الانباء: بري مستقبلاً سليمان والراعي في المصيلح: نحذّر من تمويل وتسليح الاحتجاجات السورية

يترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماع مجلس الامن الدولي اليوم، فيما تنعقد في دار الفتوى قمة روحية تقرر ان تكون موسعة قبل ظهر اليوم الثلاثاء وسيصدر عنها بيان عام يتجنب المسائل الخلافية.

وكانت القمة اقتراح البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي انهى جولة استمرت ثلاثة ايام في الجنوب امس، بلقاء مع الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري في «مصيلح» بالجنوب، واتفق بداية على ان تكون رباعية بحيث تضم البطريرك والمفتي قباني والشيخ عبدالامير قبلان وشيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن، لكن بعض الجهات اصرت على وجوب حضور رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي، ما اوجب توسيع القمة لتضم ممثلي الطوائف اللبنانية الثماني عشرة.

وان يكون البيان الذي اصر البطريرك الراعي على صدوره دون الاكتفاء بالتصريحات عامة، لتجنب الدخول في التفاصيل الشيطانية، فالمطلوب كما بدا واضحا صدور بيان تنويهي بالحراك الاخير للبطريرك الماروني، دون التطرق الى المقاومة او سلاح المقاومة او تمويل المحكمة الدولية، حيث يركز البيان على العيش المشترك والشراكة والمحبة.

الجولة الجنوبية

وكان البطريرك بشارة الراعي اختتم جولته الجنوبية عصر امس، بخلوة عقدها مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الاخير في مصيلح (قضاء الزهراني) اعقبها غداء.

ورحب الرئيس بري بضيفه الكبير بحرارة على ارض الجنوب وعلى مشارف فلسطين، وذكره بالبطريرك الراحل خريش وصديقه الامام موسى الصدر، واعلن وقوفه الى جانب البطريرك الراعي في العمل من اجل تحرير الانسان من مخاوفه ومن هواجسه في لبنان.

وحثه على اكمال الطريق الذي سبق ان سار عليه الامام الصدر حيث ظهر في شيعته من خوّنه واساء فهمه، وسار على ذات الشوكة التي تسيرون عليها.

وقال: لا يمكن ان ندفن رأسنا في الرمل او نجاري او نداري، ولابد لنا ان نقول الحقيقة عارية مجردة، لذلك اكدنا مثلكم على الحوار دون شروط، حوار مفتوح حول القضايا الاساسية من اجل استراتيجية للدفاع، وحوار من اجل بناء الثقة، حوار شامل حول ما يجري في البلدان العربية، واهم ما نلتقي عليه هو صيغة العيش المشترك لان لبنان نقيض اسرائيل العنصرية، ونتفق معكم الا تكون اي علاقة مميزة لاي طائفة مع اي دولة او مرجعية خاصة بتلك الطائفة او ذلك المذهب بل ان تكون تلك العلاقة من اجل لبنان.

بالنسبة للأوضاع القائمة في بعض الاقطار العربية وخاصة في سورية، حذر بري من «اي تمويل او تسليح»، وبالنسبة للأشقاء الفلسطينيين، اكد اننا «سنمنع اي مشروع للتوطين ونؤكد على خط العودة ويجب ان يعرف الجميع ان القضية الفلسطينية تمثل جوهر الصراع في الشرق الاوسط وسنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني من اجل تحقيق تطلعاته»، واضاف اننا «انطلاقا مما تقدم نرى انه لا فائدة من ان نربح العالم ونخسر انفسنا، نقول ذلك لان هناك من يريد اغلاق الستائر لمنع الشمس من الدخول الى الوطن».
 
وشدد بري على ان «لبنان يستحق كل تضحية وان نحلق حوله جميعا وهو يمثل فعلا تحديا وهو وطن جامع مانع، انه بلد الرز وكتاب التاريخ ووطن المحبة».

بدوره، شدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس بري على شرفه في المصيلح على انه «اشهد بحقيقة العيش الواحد المسلم والمسيحي في كل المدن والبلدات والقرى التي زرتها في الجنوب ولقد طوى الجنوبيون صفحة الماضي وفتحوا صفحة جديدة من الشراكة والمحبة وهم يطوقون الى ان تمتد هذه الشراكة والمحبة الى كل مساحات الاراضي اللبنانية شرط ان تتم على طاولة الحوار».

واضاف: «اشهد لتفاني وجهود وتعب جنود القوات الدولية وقادة الجيش وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية والصليب الاحمر وقوى الدفاع المدني».

واشار الى ان «اللبنانيين اصبحوا جاهزين للحوار بعد 36 سنة من التضحية والاختبارات»، لافتا الى أنه «منذ ذلك الوقت يسجل اللبنانيون بطولات في مقاومة الاعداء وفي بذل الغالي والرخيص من اجل حماية لبنان والحفاظ عليه».

وكان قد أعد للبطريرك استقبال حاشد في حاصبيا حيث قال: نحن لا نحب ان يتذوق احدنا مر الاحتلال، او الاستشهاد، نحن في الجامعة العربية، والعالم العربي، جسم واحد، لا نريد لهم لا حروب ولا عنف لأننا نعرف معناها، نريد ان نعرف كيف نلعب دورنا في هذا الشرق العربي، لذلك نحن مدعوون للجلوس بسرعة على طاولة الحوار، آن الأوان ان نجلس بعد 36 سنة من الانكسارات والتضحيات، لنجلس معا ونفاخر بهذا اللبنان.

وكان الوزير وائل ابوفاعور والنائب طلال ارسلان في استقبال البطريرك الراعي وقد اصر ارسلان على ان يتحدث غالب قيس بالمناسبة وهو من انصاره الاشداء، وقد هاجم اصحاب المطامع الشخصية، فرد ابوفاعور منوها بالمصالحة في جبل لبنان التي ارساها البطريرك السابق نصرالله صفير والنائب وليد جنبلاط واعتبر ان جولة الراعي استكمال لتلك المصالحة.

ميقاتي رئيساً لجلسة مجلس الأمن

في غضون ذلك، يترأس الرئيس نجيب ميقاتي اليوم جلسة مجلس الأمن الدولي وسيجتمع الى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وإلى الأمين العام للأمم المتحدة.

وكان الرئيس ميقاتي اكد الالتزام بتمويل المحكمة الدولية لافتا الى عدم وجود انتقائية في التعامل مع القرارات الدولية موضحا انه لم يتبلغ اي موقف من اي جهة ضد تمويل المحكمة باستثناء ما يصدر في الاعلام من باب ربط النزاع.
 

السابق
ليست خطوة صغيرة
التالي
قمة روحيّة في دار الفتوى..بلا محكمة