الراعي: اللبنانيون جاهزون للحوار بعد كل التضحيات … بري: لوقف التحريض والتسليح العابر للحدود

طالب رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري بـ «ضرورة وقف أي كلام أو تحريض أو تمويل أو تسليح عابر للحدود»، مجدداً «حرصه على الحوار اللبناني المفتوح من دون أية شروط، على القضايا الوطنية الأساسية، حوار مباشر وصريح من أجل الوصول إلى استراتيجية وطنية للدفاع، وإلى حلول جذرية لأزمتنا الاقتصادية والاجتماعية»، في حين اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي من منزل بري، وفي حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أن «اللبنانيين أصبحوا جاهزين للحوار بعد 36 سنة من التضحيات والاختبارات».

وكان الراعي واصل ولليوم الثالث والأخير من زيارته الرعوية الجنوبية، جولاته على المناطق، وزار دير سيدة البشارة في رميش ودعا في عظة «كل واحد منا مسيحيين ومسلمين إلى أن نبني بعضنا بعضاً، وأي نقص في صفوفنا خسارة وكل تلاقٍ غنى».

وتكررت حفاوة الاستقبال للراعي في بلدة كفروة في قضاء النبطية. وكان في استقباله رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد وشخصيات، وجدد في عظة تمسكه بشعار الشركة والمحبة.

غداء المصيلح

وتوج الراعي زيارته الجنوب في الواحدة والنصف بعد الظهر بتلبية دعوة الرئيس بري وزوجته رندة إلى الغداء في المصيلح، واستقبل الراعي على وقع موسيقى قوى الأمن الداخلي وشرطة المجلس النيابي. وحضر المأدبة الرئيس سليمان وزوجته وفاء ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والنائب رعد، ووزراء ونواب وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد قوات «يونيفيل» الجنرال ألبرتو آسارتا، وشخصيات.

وفي مستهل المأدبة ألقى بري كلمة شدد فيها على أهمية زيارة الراعي الجنوب «فلا يشعر ابن الجنوب إلى أي طائفة انتمى بأنه محتقر أو أنه لبناني من فئة مهمشة ومحرومة». وقال: «ندعو أنفسنا إلى الوقوف إلى جانب البطريرك الراعي في العمل لتحرير الإمام موسى الصدر وكشف مكان إخفائه وتحرير الإنسان من مخاوفه وهواجسه في لبنان كما الإمام الصدر وقف عند المذبح موقف البطريرك، قبلك تماماً يا سيدي البطريرك تجنّى البعض على الإمام الصدر ومن شيعته، واتهموه، وخوّنوه لأنه سار على درب ذات الشوكة التي تسيرون عليها الآن. وأكمل الطريق ولسان حاله يقول «اغفر لهم يا أبتاه إنهم لا يدرون ماذا يفعلون».

وخاطب الراعي قائلاً: «أمام القضايا الوطنية الملحة ونظراً إلى مسؤوليتنا مثلكم أمام الناس، لا يمكننا أن ندفن رأسنا في الرمل ولا أن نجاري أو نداري ولا بد لنا من أن نقول الحقيقة عارية مجردة كما هي، لذلك فإننا أكدنا على منبر الإمام مثلكم حرصنا على الحوار من دون شروط، وأكدنا تطلعنا إلى حوار وطني شامل ينتبه إلى التطورات الجارية في الشرق الأوسط خصوصاً في الأقطار العربية والنطاق الإقليمي المجاور. إن الحوار وبناء الثقة هما الأساس الذي يمكننا جميعاً من بناء الشركة الأفقية مع كل الناس ومن كل الأطياف».

وشدّد بري على «خط الدفاع عن الوطن وهو صيغة العيش المشترك، لأن لبنان بهذه الصفة والطبيعة نقيض إسرائيل العنصرية». وقال: «نتفق معكم في معنى ألا تكون أي علاقة مميزة لأي طائفة مع أي دولة أو مرجعية خاصة بتلك الطائفة أو ذلك المذهب، بل أن تكون تلك العلاقة من أجل لبنان أن تساهم في حل قضايا لبنان ودعم استقراره، وأن يستمر لبنان كما عبرتم قبل زيارتكم فرنسا بلداً يحافظ على العيش معاً والديموقراطية وانفتاحه على العالمين العربي والغربي». وأكد وفاء لبنان لالتزاماته تجاه تنفيذ القرار 1701، مطالباً «المجتمع الدولي ودول القرار بالضغط على إسرائيل لإجبارها على الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر ووقف الانتهاكات الإسرائيلية للحدود السيادية للبنان براً وبحراً وجواً بما في ذلك قرصنة ثروته البحرية».

وحيا بري مقاربة الراعي «للموقف الناتج من الاحتلال الإسرائيلي والذي شكل على الدوام التحدي الأبرز للبنان»، مذكراً بأن «عدم احترام إسرائيل القرارات الدولية الخاصة بلبنان، أدت إلى نشوء المقاومة كنتيجة طبيعية للعدوان واليوم تستمر هذه المقاومة كضمانة لردع أي عدوان ولتأكيد حقوق لبنان في أرضه ومياهه وثرواته الطبيعية براً وبحراً».

وخاطب بري «الأقربين والأبعدين»، قائلاً: «لا تخافوا من المقاومة بل خافوا عليها. وإننا بالنسبة إلى الوقائع الجارية في عدد من الأقطار العربية وفي الطليعة الشقيقة سورية نؤكد ضرورة وقف أي كلام أو تحريض أو تمويل أو تسليح عابر للحدود، وحذّرنا من سايكس بيكو جديد لا يستهدف سورية فحسب بل عدداً «من بلدان المنطقة وصولاً» إلى لبنان».

وجدّد الإعلان «إننا سنمنع أي محاولة لجعل لبنان رصيفاً للتسوية وبالتالي فرض مشروع التوطين»، مؤكداً حق العودة»، لافتاً الى أن «لا فائدة من أن نربح العالم ونخسر أنفسنا، لأن في لبنان من لا يريد أن يكف عن الغضب والسخط وأن هناك من يواصل إغلاق الستائر لمنع الشمس من الدخول إلينا».

وردّ الراعي بكلمة شكر فيها الرئيس سليمان لحضوره وخاطبه قائلاً: «حفظكم الله على رأس هذا الوطن بالصحة والخير والنجاح وحقق أمنياتكم الكبيرة».

وخاطب بري قائلاً: «لستم فقط من الجنوب وفي الجنوب بل جعلتم ذاتكم قلب الجنوب النابض بمحبته ومحبة أهله وجعلتم ذاتكم ضمير الجنوب في نداء العيش الواحد والمتوازن بين مسلميه ومسيحييه وصوت الجنوب الصارخ لحرمانه من حاجاته ويده الناشطة في تلبية حاجاته وإعادة إعماره». وأشار إلى أن زيارته الجنوب «اكتسبت بعدين، الشهادة والالتزام». وقال: «أشهد لحقيقة العيش الواحد في كل المدن والبلدات والقرى التي زرتها. طوى الجنوبيون صفحة الماضي وفتحوا صفحة جديدة من الشركة والمحبة ويتوقون لأن تمتد على كل مساحة الوطن شرط أن تتم على طاولة الحوار المسؤول يطرح عليها الجميع ما لديه من مخاوف وتساؤلات ومآخذ وتطلعات»…

ورأى أن اللبنانيين «أصبحوا جاهزين للحوار بعد 36 سنة من التضحيات والاختبارات، فمنذ 1975 وإلى اليوم وأبناء لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه يسجلون بطولات في مقاومة الأعداء وبذل الغالي والنفيس من أجل حماية لبنان والحفاظ عليه سيداً حراً مستقلاً وتنافسوا في سبيل تثبيت كرامتهم وحفظ ميثاق العيش المشترك وصيغة التعاون المتوازن والمتساوي في إحياء الدولة ومؤسساتها حكماً وإدارة».

وقدم بري إلى البطريرك الراعي درعاً تقديرية «ترمز إلى التلاقي بين مواقف الإمام موسى الصدر والبطريرك الراعي». 

السابق
فيتو نهائي
التالي
لا عودة للحريري في المدى المنظور