قبلان إنتقد العرب لعدم مغادرتهم خلال القاء أوباما كلمته

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بقول رسول الله محمد: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، فالنبي تلميذ كريم أدبه الله تعالى بآدابه، فهو حبيب عند الله الذي علمه وأدبه، فكان رسول الله تلميذ في المدرسة الإلهية التي يقودها الإيمان والخير والاستقامة والعدالة، والنبي رجل عظيم يخطو خطوات ثابتة ومستقيمة، فهو عبد الله حق عبادته، وأطاعه في الشدة والرخاء، وعايش الحق، وصهر نفسه بتعاليم الحق، فكان قدوة في العالم اجمع، لم ينحرف، ولم يعص الله تعالى، فكان بارا بأمته، مباركا في دعوته، تعاطى مع الخير، وحارب الشر بسلوكه ومنطقه وتوجهاته، لذلك نحن نتعلم من مدرسة رسول الله، ونترفع فيها درجة فدرجة لنحصن أنفسنا بالآداب النبوية، ونبتعد عن الشواذ والانحراف".
واضاف: "ان الأئمة المعصومين تلاميذ نجباء شربوا العلم من النبي الكريم، ولذلك يقول الإمام جعفر الصادق: "كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقول الناس رحم الله جعفر بن محمد فلقد أدب شيعته فأحسن تأديبهم"، وعلينا "ان نرتشف العلم والمعرفة من شجرة النبوة والدوحة المحمدية ونعود إلى رسول الله الذي حسم الأمور بان جعل المرجعية إلى الله في كل الامور، وعلينا ان نقتدي برسول الله، ونأخذ من مدرسة النبوة ما هو شفاء وخير وبركة، لذلك فان المسلمين لا تقوم لهم قائمة دون الرجوع إلى مدرسة رسول الله، فالنبي حصن ومرجعية دينية، وهو امام المتقين، وقدوة المقتدين، نستضيء بنور علمه، ونعمل بإرشاداته وسلوكه، ونتعلم في مدرسته لنكون هداة مهديين كراما موفقين للطاعة بعيدين عن المعصية، من هنا نطالب الجميع بعد ان شاهدنا الحراك في العالم العربي بان يعودوا إلى رسول الله ويقتدوا بأهل الإيمان والتقوى والهداية، فالنبي زعيم هذه الأمة وقائدها ومعلم النشء، وعلينا ان نصلح الأمر ونصحح المسيرة فنبتعد عن المتاهات والأحقاد والسيئات، ان شعبنا لا يقر له قرار الا بالرجوع إلى بيت النبوة ومعلم الأجيال وحامل الرسالة، فأهل البيت قدوة بكل معنى الكلمة ولا ينقصهم شيء، فهم الخير المطلق ومصدر الآداب الصحيحة والتربية الصالحة، ولا يجوز ان نبتعد عن أهل البيت ونأخذ التعاليم من غيرهم، فالمطلوب من الجميع ان يبتعدوا عن الحسد والبغي والمشاكسة والمنكر، فالإسلام ناصع المعالم واضح الطرق هدفه الحق وطريقه مستقيم يأمر بالمعروف ويعمل لإصلاح الأمر والبعد عن المتاهات، والمطلوب منا ان نصحح المسار والمسير فنعود إلى اهل البيت لنكون قدوة لكل مقتدي وناصرا ومعينا لكل طالب حق فنعمل لمصلحة الناس ومنفعة العباد، وعلينا كمؤمنين ان نرسم المعالم بسلوكنا ونهجنا وسيرتنا فنبتعد عن العيوب وكل عمل يسيء لنا في مسيرتنا، فنحن أتباع الأئمة الهداة المهديين، والمطلوب من ان نقتدي بهداهم ونعمل لخير الامة ولمنفعة البلاد ونبتعد عن الغل والحقد والحسد والنميمة والمقالة السيئة، ونكون دائما تحت سقف الإيمان موحدين متضامنين عاملين بالخير ولا سيما أننا محظيون بانتمائنا لأهل البيت، فالمسلمون هم من خير امة أخرجت للناس يدعون إلى الخير وينهون عن المنكر، وعلينا ان نعظ ونرشد ونكون قدوة للناس بأخلاقنا وسلوكنا نرتشف من معين الحق ونبتعد عن المكابرة والمخادعة والأنانية فلنكن جميعا في هذا الحقل كراما موفقين لطاعة الله تعالى".

ورأى الشيخ قبلان "ان لبنان ينتقل من مرحلة إلى أخرى، ولقد استبشرنا خيرا بإقرار المجلس النيابي لمشروع الكهرباء، وهذا عمل يشكر عليه الرئيس نبيه بري وأعضاء المجلس النيابي، ونحن نحارب الإجحاف والظلم والحيف، ونطالب بتمتين العلاقة مع الشعب فنسير بخطى ثابتة وصلبة وصحيحة فنكون من أهل الولاية بحق، فما يجري على الأرض في عالمنا العربي مؤسف جدا، ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، فلماذا لا نصحح المسيرة ونصلح شأنها".

وإعتبر "ان مؤتمر الصحوة في إيران امر جميل لنصحو من سباتنا، ونستيقظ من نومنا، ونتنبه من غفلتنا، ونضع الخطط لإنقاذ البلاد والعباد، ونعمل لما ينفع الأمة، فنكون دعاة صادقين نعمل في سبيل المصلحة العامة، لذلك نطالب الجميع بالروية والأدب والحكمة والسلوك السوي".

واستنكر "الدماء التي تسيل في البحرين، فالشعب البحريني شعب مسالم يطالب بحقوقه وإصلاح نظامه السياسي، فلماذا يتم التعاطي معه بعنف؟ فهذا الهجوم على الشعب البحريني مستنكر، فهذا الشعب لم يطالب بإسقاط النظام إنما طالب بتصحيح الأوضاع وإصلاح النظام وإعطاء الحقوق للناس في معيشتها وأمنها واستقرار وضعها في وطنها".

وطالب "الأنظمة ان تصحح مسارها وتعمل لما ينفع الشعوب وتبتعد عن الإساءة للشعب، وخاصة ان معظم الأنظمة مرهونة لأميركا، وأميركا مرتهنة لإسرائيل التي ترفض إعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة الدولة الفلسطينية، فالفلسطينيون هم أصحاب الأرض المشردين عنها، وأميركا ترفض قيام الدولة الفلسطينية فيما لا تخاطب الأنظمة العربية اميركا بما تستحق، وتعيش الأمة العربية الويل والثبور والعار ولا تتحرك لتطالب أميركا بإنصاف الشعب الفلسطيني، فتعيش معظم الأنظمة العربية الغفوة والسبات فنكون رهينة لأميركا وبالنتيجة تكون رهينة لإسرائيل، ان الرئيس الأميركي باراك اوباما لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني فيما لا يزال البعض يراهن على اميركا التي غرست إسرائيل في قلب الامة العربية، لذلك فان المطلوب ان يتحرك العرب لدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوق الأمة فيكونوا كبارا في محيطهم ولا يعطوا إسرائيل ما ليس لها ويقفوا في وجه إسرائيل".
ودعا الشيخ قبلان العرب الى "ان يتركوا اميركا ويبتعدوا عنها، ولا يعطوها الحق في الولاية عليهم فيكونوا كبارا بعيدين عن المزايدات وخاصة ان ما جرى في مجلس الامن مذل جدا، اذ كان من المفروض ان يترك القادة العرب الجلسة بعد سماع كلمة الرئيس الاميركي اوباما الذي رفض باصرار الدولة الفلسطينية، ونحن نطالب بدولة فلسطينية من البحر من النهر وليس على حدود العام 1967، ولا نقبل الا بفلسطين كامل وشاملة، ونريد ان يعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه، ونرفض التوطين بكل اشكاله، ونرفض ما قاله الرئيس الاميركي في مجلس الامن، ونرفض بقاء إسرائيل في فلسطين لان فلسطين للشعب الفلسطيني، ونستغرب لماذا يسكت الجميع، ولا يتصدى العرب للمؤامرة الهادفة إلى تقسم المنطقة".
وتساءل "لماذا تعترض بعض الانظمة على النظام في سوريا ولا تعترض على المعارضة السورية التي تحركها ايد أجنبية وخارجية تريد تخريب سوريا التي كانت تنعم بالاستقرار والهدوء والطمأنينة".
ودعا العرب إلى "ان ينهضوا من كبوتهم، ويبتعدوا عن المهاترات والمزايدات، ويدافعوا عن شعبهم وبلادهم، ويكونوا قدوة للمقتدين، وعبرة للمعتبرين، وموعظة للمتعظين". 

السابق
فضل الله: نقف مع دعوات التعايش والشراكة الإسلامية المسيحية
التالي
جابر: الراعي سيلمس شعاره يتجسد على أرض الجنوب