الراي: ميقاتي لكلينتون: لبنان سينفّذ التزاماته الدولية

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اكد لها ان لبنان حريص على علاقته مع المجتمع الدولي وسينفذ التزاماته الدولية.
وجاء كلام كلينتون بعد اجتماع عقدته امس مع ميقاتي في نيويورك حيث يترأس اليوم اجتماعاً لمجلس الامن الدولي.
وحضر الاجتماع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الذي شدد على «أن على ميقاتي أن يتعاطى بحذر كبير مع التطورات في سورية».
ومن المقرر ان يسبق جلسة مجلس الأمن اليوم لقاء بين ميقاتي والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، على ان يجتمع رئيس الوزراء اللبناني ايضاً مع وزيري خارجية روسيا والصين، وهو الذي باشر مشاوراته مع الاعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن، لمواكبة الطلب الفلسطيني بمنح عضوية كاملة في الامم المتحدة.

واشارت معلومات الى ان ميقاتي يثير في اتصالاته ولقاءاته الاعتداءات الاسرائيلية شبه الدائمة على السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، وعدم التقيد بالقرار 1701 وضرورة الانتقال من مرحلة وقف العمليات الحربية الى وقف إطلاق النار، كما ينص القرار المذكور، وتثبيت حقوق لبنان في حدوده البحرية بعد إقرار الحكومة إحداثيات المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة، من دون ان يغيب ملف المحكمة الدولية عن المحادثات في ضوء تعهد رئيس الوزراء اللبناني بتمويلها وفق صيغة ما لم تتم بلورتها بعد في بيروت.

وكان رئيس الحكومة اكد خلال لقاء مع الوفد الاعلامي اللبناني المرافق «ان هدف التحرك الذي يقوم به هو حماية لبنان وتعزيز موقعه ودوره على الساحة الدولية إضافة الى تحصين جبهته الداخلية»، مشيراً الى ان لقاءاته ستشكل له «فرصة لشرح سياسة الحكومة اللبنانية بعد الحملة التي شنت عليها»، موضحاً ان البحث مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون سيتركز على عدد من المواضيع، منها دعم الجيش اللبناني وتعزيز القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية.
وعن الخلاف حول موضوع المحكمة الدولية، قال: «مصلحة لبنان هي في احترام القرارات الدولية وعدم الانتقائية في تطبيقها». وأضاف: «لم يصلني اي موقف رافض (لبناني) إلا في الاعلام كنوع من ربط نزاع، والأفضل ألا نتكلم في موضوع المحكمة لئلا ندخل في سجال لا طائل منه، فيصبح البعض أسرى موقفه. لنترك الموضوع للنقاش الهادئ، وسنحاول إقناع الجميع بعدم الانتقائية في التعاطي مع القرارات الدولية وأن لا مصلحة للبنان في الخروج عليها».
وبالتزامن مع محطة ميقاتي في نيويورك، انهمكت بيروت بالتقارير عن نتائج زيارة وزير المال محمد الصفدي لواشنطن حيث التقى مساعد وزير الخزانة الاميركية للشؤون المالية الدولية تشارلز كولينز في اجتماع انضمّ اليه لاحقاً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي اجرى ايضاً مباحثات منفصلة في وزارة الخزانة مع وكيل وزير الخزانة لقضايا الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين.

وفي حين اشارت تقارير الى ان الصفدي عقد لقاءات مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك، ووزير المال السعودي ابراهيم العساف، ذكرت صحيفة «السفير» ان وزارة الخزانة الاميركية استفسرت من الصفدي وسلامة عن الودائع السورية في المصارف اللبنانية من دون اي طلب رسمي اميركي لاتخاذ أي إجراء معين، كما كانت مهتمة بالسؤال عن سبل تمويل خطة الكهرباء.
وفي حين أكد الصفدي في لقاء إعلامي إنه حاول إيصال رسالة خلال الاجتماعات التي عقدها مفادها ان الحكومة اللبنانية الحالية ليست «حكومة حزب الله ولن تكون كذلك»، استوقف الدوائر المراقبة ما نُقل عن وزير المال من أن «ليس في مصلحة لبنان أن يكون الرئة المالية لسورية»، مشيرًا إلى أن «المصارف اللبنانية اتخذت التدابير للاصطفاف في الإطار الدولي الذي رسمته العقوبات على سورية». 
وعلى وقع الفرز «العمودي والأفقي» الذي أحدثته مواقفه من سلاح «حزب الله» والاحداث في سورية في الوسط المسيحي، انهى البطريرك الماروني بشارة الراعي زيارة الايام الثلاثة للجنوب التي كان خلالها في ضيافة «حزب الله» وحركة «أمل» بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري الذي اختتمت جولة البطريرك في دارته في المصيلح بغداء قاطعه رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري.
وعكست اشادة الراعي من الجنوب بمَن «قاوموا وصمدوا»، رغم تجنُّبه المواقف المباشرة من سلاح «حزب الله» والوضع السوري، تمسُّكه بـ «المنطق السياسي» الذي بدأ يبلوره، وإن من خلفية دينية، خلال جولته الفرنسية والذي طغى على حِراكه المناطقي من البقاع الاسبوع الماضي ثم الجنوب منذ يوم السبت حيث عبّرت الاستقبالات الحاشدة له بمشاركة قيادات «أمل» و«حزب الله» وقواعدهما الشعبية عن احتضان استثنائي لهذا البطريرك الذي يرى مسيحيو 14 آذار انه قام بـ «انقلاب» على ثوابت بكركي التاريخية وعلى النهج الذي أرساه سلفه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير.
وتميّز الغداء الذي اقامه بري للراعي بمشاركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وغياب الرئيس السنيورة الذي لم يكشف سبب عدم حضوره وكذلك الامر بالنسبة الى النائبة الحريري. وفي كلمته توجّه بري الى الراعي قائلاً «اهلا بكم وانت تسلكون طريق نبع الماء الحي وتعبرون كالمعلم عن روح الحكمة والحق. وباسم الجنوب واهله من كل الطوائف ارحب بكم في بيت بيوت الجنوب الذي يقيم لكم افراحا، اهلا بكم وانتم تبشرون بالسيد المسيح الذي له كنيسة الناس». واضاف: «ندعو انفسنا للوقوف الى جانب الراعي في العمل على تحرير الانسان من مخاوفه وهواجسه في لبنان».

من جهته، قال البطريرك الراعي: «اشهد لحقيقة العيش الواحد المسلم والمسيحي في كل المدن والبلدات والقرى التى زرتها في الجنوب. وقد طوى الجنوبين صفحة الماضي وفتحوا صفحة جديدة من الشركة والمحبة وهم يتوقون الى ان تمتد هذه الشركة والمحبة على كل مساحات الاراضي اللبنانية شرط ان تتم على طاولة الحوار». واضاف: «اشهد لتفاني وجهود وتعب جنود القوة الدولية وقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والاجهزة الامنية والصليب الاحمر وقوى الدفاع المدني».
واشار الى ان «اللبنانيين اصبحوا جاهزين للحوار بعد 36 سنة من التضحية والاختبارات»، لافتا الى أنه « منذ ذلك الوقت يسجل اللبنانيين بطولات في مقاومة الاعداء وفي بذل الغالي والرخيص من اجل حماية لبنان والحفاظ عليه وتنافسوا في سبيل تثبيت كرامتهم وحفظ العيش المشترك وصيغة التوازن في احياء الدولة»، مضيفاً: «لستم فقط من الجنوب بل جعلتم ذاتكم قلب الجنوب النابض بالمحبة وضمير الجنوب في نداء العيش الواحد والمتوازن، وصوت الجنوب الصارخ لحرمانه من حاجاته».
في موازاة ذلك، أكّد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أنّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كان صادقا في كلامه ومنزّها (خلال قداس شهداء «المقاومة اللبنانية»)، ما يطمئن المسيحيّين الى عدم الخوف»، مضيفًا: «انّه خطاب عقلانيّ ومتّزن، والرجل أصبح فعلا «حكيم» (اللقب الذي يطلقه القواتيون على جعجع) ينطق بالحكمة بالنسبة الى القضايا الحسّاسة في الوطن، وهو لا يتاجر ولا يتغيّر، والمبادئ التي كان عليها هي نفسها، لكن على أساس فهم جديد لها».
وأشار الجوزو إلى أن «لبنان اليوم هو غير لبنان الذي كان في الماضي في أيّام الحرب، ففي «14 آذار» بالذات يجتمع المسلمون والمسيحيّون والدروز وجميع الفئات من دون أيّ حساسيّات على الإطلاق، لا يشعر المسيحيّ أنّه مضطهد أو مُهان، ولا يشعر المسلم أنّه مضطهد أو مُهان لولا القلق الذي يتسبّب فيه الوجود المسلّح في لبنان».
في هذا الوقت، اتجهت الانظار الى الكلمة الشاملة التي يلقيها الرئيس نجيب ميقاتي اليوم امام مجلس الأمن لدى رئاسته الجلسة المخصصة للإحاطة الشهرية بالوضع في الشرق الاوسط. 

السابق
الاخبار: برّي: لا تخافوا من المقاومة بل خافوا عليها
التالي
ما بعد الطلب الفلسطيني ليس كما قبله