النهار: يوم جنوبي استثنائي احتفاء بجولة البطريرك

مع أن الجولات الكثيرة التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على عدد من المناطق منذ انتخابه اتسمت غالباً بطابع شعبي، فان اليوم الثاني من جولته الجنوبية أمس اكتسب طابعاً استثنائياً ان من حيث الابعاد السياسية التي حرصت القوى الاساسية في الجنوب على اضفائها على استقباله ام من حيث المضامين البارزة للكلمات التي القاها في محطاته الكثيفة.
وعلى اختلاف التلاوين السياسية في الجنوب، واكبت جولة البطريرك الراعي في مناطق حاصبيا ومرجعيون والنبطية وبنت جبيل حفاوة لافتة لاقاها البطريرك بخطاب غلب عليه طابع "نداء الوحدة" واعادة بناء "النسيج المشترك" وابراز الدور "الجامع" لبطريرك الموارنة، حاضا بقوة على الحوار الداخلي.
واذ تميز اليوم الجنوبي الثاني للبطريرك بشموله عشرات القرى والبلدات في الاقضية التي زارها، كانت ثمة دلالات مهمة لبعض محطاته. ففي حاصبيا سجلت سابقة مع الزيارة الاولى لبطريرك ماروني لخلوات البياضة، حيث احتشد مشايخ الخلوات الكبار وممثلو القوى السياسية الدرزية وسواها في استقباله والترحيب بخطوته، الامر الذي دفع الراعي الى القول: "أرى امامي صورة مصغرة عن لبنان بكل عائلاته الروحية والسياسية والمذهبية والادارية"، داعيا الى "طي صفحة الماضي والتطلع الى الامام".
غير ان الزيارة لم تخل من اشكال تسببت به كلمة للشيخ غالب القيس وجه عبرها سهام النقد الى معارضي مواقف البطريرك الراعي، غامزاً من قناة قوى 14 آذار. وعلم ان ترتيبات كانت اتخذت لاستقبال البطريرك وأصر النائب طلال ارسلان، الذي رافق الراعي من القليعة الى حاصبيا، على ان يلقي الشيخ القيس كلمة الترحيب به ووافق الحزب التقدمي الاشتراكي على ذلك على اساس حصر الكلمة بالترحيب. غير ان تجاوز الكلمة هذا الطابع دفع الوزير وائل ابو فاعور، الذي مثل النائب وليد جنبلاط في الاستقبال، الى القاء كلمة اخرى اعتبر فيها ان زيارة البطريرك "هي استكمال لمصالحة الجبل". كما اصدر لاحقا احد كبار مشايخ خلوات البياضة الشيخ فندي جمال الدين شجاع بيانا لفت فيه الى ان "بعض من تحدثوا في استقبال البطريرك عمد الى غمز من امور تسيء الى الموقف العام لطائفة الموحدين الدروز وهو الامر الذي نرفضه بالكامل".
وأمام استقبال حاشد آخر اقيم له في جديدة مرجعيون، رأى الراعي ان "لبنان امام تحدي لم الشمل واعادة بناء نسيجه الاجتماعي"، داعيا الى "تجاوز كل الخلافات والجلوس الى طاولة الحوار لطرح كل الامور التي لا تصطلح اذا بقي الحوار عبر وسائل الاعلام". وقال ان زيارته للجنوب "هي لتهنئة ابناء الجنوب بانتصارهم وصمودهم وهم الذين قدموا كل شيء من أجل لبنان". ووجه ميتروبوليت مرجعيون وصيدا وصور للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري نداء الى الراعي "لمضاعفة الجهود من اجل اعادة ابنائنا من الارض المحتلة الى اراضيهم واهلهم".
 أما في النبطية، فتكررت كلمات الترحيب بالبطريرك على ألسنة مسؤولين من "حزب الله" كان من ابرزهم النائب محمد رعد الذي اعرب عن "اعتزازه بمواقف البطريرك الصريحة والصادقة في حرصها على الشركة والمحبة".
ووصل موكب البطريرك ليلا الى قرى قضاء بنت جبيل الحدودية حيث اقيمت له محطات استقبال عدة في تبنين وصف الهوا وعين إبل والقوزح ورميش ودبل. واذ وصف الراعي بنت جبيل بانها "عاصمة العيش المشترك"، قال: "تبين للبنانيين ان البطريرك ليس بطريرك الموارنة فقط انما هو لجميع اللبنانيين(…) تقولون للبطريرك عليك تحمل مسؤوليتك في جمع اللبنانيين وتوحيدهم، سلمتموني كل أوراق الثقة وتطلعات الشعب اللبناني وهذا يزيدني أملا ورجاء بأننا قادرون على نسج النسيج اللبناني من شماله الى جنوبه بالشركة والمحبة لنكون للعالم العربي والغربي أصحاب خبرة في البطولة والدفاع عن النفس ورد الاحتلال وليكون لبنان عامل استقرار وسلام". وذكر انه "منذ عام 1975 ومن شمال لبنان الى جنوبه عرف الشعب اللبناني أن يقاوم ويحرر وأن يحافظ على وطنه".
ويشار الى ان البطريرك الراعي سيزور اليوم في ختام جولته رئيس مجلس النواب نبيه بري في دارته في المصيلح حيث يقيم مأدبة غداء على شرفه.

في نيويورك
في سياق آخر، يلقي رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي غدا كلمة امام مجلس الامن لدى رئاسته جلسته. وسيعقد اليوم في نيويورك سلسلة لقاءات أبرزها مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ووزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وفي معلومات لموفد "النهار" الى نيويورك خليل فليحان ان المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع الامين العام للأمم المتحدة الاسبوع الماضي تركزت في جزء اساسي منها على موضوع المنطقة الاقتصادية الخالصة ودور الامم المتحدة في منع اسرائيل من قضم 870 كيلومترا من حقوق لبنان في هذه المنطقة. وقد كرر بان كي – مون أمام رئيس الجمهورية دعوته لبنان الى البدء باستثمار الثروة الطبيعية من حقول الغاز والنفط في المنطقة غير المتنازع عليها شرط عدم استثمار اسرائيل هذه المنطقة وترك الاتصالات تأخذ مجراها لاقناع اسرائيل باعادة ترسيم احداثيات المساحة التي تعود اليها في المنطقة. وقال بان للرئيس سليمان إن هناك دولا عدة تواجه مثل هذه الازمة منذ سنوات مثل فنلندا ومصر وقبرص.
وأبلغ مصدر أممي "النهار" أن الامين العام قلق من التوتر الذي نشأ بعد اكتشاف لبنان القضم الاسرائيلي ورد "حزب الله" على التهديدات الاسرائيلية بالتصدي لها، مشددا على ضرورة بذل الجهود لدى الطرفين لتخفيف التوتر وازالته لأن أي تفرد من أي طرف سينعكس ضررا على جميع الشركاء في تلك المنطقة وهم لبنان وقبرص واسرائيل. وأشار الى ان بان أكد لسليمان أنه يمكن الأمم المتحدة أن تضطلع بدور لترسيم الحدود البحرية بتكليف من مجلس الأمن. 

السابق
الجمهورية: ميقاتي يرأس في نيويورك جلسات مجلس الأمن: الانتقائيّة في القرارات الدوليّة لا تخدم لبنان
التالي
حماس عند نصرالله