الجمهورية: الأمم المتّحدة للمساعدة بخبراء لترسيم حدود لبنان البحريّة

 كتبت "الجمهورية " تقول ، ظلت نيويورك في قلب الحدث أمس، حيث يواصل اللاعبون الكبار على المسرح الدولي رسم خريطة المنطقة العربية في ضوء رياح التغيير التي تعصف بها، والتطورات التي تفرض نفسها في اكثر من بلد اجنبي.
وبعد ترحيب اسرائيل بمواقف الرئيس الاميركي باراك اوباما الداعية الى تسوية فلسطينية ـ اسرائيلية عبر المفاوضات واعلانها بلسان النائب لرئيس وزرائها سيلفان شالوم "ان النضال لم ينته بعد"، وانها مستمرة في سعيها لضمان "كتلة مانعة" في مجلس الامن الدولي ضد طلب الفلسطينيين نيل العضوية الكاملة، انشغل المراقبون في رصد ردة الفعل العربية والدولية على موقف اوباما المعارض للمسعى الفلسطيني ووقوفه الى جانب اسرائيل. فيما اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "ان هنالك حركة عاصفة آتية في الطريق، وان الاحداث الواقعة مؤشر لها".
وفيما تشهد مدن ومناطق سورية اليوم تظاهرة جديدة تحت شعار"جمعة توحيد المعارضة" بدعوة من "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية"، كررت واشنطن "ان الاسد يفقد الدعم الذي يحظى به عند دوائر مهمة في المجتمع السوري، ويجازف بإدخال البلاد في صراع طائفي عن طريق تكثيف حملة قمع دموية للمتظاهرين المطالبين بالديموقراطية".
وحذر السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد من "نزاع طائفي إذا واصل نظام الاسد حملة قمع المدنيين"، لكنه شدد على "أن الجيش السوري ما يزال متماسكاً على رغم الانشقاقات".
بدورها، خطت تركيا اول خطوة تنفيذية فعلية بعد اعلانها انها تفكر في تنفيذ عقوبات ضد دمشق، وتمثلت في الإغلاق التام للمدى الجوي أمام الطائرات العسكرية، أو التي يمكنها نقل معدات أو ذخيرة عسكرية. وشدد رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة على "ان تركيا لا يمكن الا ان تدعم مطالب الشعب السوري وتتوقع من المجتمع الدولي ان يتحرك في هذا الاطار".
وعلى الصعيد الداخلي، وبعد مخاض عسير، أقر مجلس النواب أمس مشروع قانون الكهرباء بالصيغة التي أقرتها اللجان النيابية المشتركة، وذلك بغالبية ساحقة خلال جلسته التشريعية برئاسة الرئيس نبيه بري، في حين اعلن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون موافقته على مشروع القانون"حفاظا على التضامن الحكومي"، لكنه تحفّظ عن "وضع بنود قرار مجلس الوزراء في القانون، وذلك احتراما لمبدأ فصل السلطات"، متمنيا "أن يضم الى الأسباب الموجبة أو أن يبقى في محضر الجلسة التي اتخذ فيها القرار".
وأقر المجلس أيضاً إقتراح القانون المقدم من عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، والمتعلق "بدعم السائقين العموميين ببدل مالي بمعدّل 12 صفيحة بنزين ونصف"، كما أسقط نواب المعارضة بدعم نواب "جبهة النضال الوطني" إقتراح القانون المتعلق بتعديل المادة 93 من نظام مجلس شورى الدولة المرتبط بتعويض وزير الدولة نقولا فتوش في ملف الكسارات.
وابدى رئيس مجلس النواب نبيه بري ارتياحه الى اقرار قانون الكهرباء الذي يؤمن طاقة كهربائية للبنانيين بقدرة 700 ميغاوات في مرحلة اولى. وقال لـ"الجمهورية": ان الكهرباء كقانون باتت وراءنا وبات المطلوب العمل إلى الأمام بعيدا عن منطق الانتصارات في هذا الملف، وأمامنا ملف النفط الذي سيحتل اولويات اهتماماتنا في الايام المقبلة.
وذكر بري انه تحدث مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الامم المتحدة التي ستشهد حركة لبنانية في شأن الملف النفطي وتحديدا في موضوع ترسيم حدود لبنان البحرية، مشيرا الى ان الامم المتحدة ابلغت الى لبنان استعدادها لانتداب خبراء للمساعدة في هذا المضمار، وقال ان وزير الخارجية عدنان منصور الموجود في نيويورك ضمن الوفد المرافق لرئيس الجمهورية سيجتمع مع نظيره القبرصي للبحث معه في اعادة رسم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص في ضوء القرصنة الاسرائيلية الحاصلة لهذه الحدود من جراء الترسيم الذي حصل بين قبرص واسرائيل.
واضاف بري: "اما الملف الآخر الذي سيعالج خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة فهو سيكون موضوع سد الليطاني في الجنوب حيث سيتم توقيع العقود الخاصة للبدء بهذا المشروع الذي سيمول من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومصادر اخرى".
وتعليقا على ما آلت اليه الجلسة العامة لمجلس النواب، عبّرت اوساط ميقاتي عن ارتياحها الى مسار الجلسة والتي انتهت الى إقرار مشروع القانون الخاص بانتاج 700 ميغاوات من الكهرباء قبل سنة 2014، وقالت لـ"الجمهورية": "إن المشروع الذي اقر هو من نتاج الحكومة ككل كما قلنا منذ اليوم الأول للبحث فيه، والهدف منه تأمين التيار الكهربائي لكل لبنان واللبنانيين بعيدا من كل اشكال المزايدات والسجالات كتلك التي رافقت البحث فيه". وأضافت :"لقد كان هدفنا وضع الضوابط الضرورية. وكما قلنا منذ اللحظة الأولى الضوابط القانونية والإدارية والفنية والتقنية والمالية لضمان حسن تنفيذ المشروع وتحقيق الأهداف المرجوة منه". وأبدت ارتياحها الى التعاون الذي ساد العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب، ما ادى وسيؤدي الى تنفيذ تدريجي لكثير من المشاريع، ولا سيما منها تلك التي هي على تماس مباشر مع حياة المواطنين".
وقال رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لـ"الجمهورية": "لقد انتصر القانون في موضوع الكهرباء وفق ما قرره مجلس الوزراء، ولقد صيغ القانون بفضل جهود الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي لكي يخرج الى النور، في الحد الادنى من الرقابة" .
وهل يبارك للبنانيين اذن بالكهرباء؟ أجاب جنبلاط: "يبقى الموضوع عند التنفيذ، لكن على الاقل، وُضعت ضوابط معينة في الاشراف والادارة، لأنه لا بد من تعيين مجلس ادارة كهرباء جديد، وسيجري التلزيم وفق أصول المناقصات، وحُددت مدة 3 اشهر لتعيين الهيئة الناظمة". وختم: "اما اذا كان كل هذا غير كاف لمنع التشبيح، فلا حول ولا قوة".
من جهته، اكد وزير شؤون التنمية الادارية محمد فنيش لـ"الجمهورية" ان "موقف "حزب الله" لم يتغير، فلقد قلنا منذ الجلسة السابقة لمجلس الوزراء ان الكهرباء هي جزء من خطة طوارئ ضرورية وملحة وكان مجلس الوزراء السابق اقرها، وتبنّتها الحكومة الحالية في البيان الوزاري. ولم نكن نرغب في أن يحصل حولها كل هذا السجال، بل ان يقدّر الجميع حاجة البلاد ومصالحها ويفصلوا بين السجالات والمناكفات السياسية وبين القضايا الحياتية التي تهم جميع الناس من دون استثناء". واكد "ان المنطق نجح في النهاية، منطق الاهتمام بأولوية الكهرباء والبدء بهذه المرحلة الملحة والضرورية، ومن دون الدخول في حسابات من ربح ومن خسر. وأعتقد ان المشروع عندما ينفذ فإن اللبنانيين جميعا سيربحون".
وعن اعلان المعارضة أنها انتصرت في الكهرباء، قال فنيش:
"لتسمح لنا المعارضة، فلتجر تقويما بين المواقف التي كانت تعلنها وبين ما تم، واعتقد ان النتيجة لا تصب في هذا الاتجاه". وأضاف: "أساساً لم يتغير مضمون المشروع، وفي النهاية القرارات هي قرارات جلسة مجلس الوزراء، واذا شاءت المعارضة القول انها انتصرت لتحفظ ماء وجهها، فلا مانع لدينا، فلتحفظ ماء وجهها لأننا لم نكن نناقش هذا الموضوع في اطار المناكفة السياسية. فليستفد كل شخص من التجربة وليميز بين الخطاب السياسي العالي النبرة والمرتفع الموجة وبين مصالح اللبنانيين التي في النهاية تفرض نفسها على الجميع".
بدوره، قال وزير العدل شكيب قرطباوي لـ"الجمهورية" بعد انتهاء الجلسة: "الكهرباء نوّرت الجلسة. فكانت ممتازة".
وعن مشكلة الوزير نقولا فتوش مع مجلس شورى الدولة اوضح: "ان المجلس ردّ الطلب. علما انني طلبت اعادته إلى اللجان، لأنه في حاجة الى اعادة الدرس، لكن المجلس ارتأى رده وهو سيد نفسه وسيد الاحكام". واضاف: "اهم شيء في موضوع الكهرباء اننا نستطيع تنفيذه وأن نرضي الشعب اللبناني. وسيعمل وزير الطاقة مع الحكومة لتنفيذه في أسرع وقت ممكن. ويجب البدء بالتنفيذ فورا. وفور نشره في الجريدة الرسمية، لأن تنفيذه المشروع يحتاج الى وقت طويل".
اما عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب آلان عون فسأل عبر "الجمهورية": "ما هو الإنجاز الذي حققته الأقلية لنقول انها "عملت شيئا" فكل ما أقرّ في الهيئة العامة لمجلس النواب كان موجودا في قرار مجلس الوزراء. واستغرب ان يصار الى ضم قرارات إجرائية اتخذت في مجلس الوزراء الى مشروع قانون برنامج صادر عن مجلس النواب "ولا اعتقد انه كان من الضروري ان يتم ذلك". ومن المتعارف عليه ان ما يتصل بالتمويل فقط يحتاج الى قانون والباقي لم يكن ضروريا ذلك ان الحكومة عندما اتخذت هذه القرارات باتت المسؤولة عنها وعليها السعي الى تنفيذها". وقال :"تحدث البعض عن إنجاز ليقول فقط "عملنا شي" بينما الحقيقة هي في مكان آخر".
اما النائب جورج عدوان فعبّر لـ"الجمهورية" عن سروره الشديد بـ"الانجاز الذي تم والالتزام بالقواعد المهمة التي شددنا على أهمية وجودها". مؤكدا "وجوب تأمين الكهرباء للمواطنين في اقرب وقت".
وتعليقا على كلام عون عن صلاحيات الوزير، قال عدوان: "عندما نشرّع لا نستهدف وزيرا معينا، بل الوزراء جميعا في المطلق. وأني مع المحافظة على صلاحيات اي وزير وفقا للدستور". وأضاف: "انا مع الحفاظ على صلاحيات الوزير التي اقرها "الطائف" لأنها تخدم المسار العام".
وعشية اللقاء الماروني الموسع في بكركي اليوم، التأمت اللجنة التي كلفها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وضع مسودة قانون الإنتخاب أمس في مجلس النواب عقب انتهاء الجلسة التشريعية وناقشت في حضور الوزير السابق زياد بارود والخبراء تقريرها النهائي، الذي سترفعه اليوم الى لقاء بكركي.
وفيما تكتّمت مصادر اللجنة عن تفاصيل ما دار في اللقاء، تحدث احد اعضائها لـ"الجمهورية" عن "أجواء ايجابية" سادته، قائلاً "ان هناك إجماعا على ما تم وضعه من خلاصات حول بعض مشاريع القوانين الإنتخابية المقترحة وستكون هذه الخلاصات بدءا من اليوم في تصرف اللقاء الموسع ليقول البطريرك ورؤساء الأحزاب كلمتهم الأخيرة فيه". ولفت الى "ان هناك اكثر من خيار ما يزال مطروحا حول القانون الإنتخابي وهناك جو من التفاهم على السعي الى قانون يوفر التمثيل المسيحي الحقيقي في المجلس النيابي".
وحول الصيغة المقترحة لتقسيم الدوائر الإنتخابية قال: "ان النسبية هي من الأفكار المتقدمة التي نبحث فيها، لكن الإتفاق على شكل الدوائر لم يتم بعد، وهناك جدول مقارنة يتحدث عن سلبيات وإيجابيات الدوائر المتوسطة أوالكبرى".
وامس عقد مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي اول إجتماع له برئاسة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي بعد استكمال تركيبته القيادية وباشر البحث في اولى القضايا المطروحة على جدول اعماله والتي تتصل بالترقيات والمناقلات على مستوى الضباط.
وقال ريفي لـ"الجمهورية": "ان الإجتماع كان ايجابيا وساده بحث جدي". وقال ان المناقشات ليست للنشر ومتى كانت هناك حاجة للإشارة الى اي إجراء او قرار امني فلن يكون في منأى عن الإعلاميين لإطلاع الرأي العام عليه".
وحول المناقلات والترقيات التي يبحث فيها المجلس قال ريفي: "هناك ورشة عمل كبرى بدأت والعمل كثير".
وعن هوية ومصير الموقوفين الأربعة لدى فرع المعلومات الذين تم توقيفهم في بلدة غزة في البقاع الغربي قال ريفي: "ان الموقوقفين الأربعة ليسوا من المتهمين، ولا علاقة لهم بالشبكة التي نطاردها، بل هم شهود عيان مهمين نستعين بمشاهداتهم ومعلوماتهم حول مجموعة المسلحين التي نلاحقها بتهمة خطف الآستونيين والساعين الى تدبير عمليات خطف أخرى". وقال "ان بينهم من يملك الشقة المستأجرة التي كان يستخدمها القتيلان في كمين عزّة، ومنهم من هم على معرفة بتحركاتهما في الفترة الأخيرة". لافتا الى "ان إثنين منهم افرج عنهما صباح امس، اما الآخران فسيفرج عنهما اليوم. 

السابق
الأخبار: خطّة الكهرباء “تنوّر” المجلس والبحث ينتقل إلى التعيينات
التالي
الحياة: البرلمان يقر مشروع الكهرباء بضوابطه وعون يقبل على مضض