دولة فلسطين في عيون أهالي عين الحلوة

ترصد جهات محلية ودولية ردّة فعل أهالي مخيم عين الحلوة، بعد خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأمم المتحدة، مساء الجمعة الماضي، المتعلق ببطلب الاعتراف بعضوية الدولة الفلسطينية المستقلة. وتؤكد المعطيات والدلائل على أن المخيم، الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني، يعبّر عن تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني، ويجسّد هواجسهم عند كل استحقاق مرّت به القضية.

وتميّز المخيم بحركة ديناميكية واسعة، تزامناً مع طرح مقعد فلسطين في الأمم المتحدة، مسجلاً احتفالات كبيرة ومسيرات تضامنية عدة، إضافة إلى فاعليات سياسية وأنشطة تراثية وفولكلورية. ويلاحظ زائر مخيم عين الحلوة أن أجواء الفرح تعمّ أرجاءه، عند مداخله وطرقه الداخلية حيث رفعت الأعلام الفلسطينية فوق شرفات البيوت، والمحال التجارية، وفوق السيارات، ومقار «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية»، ومراكز الهيئات الشبابية والنسائية، ليشكل العلم المرفرف سمة الفرح الأبرز، إضافة إلى تزيين الشوارع تزامناً وطلب الاعتراف بعضوية فلسطين في المنظمة الدولية. كما اجتاحت المخيم شعارات ولافتات التأييد من قبل «فتح» و«الكفاح المسلح» والفصائل، وباسم «لجنة الدفاع عن حق العودة»، التي أكدت أن «الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها في الأمم المتحدة، هو تعزيز للمكانة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقوة للحقوق الوطنية». وفي شعار آخر «سقط القناع يا أوباما بإدعائك بتعزيز ودعم ربيع الثورات العربية، انحيازك للعدو الإسرائيلي بكل جرائمه وفاشيته على حساب الشعب الفلسطيني»، وثالث «انتقال فلسطين من كيان مراقب إلى دولة فلسطينية، يحسم مسألة الدولة الفلسطينية ككيان سياسي وقانوني»، و«لماذا تتغنون بازدهار ربيع الثورات العربية في منطقة الشرق الأوسط، والعالم الثالث، وتقفون عند ربيع فلسطين باستخدام حق الفيتو ودعمكم لإسرائيل».

وتؤكد الشابة ابتسام أبو سالم، التي شاركت باسم «المنظمة النسائية الديموقراطية» في الأنشطة التي أقامتها الهيئات الشبابية في المخيم، ومن بينها في رفع أعلام فلسطين، على أنه «استحقاق تاريخي ومفصلي في مسار القضية الفلسطينية، لأن إعلان الدولة يخرجنا من دائرة الضغط الإسرائيلي الأميركي، ويجعلها في دائرة العالم كله»، لافتة إلى أن ذلك «لا يلغي منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، خصوصاً بقضية اللاجئين الفلسطينيين. كما يعزز التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية والدولة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين»، مشيرة إلى أنه «في حال استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أميركا، تكون القضية الفلسطينية أكدت للعالم أجمع أنها مع السلام العادل والمتوازن، وأن العدو الإسرائيلي هو من يرفض السلام».  
اما إبراهيم سعيد عباس، من وجهاء مخيم عين الحلوة، فاعتبر أن «طرح الاعتراف بعضوية الدولة الفلسطينية، هو بمثابة انتصار حقيقي للشعب الفلسطيني، بغض النظر عن نتائجه. وكنا نعلم أنه سيصطدم بالفيتو الأميركي»، مشيراً إلى «تحقيق مكاسب سياسية ولو طفيفة، أهمها إعادة الصراع مع العدو الإسرائيلي جماهيرياً إلى المحافل الدولية، وبداية التحضير للانتفاضة الفلسطينية الثالثة». بدوره لفت الحاج يوسف عويد إلى أن «أي إنجاز يتحقق للشعب الفلسطيني، من طرح الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، إلى حق عودة اللاجئين من دون التفريط بأي من الثوابت الفلسطينية، هو انتصار للشعب الفلسطيني، علماً أن قناعتنا مسبقاً أن أميركا ستستخدم الفيتو كما عودتنا دائماً لمصلحة العدو الإسرائيلي».

وقال أمين سر «لجنة الدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة» فؤاد عثمان: «نحن كلاجئين فلسطينيين في لبنان، نرى أن مجرد طرح الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة لن يزيدنا إلا إصراراً وتصميماً على مواصلة النضال حتى تحقيق حقنا في أرضنا ومقدساتنا ولو بعد حين. ونقول للعدو الإسرائيلي: لا سلام ولا استقرار ولا أمن لكم في فلسطين، ما لم يتحقق قيام الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم». ويشدد عثمان على أن «مجرد انضمام فلسطين إلى الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة، ومنها محكمة الجزاء الدولية، سيساهم بكفّ يد إسرائيل وراعيتها أميركا عن أبناء الشعب الفلسطيني وترابه». 

السابق
المحكمة..ستمر؟
التالي
رجال الدين يحتلون الحياة الامامية