الجمهورية: ميقاتي يرأس في نيويورك جلسات مجلس الأمن: الانتقائيّة في القرارات الدوليّة لا تخدم لبنان

جدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأكيده أنّ "مصلحة لبنان تكمن في احترام القرارات الدوليّة وعدم الانتقائيّة في تطبيقها، وفي الوقت نفسه النظر إلى مصلحة لبنان كأولويّة"، لافتا إلى أنّه "لم يصلنا أيّ موقف رافض للمحكمة الدولية إلّا في الإعلام كنوع من ربط نزاع". قال: "لنترك الموضوع للنقاش الهادئ، ولا يزال لدينا مُتّسع من الوقت للبحث فيه، وسنحاول إقناع الجميع بعدم الانتقائيّة في التعاطي مع القرارات الدوليّة".

وأوضح ميقاتي في لقاء مع الإعلاميّين المرافقين له في نيويورك التي وصل اليها أمس، أنّ هدف تحرّكه "حماية لبنان وتعزيز موقعه ودوره على الساحة الدوليّة، إضافة إلى تحصين جبهته الداخلية ومقاربة كلّ المسائل الداخلية بهدوء وسلاسة"، مؤكّدا أنّ "لا رابح أو خاسر في لبنان، بل هناك مصلحة لبنانية عُليا يجب العمل لتحقيقها، ولذلك رسالتي هي دوما الهدوء والهدوء والهدوء واحترام بعضنا البعض". وقال: "لا خيار لنا إلّا أن نكون على علاقة ممتازة مع كلّ دول العالم باستثناء العدوّ الإسرائيلي طبعا، وأولويتنا هي الوحدة الداخلية، وبناء على ذلك نقارب أيّ موقف خارجي".

وكشف ميقاتي عن سلسلة من لقاءات سيعقدها اليوم في مكتب رئيس مجلس الأمن الدولي، كون لبنان رئيسا للمجلس لهذا الشهر، مع كلّ من وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، إضافة إلى لقاءات مع رؤساء وفود عربية وأجنبيّة والسفراء العرب المعتمدين في الأمم المتحدة". ولفت إلى أنّه "سيعقد اجتماعا مع الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون يتناول فيه موضوع القرارات الدوليّة المتعلقة بلبنان وطلب فلسطين نيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة والوضع الإقليمي"، مشيرا إلى أنّه "سيرأس الثلثاء جلسة مجلس الأمن وسيلقي كلمة محورها الوضع في الشرق الأوسط والقرارات الدولية والموضوع الفلسطيني والربيع العربي". وأوضح أنّه اتّصل قبل وصوله إلى نيويورك برئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس وهنّأه على كلمته وأبلغ إليه دعم لبنان القضيّة الفلسطينية في أيّ موقع يكون فيه. وشدّد على أنّ تحركّه "يتكامل مع التحرّك الذي بدأه فخامة رئيس الجمهورية بهدف حماية لبنان وتعزيز دوره على الخريطة الدولية". وقال "إنّ الفرصة التاريخية المتاحة للبنان بترؤس مجلس الأمن، ستحقّق لنا الاطّلاع على الأجواء الدولية وطريقة مقاربة المجتمع الدولي لقضايا الشرق الأوسط، إضافة إلى إبلاغهم موقف لبنان من هذه التطوّرات وستوفّر لنا هذه اللقاءات الفرصة لشرح سياسة الحكومة اللبنانية بعد الحملة التي شُنّت عليها". وأوضح أنّ البحث مع وزيرة الخارجيّة الأميركية هيلاري كلينتون "سيركّز على عدد من المواضيع، منها دعم الجيش اللبناني وتعزيز القوى الأمنيّة والعسكرية اللبنانية". وجدّد تأكيده أنّ "مصلحة لبنان هي في احترام القرارات الدولية وعدم الانتقائيّة في تطبيقها، لكن في الوقت ذاته النظر إلى مصلحة لبنان كأولويّة، ولا أعتقد أنّ أيّ مخلص في لبنان يمكن أن يكون ضدّ مصلحة بلاده". وأضاف: "هذا الموقف عبّر عنه فخامة الرئيس وعبّرت عنه أنا، كما عبّر أطراف آخرون، فيما البعض الآخر لم يُعلنوا موقفهم. لم يصلني أيّ موقف رافض إلّا في الإعلام كنوع من ربط نزاع، ولم يُصَر إلى مناقشة الموضوع في الحكومة حتى الآن، وأنا أقول رأيي كرئيس حكومة لبنان، والأفضل أن لا نتكلم في موضوع المحكمة لئلّا ندخل في سجال لا طائل منه، فيصبح البعض أسرى مواقفهم. لنترك الموضوع للنقاش الهادئ ولا يزال لدينا مُتّسع من الوقت للبحث فيه ومناقشته، وسنحاول إقناع الجميع بعدم الانتقائيّة في التعاطي مع القرارات الدولية، وبأن لا مصلحة للبنان في الخروج عليها". وأوضح "أنّنا سنشرح لمن سنلتقيهم خصوصيّة لبنان الداخلية ومدى تأثره بالأحداث والظروف المحيطة، وذلك بهدف تجنيبه أيّ هزّة داخلية"، كاشفا أنّ "لبنان سيقدّم إلى الأمم المتحدة الخرائط اللازمة في شأن المنطقة البحريّة الاقتصادية الخالصة وسيطلب حماية هذه المنطقة".
 
محمود جبريل

وكان ميقاتي استقبل رئيس المكتب التنفيذيّ للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود جبريل في حضور وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور وممثل لبنان لدى الأمم المتّحدة السفير نواف سلام.

ولاحظ جبريل أنّ "العلاقات بين لبنان وليبيا انقطعت وخرجت عن مسارها الطبيعي بسبب تصرّفات القذافي التي أساءت إلى الشعبين اللبناني والليبي". وقال: "لبنان بلد له مكانة خاصة لدى الليبيّين، ليس لاعتباره تاريخيّا واحة من واحات الديموقراطية الأصيلة في هذه المنطقة، ولكن أيضا لمواقف شجاعة وجريئة وقفها لبنان مع الشعب الليبيّ خصوصا موقفه الأخير في مجلس الأمن". وأشار إلى ملتقى الاستثمار في ليبيا الذي سيعقد في بيروت برعاية ميقاتي، كاشفا عن "إمكان عودة السفير الليبي الى بيروت مرّة أخرى".

وعن قضيّة الإمام موسى الصدر، قال جبريل: "وعدنا أن نأخذ هذا الملفّ من كلّ جوانبه، وفي حال الوصول إلى أيّ معلومات سيكون لبنان أوّل دولة يعلم بذلك. نحن نبحث الآن في كلّ الاتّجاهات، سواء ملفّ الإمام وغيره من الملفّات العالقة قديما". وأعرب عن تأييده "مصلحة الشعبين السوري واليمني قلبا وقالبا".

تاسك فورس

إلى ذلك، التقى ميقاتي وفدا من منظمة "أميركان تاسك فورس فور ليبانون" برئاسة السفير السابق إدوارد غبريال وفي حضور سفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد. 

السابق
هل الوجود المسيحي في خطر··؟
التالي
النهار: يوم جنوبي استثنائي احتفاء بجولة البطريرك