اتجاهات جديدة مرتقبة بعد لقاءات نيويورك

تقول مصادر ديبلوماسية في بيروت إن بلورة بعض المواقف ازاء ملفات محددة في المنطقة لا سيما منها الملف السوري ينتظر نهاية الاسبوع الجاري وجوجلة الاتصالات التي اجراها المسؤولون الكبار من مختلف الدول الذين اموا الامم المتحدة خلال الايام العشرة الاخيرة للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة. اذ ان اللقاءات التي عقدت على هامش اعمال هذه الجمعية ستسمح بتوضيح الصورة اكثر من السابق على الارجح على غرار ما ساهمت بعض هذه اللقاءات في بلورة موقف تركي متطور من سوريا عبر عنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في نيويورك. وتاليا من غير المستبعد تظهير مواقف جديدة خصوصا في ضوء الدعوات التي وجهها زعماء الدول الغربية وفي مقدمهم الرئيس الاميركي باراك اوباما الى موقف دولي جماعي من النظام السوري.

وتكشف هذه المصادر ان البلورة ضرورية في ضوء مستجدات اخيرة كان ابرزها على الاقل عاملان، احدهما استمرار الوضع على حاله بين النظام ومعارضيه من دون قدرة اي منهما على تسجيل النقاط لمصلحته في حين يسجل المجتمع الدولي على النظام حجم الضحايا اليومية وطبيعة ما يطاول المحتجين، والآخر فشل موسكو في مبادرتها محاولة الجمع بين النظام ومعارضيه على طاولة الحوار. اذ تنقل هذه المصادر عن متصلين بالديبلوماسية الروسية اعترافها بالفشل في هذا الموضوع، علما انها حاولت ان تؤمن مكانا للاجتماع ولم تحاول او تسعى الى التوسط كطرف ثالث بين الطرفين عملا بما كانت قامت به المملكة العربية السعودية بين روسيا والافغان حيث جمعت الطرفين على طاولة واحدة وانسحبت من التورط بينهما. كما ان روسيا لم تقدم برنامج عمل للطرفين من اجل ان يتم الاتفاق عليه.
 وهذه المحاولة الروسية التي لم تنجح اعقبت محاولتين سابقتين: واحدة قدمتها تركيا عبر الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لدمشق عارضا اقتراحا من 14 بندا للتوصل الى حل بين النظام والمعارضة لم ينجح بدوره وقد حملت تركيا النظام مسؤولية عدم الوفاء بتعهداته في هذا المجال، والاخرى قدمتها الجامعة العربية عبر امينها العام نبيل العربي وتضمنت نقاطا جديرة بالمناقشة والاخذ في الاعتبار من اجل الخروج من الازمة لكن النظام رفضها ايضا، في مقابل موافقة المعارضة على كل المبادرات الانفة. وهذا الرفض من النظام جاء وفق متصلين به بذريعة انه ليس ضعيفا من اجل القبول باي مبادرة خارجية وفق ما قد يوحي قبوله باي من الاقتراحات التي قدمت من الخارج. لكن من دون ان يعني ذلك وحتى فترة بضعة ايام خلت ان موسكو تخلت عن موضوع الدعوة الى الحوار بين النظام والمعارضة من اجل ايجاد حل للازمة السورية وفق ما ينقل عن متصلين بالديبلوماسية الروسية التي، وبحسب هؤلاء، تدافع عن المنطق الذي تعتمده من زاوية ان النظام السوري لم يحسن تطبيق اصلاحات فورية وجوهرية منذ بضعة اشهر ولدى انطلاق الانتفاضة السورية. لكن هذا الواقع بات من الماضي والازمة حصلت ولا مجال للعودة الى الوراء لجهة اقتناع الديبلوماسية الروسية ان الاصلاحات الجوهرية تعني انتهاء النظام الحالي والقيادة السورية لا تنوي التخلي عن السلطة.

وبحسب هؤلاء، فان فشل كل هذه المبادرات لا يعني وجوب عدم استمرار المحاولة لان لا خيارات اخرى تقبل بها روسيا، كما ينقل عن ديبلوماسيتها رفضها اي عقوبات دولية على النظام في مجلس الامن لان لا جدوى منها كما تقول هذه الديبلوماسية التي تصر على ان لا خلاف دوليا على توصيف الازمة السورية وطبيعتها ومخاطرها لكن الاختلاف هو على سبل ايجاد الحلول لها.  

السابق
قمة روحيّة في دار الفتوى..بلا محكمة
التالي
خلاف في التيار!!