هل حلّ الازمة السورية… من لبنان ؟

تحدثت أوساط سياسية لبنانية متابعة للأجواء العربية عن تقدم الاتصالات الدولية والعربية بخصوص مخرج للوضع المعقد في سورية، شبيه بالوضع في العراق وبالتالي لبنان.

وقالت الأوساط  ان الصيغة الجاري تداولها خارج الأضواء تتناول إبقاء رئاسة الجمهورية للعلويين بعد وضع السلطة التنفيذية الفعلية برئاسة مجلس الوزراء التي ستؤول الى الأكثرية السنية في البلاد مع إسناد رئاسة مجلس الشعب للمسيحيين وتأمين موقع ملائم لطائفة الموحدين الدروز.

وعن موقف حزب الله من هذه التطورات أكدت الأوساط ان حزب الله سيتصرف بواقعية تعكس التزامه بمبادئه وعقيدته والتزامه وانتمائه، وسيتفادى الانزلاق، ريثما تستقر الأوضاع في سورية، لذلك فهو لن يفرط في الحكومة الحالية، ولن يساوم على المسائل الأساسية في الوقت نفسه، اي السلاح ودور المقاومة.

وترى الأوساط ان حزب الله يستعد بكل قوة للمرحلة المقبلة فهو ينطلق من ان قوى 14 آذار في حالة تراجع وتفكك لصفوفها.

في نظر حزب الله فإن 14 آذار تفتقر الى السلطة وإلى القضية المركزية التي تحرك الجماهير وهي لا تمتلك القاطرة في الوقت الحاضر، فالرئيس سعد الحريري خارج لبنان ومن دونه لا مكان لإطلاق أي تحرك معارض.

وتعاني هذه القوى بنظر حزب الله من الضعف وغياب الخطة ومن الوسائل الكافية للتحرك والتمويل مما يعني حكما اصابتها بالشلل. وتشير الأوساط الى ان حزب الله يعمل على الإمساك أكثر بالرئاستين الأولى والثالثة وعلى تعزيز العماد ميشال عون وقد أهدته السماء البطريرك الراعي هدية ثمينة لا تقدر.

وتؤكد الأوساط ان حزب الله يعمل للحفاظ على المكتسبات ويعد كل العدة للانتخابات النيابية المقبلة.

في مقابل ذلك، ترى الأوساط ان اطرافا عدة في 14 آذار تنظر الى مسار حزب الله بغير واقعه وبشيء من التسهيل فهي تعتبر انه وبمجرد سقوط النظام السوري او رضوخه لأي تسوية داخلية فإن حزب الله سيتهاوى في لبنان.

الا ان هذه الأطراف لا تأخذ في الاعتبار ان للحزب واقعه المتجذر في لبنان وان له حلفاءه في الداخل على مساحة الوطن وداخل معظم الطوائف الى جانب تعزيزه لحضوره في الدولة وسيطرته على مصادر القرار والتمويل والخدمات بكل الوسائل المتاحة.

وتشدد الأوساط على ان حزب الله سيعرف كيف يستخدم التهويل بالسلاح بأي اسلوب كان للتعويض بشكل معين عما سيخسره جراء تراجع سطوة النظام السوري على لبنان.

من هنا تلفت الأوساط الى ان أكثر من مرجعية عربية باتت تدرك ان المعركة الحقيقية في لبنان ستنطلق من خوض مواجهة ضد حزب الله وهي ستكون طويلة الأمد لتتكلل نجاحاتها في الانتخابات النيابية المقبلة مع كل ما يسلتزم ذلك من وسائل وامكانيات.
  

السابق
معادلة ابن سعود
التالي
المحكمة..ستمر؟