الأنباء: وثيقة سياسية لمسيحيي 14 آذار في 16 أكتوبر

تتحضر القوى المسيحية في 14 آذار لاجتماعها الاول المرتقب في دير سيدة الجبل، في بلدة «فتقا» في قضاء كسروان يوم 16 اكتوبر المقبل لتصدر وثيقة سياسية، تدخل في نطاق عزم 14 آذار توحيد صفوفها وتجديد اندفاعتها في مواجهة الاكثرية الجديدة، استعدادا للانتخابات التشريعية المنتظرة عام 2013.

وتعقد هذه الجماعة المسيحية اجتماعا تحضيريا اليوم للتداول بآلية الاجتماع ومقرراتها.

وتوقعت اوســـــــاط 14 آذار لـ «الأنباء» ان الاندفاعة الحقيقية مرتبطة بعودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، الا ان الاستعدادات ستبدأ من اليوم استنادا الى النجاح الشعبي الذي حققه مهرجان القوات اللبنانية بذكرى شهدائها يوم الاحد من خلال الحشد او عبر المردود السياسي الذي ترتب عليه.

وقالت هذه الاوساط ان الكثير من الخطوط العامة للوثيقة السياسية المنتظرة وردت في خطاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في احتفال ملعب جونية، حيث ارتفعت اعلام القوات اللبنانية الى جانب اعلام الكتائب والوطنيين الاحرار، وسط شعار «الحياة من دون سلاح اجمل».

وتضمنت كلمة جعجع ردودا غير مباشرة على تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي اكتفى في جولته الجنوبية بالعموميات، حيث وضع جعجع نقاط الوجود المسيحي في الشرق فوق كتاب حماية الاقليات الذي يقرأ فيه البطريرك الراعي احساسا بمخاوف لا يعتبرها جعجع قائمة او مبررة. ولم يمر وجود الكاردينال نصرالله صفير الذي ترأس الجانب الديني من احتفال القوات اللبنانية بذكرى شهدائها مرور الكرام، على الرغم من انه تجنب السياسة في عظته القصيرة، مكتفيا بالتمني للبنانيين اياما افضل من «هذه الايام البائسة»، وقد رصدت الكاميرا دمعة في عينه تحت تأثير الهتاف والتصفيق الذي قوبل به.

رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة علق على خطاب جعجع بالتأكيد على ان المسيحيين في لبنان والمنطقة جزء اساسي من مكوناتها، ورفض السنيورة الشائعات وعمليات التخويف التي تبحث في حال زوال هذا النظام او ذلك لأنها لا تمثل الحقيقة.

واستهجن السنيورة رفع الشعارات المتعلقة بالاقليات ووصفها بالمضرة، ونحن نقول: لا اكثريات ولا اقليات بل انسان ينتمي الى وطن ويعامل على اساس المواطنة بغض النظر عن عرقه او دينه، واعتبر القول ان تغيير النظام (السوري) سيؤدي الى سيطرة الاسلاميين غير صحيح.

عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب سليم سلهب اشار الى معطيات خارجية وداخلية دفعت البطريرك الراعي الى اتخاذ مواقفه، وان جعجع رد بشكل غير مباشر على مواقف الراعي الباريسية ووجه العديد من الرسائل السياسية، ورأى سلهب ان مبادرة جعجع تجاه حزب الله ودعوته الى تسليم سلاحه للدولة بشرف، لن تلقى صداها في الوقت الحاضر لأن قسما من الشعب لم يتقبل الفكرة بعد، علما انه حين كان جعجع يقول ما قاله كان البطريرك الراعي يقول: من دون المقاومة ما كان بوسعي زيارة الجنوب قبل العام 2000.

وقال سلهب، وهو عضو في كتلة عون، ان وضعنا سيئ جدا وما يحصل حولنا اسوأ، وطريقة تعاطينا مع الامور ليست مفيدة، واستغرب اعتبار الرئيس السنيورة والنائب نهاد المشنوق خطاب جعجع في عيد شهداء الكتائب تكريما لمسيرة غبطة البطريرك نصرالله صفير، وأضاف: كنت افضل ان نرى كيف نحلحل الامور حتى لو كنا مختلفين مع بعضنا البعض. وكان النائب نهاد المشنوق الذي مثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة في احتفال شهداء القوات اللبنانية، رأى في هذا الاحتفال تكريما لمسيرة البطريرك الكاردينال نصرالله صفير الشخصية والسياسية وفضله على استقلال لبنان وسيادته، وهذا ما عبر عنه الفرح العارم للحشود.
 
واضاف المشنوق ان د.جعجع كان شجاعا بكلامه عن عدم حاجة المسيحيين الى الحماية لأنهم اصحاب دور وحق ومبدأ، كما كان شجاعا في توصيفه الدقيق لمسيرة الربيع العربي بدءا من فلسطين الى سورية والى سائر الدول العربية التي تشهد ثورات.

ورد النائب القواتي انطوان زهرا على كلام النائب العوني سلهب بالقول: جعجع لم يوجه اي رسالة للبطريرك الراعي بشكل مباشر، بل الرسالة لمن حمل البطريرك هذه الهواجس من المتحالفين مع النظام السوري.

واشار زهرا الى ان الراعي اكد خلال اللقاء الماروني الاخير في بكركي انه لا يتعاطى السياسة، وان المواقف السياسية تبقى للسياسيين وانه لن يتبنى وجهة نظر احد، بل نقل وجهة نظر حزب الله وحججه للاحتفاظ بالسلاح، ولا يمكن لبكركي تبني ثوابت تجيز السلاح خارج الدولة، ولم يأخذ موقفا لا مع النظام السوري ولا ضده.

وعن زيارة عدد من المطارنة الى سورية اليوم، قال زهرا: اذا كان هذا الكلام صحيحا، فهذا امر مؤسف وخطوة خاطئة جدا ولا تخدم الوجود المسيحي الحر بل تضع علامات استفهام، وقال ان حزب الله يعيش حالة اعادة نظر في حساباته.

وحول كلام جعجع عن تمييز قوى الامن والاجهزة بين عناصر حزب الله وغيرهم، قال وزير الداخلية مروان شربل ان في هذا القول الكثير من المبالغات، وان قوى الامن تطبق القانون على كل الاراضي اللبنانية.

عضو كتلة الاصلاح والتغيير النائب فريد الخازن ابلغ قناة «المنار» انه لم ير في خطاب جعجع اي كلام جديد، فالمناسبة مناسبة تعبئة، ولم اجد اي طرح جديد.

وكان جعجع قال ان المسيحيين لا يريدون تمويلا او ابتزازا او ضمانات من احد.

وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، تعليقا على خطاب جعجع، انه يجسد خطاب 14 آذار بامتياز بكل اطيافها السياسية والحزبية والطائفية المستقلة. 

السابق
حلف الأقليات او يهودية إسرائيل؟
التالي
اشبه بقنبلة صوتية لا فعالية لها