المستقبل: بان يذكّر سليمان بالتزامات لبنان إزاء المحكمة..

 كتبت "المستقبل" تقول ، مع تصديق مجلس النواب مشروع خطة الكهرباء بإجماع لم يشذّ عنه سوى النائب ميشال عون، تكون خطة إصلاح هذا القطاع قد دخلت مسار تحويلها إلى واقع ملموس، فيما العبرة تبقى في التنفيذ. وأمس تأكّد بالملموس التشريعي ما كانت ملامحه ارتسمت قبل أيام بالملموس الحكومي، حيث مُني النائب عون وصهره وزير الطاقة جبران باسيل بهزيمة ناصعة البيان لم يخفّف وطأتها خروج باسيل مساءً ليهاجم "تيار المستقبل" مباشرة، والمجلس النيابي ورئيس المجلس بشكل غير مباشر، عدا عن العودة إلى استحضار البُعد الديني مثلما فعل قبل أيام في "معركة" إضاءة صليب فاريا المُضاء منذ العام 1994.
باسيل اعتبر في مؤتمر صحافي أنه "كان هناك محاولة لتطويع وزير معين من طائفة معينة ولكن هذه المحاولة فشلت بإقرار هذا القانون، اليوم حصل إفشال لمنطق القوة بالشارع". وقال "أرادوا (المعارضة) أن يلزّموا أعمالنا بالخطة إلى جهات خارجية كما فعلوا هم بالسياسة الخارجية والمحكمة الدولية"، معتبراً أن "إقرار خطّة الكهرباء كشف كذب المعارضة، وما حصل اليوم انتصار لكل الناس وليس لفريق، وانتصار لمبدأ الخطط والرؤية في المشاريع، وفي ذلك انجاز سياسي كبير(..)".
وفيما اعتبر النائب عون أن "الفضل في إقرار المشروع يعود للوزير باسيل وفريقه"، قالت مصادر المعارضة لـ "المستقبل" إن "المشروع أقرّ وفق الصيغة التي سبق وأقرّت في اللجان النيابية المشتركة، أي بحرفية قرار مجلس الوزراء بتاريخ 7 أيلول الجاري، والذي أيدناه عند صدوره ثم اعترضنا على التعديلات والنواقص التي أتت في المشروع الموقّع في 12 أيلول، وأصررنا على التمسك بما أقرّ حرفياً"، واعتبرت أن "الضوابط التي تمسكنا بها هي من أجل تحصين، وهي التي تمّ إقرارها في النهاية"، لافتة إلى أن "إقرار المشروع هو انتصار للبنان واللبنانيين، لأنه انتصار للعمل الذي يعتمد على المؤسسات وليس على الفردية، ويعطي الأولوية للشفافية المطلوبة".
وعن كلام النائب عون، ذكّرت المصادر بأن "باسيل كان طلب مبلغ 1200 مليون دولار من دون قيد أو شرط ليتصرف فيها كما يشاء، لكن قرار مجلس الوزراء وضع الضوابط لعملية الانفاق والإشراف، وهذا ما طالبنا به"، مضيفة "نحن مع خطة الكهرباء لكن مع مراعاة الأصول الإدارية القائمة على الشفافية في التلزيم والتنفيذ، لأنه بموجب القانون بصيغه الحالية يتم العمل من خلال المؤسسات وبإشراف مجلس الوزراء".
إذن، نجح المجلس في ترجمة التوافق السياسي وصدّق مشروع الكهرباء من دون أضرار تذكر باستثناء التحفظ الذي أبداه عون بعد اقرار المشروع بصيغته المعدلة حكومياً والمتضمنة قرار مجلس الوزراء، الصادر في السابع من أيلول الجاري "ادراج بنود القرار في صلب المشروع استناداً لمبدأ الفصل بين السلطات"، ومع إقرار المشروع الذي جاء وفق ما تشتهي المعارضة وما يناسب الاكثرية، تتجه الأنظار إلى ترجمة التوافق النيابي الحكومي اشعاعاً "كهربائياً على اللبنانيين.
واعتبر رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ان "ما تمّ التوصل اليه نفى ذلك الادعاء بأن هناك من يريد الكهرباء، من المواطنين أو من النواب، وهناك فريق آخر لا يريدها"، ورأى ان "كل النقاش الذي ساد في المرحلة الماضية كان بهدف تحصين هذا المشروع الذي أصبح مشروعا بعد ان تقدمت به الحكومة من أجل ضمان تنفيذ هذه المرحلة من الكهرباء لاننا كنا وما زلنا نطالب بتصور كامل حتى تتضح الصورة على مدى سنوات عدة"، مضيفاً أنه "عندما صيغت كل البنود التي اقرت في مجلس الوزراء من صلب القانون كان ذلك انتصارا للبنانيين لان ما اردناه هو ان يكون واضحا وشفافا ويمكّن الخزينة من ان تحصل على القروض الميسرة من الصناديق العربية(..)".
وشهدت الجلسة التشريعية ردّ اقتراح القانون المقدم من النائب نقولا فتوش لتعديل المادة 93 من قانون مجلس الشورى الذي شهد سخونة ومشادات كلامية حادة حسمتها مطرقة الرئاسة بعد نقاش مستفيض.
كذلك، شهدت الجلسة اقرار اربعة قوانين من ضمنها دعم السائقين العموميين، وترقية الضباط وتعديل قانون العقوبات لجهة تخفيض عقوبة السجن للمساجين ذوي السلوك الحسن.
وفي نيويورك، رأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس اجتماعا رفيع المستوى في شأن الدبلوماسية الوقائية في إطار البند "صون السلم والأمن الدوليين"، جرى عرض العديد من الآراء والافكار حول سبل تعزيز الدبلوماسية الوقائية وتوطيدها، وهو موضوع بالغ الاهمية في هيكلية الأمم المتحدة ومجلس الأمن حيث تم تخصيص الفقرة الاولى من المادة الاولى في ميثاق الامم المتحدة لفكرة الدبلوماسية الوقائية، وجاء فيها: "حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة (الأمم المتحدة) التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها".
الجدير ذكره انها المرة الاولى التي يرئس فيها رئيس جمهورية لبناني اجتماعا لمجلس الامن الدولي منذ قيام الجمهورية اللبنانية.
كذلك التقى سليمان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وجرى بحث في آخر التطورات العربية والاقليمية.
وليلاً التقى سليمان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي ناقش معه تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 وأهمية الاحترام الكامل للخط الأزرق من جانب جميع الأطراف، كما أعاد بان حسب بيان صادر عن مكتبه دعمه الكامل لعمل المحكمة الخاصة بلبنان "ودعوته لبنان لتنفيذ جميع التزاماته في هذا الصدد".
في غضون ذلك، تشهد الأيام المقبلة مجموعة محطات يتداخل فيها السياسي بالروحي، حيث تتوجه الأنظار اليوم الى الصرح البطريركي في بكركي الذي يجمع القيادات والنواب الموارنة لمناقشة ما توصلت اليه اللجنة الفرعية من اقتراحات لقانون الانتخاب.
وتحت الرعاية البطريركية، يقيم حزب "القوات اللبنانية" بعد ظهر غد قداساً احتفالياً لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية في باحة مجمع فؤاد شهاب الرياضي جونيه، حيث يلقي رئيس الحزب سمير جعجع كلمة سياسية في المناسبة يتطرق فيها إلى آخر التطورات المحلية والإقليمية.
ويوم الثلاثاء المقبل تتوجه الأنظار الى دار الفتوى، حيث تعقد قمة روحية تجمع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وشيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن للبحث في آخر التطورات السياسية في المنطقة. 

السابق
السفير : الإجماع النيابي يقوّي الحكومة … ويحمي المعارضة
التالي
الديار: هل قال ساركوزي للراعي ليهاجر المسيحيون من لبنان إلى فرنسا؟