لبنان من الحصول على تأشيرات دخول، طالبة إعادة النظر بهذا القرار، ورد ميقاتي عليها بأن هذا القرار اتخذته حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة.
وأكد ميقاتي «أن أولويات الحكومة اللبنانية هي العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وإبعاد لبنان عن تأثيرات الاوضاع الخارجية عليه». وجدد احترام لبنان التزاماته الدولية «لأنه لا يمكن ان نكون انتقائيين في احترام القرارات الدولية». كما «جدد مطالبة الولايات المتحدة بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ المهام المطلوبة منه خاصة في ما يتعلق بالقرار 1701». ودعا الى العودة لمبادرة السلام العربية.

وخلال لقاء كلينتون ـ ميقاتي، طلب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان عقد لقاء منفصل مع رئيس الحكومة اللبنانية، وبالفعل، وبعد حوالي التسعين دقيقة، عاد فيلتمان والتقى ميقاتي في أحد المكاتب الجانبية، وذلك على مدى سبع دقائق، من دون أن يدلي بأي تصريح للصحافيين، فيما قالت مصادر عربية ان اللقاء يندرج في خانة الضغط الأميركي على موقف لبنان في مجلس الأمن من موضوع الدولة الفلسطينية.
وبحث ميقاتي المستجدات العربية والدولية مع الامين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي ومع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي دعا الى تحييد لبنان عن تداعيات الاوضاع في المنطقة، وعبر عن استعداد روسي لدعم الجيش اللبناني وطلب من ميقاتي تزويد روسيا بتفاصيل الاحتياجات العائدة للجيش . 

السابق
كلينتون مرتاحة لاولويات ميقاتي وفيلتمان ينصحه بالحذر الشديد من تطورات سورية
التالي
البناء: احتضان رسمي ووطني حاشد للراعي وبرّي يُحذّر من سايكس – بيكو جديد