ممانعة مكيّفة

لم تتوقف بعد النقاشات حول الخطوة المزمعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والمتعلقة بطلب الاعتراف بدولة فلسطين من مجلس الأمن الدولي.
المؤسف ان هذه النقاشات استعادت أجواء التخوين والانقسام ما من شأنه عرقلة أي تقارب فلسطيني ـ فلسطيني كنا اعتقدنا انه الخطوة الأهم لاسترجاع فلسطين.
خلال الأيام الماضية استمعت الى حوارات شارك فيها مسؤولون عن السلطة الفلسطينية وعن حركة "حماس" وقرأت حول ما يجري في المخيمات.
أقول الحق، ان منطق "حماس" لم يكن مقنعاً في تعليل رفض خطوة عباس وبدا ان ذاك المنطق يرتكز الى أسباب لها علاقة بالمشاركة في السلطة أكثر مما لها علاقة بتحرير فلسطين.
تعترف "حماس" بأن تحرير فلسطين يتطلب ثلاث وسائل نضالية: المقاومة المسلحة، المقاومة السياسية، وبناء مجتمعي حاضن.

وتقول السلطة اننا لن نخسر شيئاً من الخطوة باتجاه طلب الاعتراف بدولة فلسطين، فرفض الفكرة سيزيد من شعور العداء لإسرائيل ولأميركا كما ان ذلك سيساهم في تلاحم الفلسطينيين.
الغريب في المسألة ان "حماس" تلتقي في رفض الفكرة مع الرفض الإسرائيلي والرفض الأميركي ولو توقف الأمر عند هذا الحد لقلنا عسى الله يهدي الجميع.
الأفظع ان هناك في لبنان من لا يزال يغذي الانقسامات الفلسطينية كأن يقول مزايداً: هل تخلينا عن تحرير فلسطين؟ ثم يذهب لبنان في غرفة مكيّفة.
وهناك أيضاً من يزايد على الرئيس بشار الأسد في قوله: "ان السلام خيار استراتيجي" والممانع اللبناني يقول: تحرير فلسطين خيار استراتيجي.
اللهم وفق بين الفلسطينيين وأبعد عنهم مزايدات اللبنانيين.
  

السابق
5 عملاء جدد من داخل حزب الله أحدهم قيادي بارز !!؟
التالي
حزب الله: خطاب اوباما تضمن انحيازا مطلقا للكيان الصهيوني في موضوع إعلان الدولة الفلسطينية